مواقف محرجة ، وربما اعترافات خرجت إلى العلن دون قصد، والسبب "زلة لسان" بطلها زعماء وساسة ، كانت مسار جدلاً واسعاً لأيام وربما لأسابيع في العديد من دوائر صنع القرار حول العالم ، وفتح بعضها دعوات لفتح الحساب علي قرارات وحروب مر علي وقوعها سنوات.
بوش يعترف بـ جرائم غزو العراق
وأثار الرئيس الأمريكي الأسبق، جورج بوش الابن تفاعلا واسعا على وسائل التواصل الاجتماعى عقب زلة لسان وقع فيها في كلمة عن الحرب الروسية - الأوكرانية.
وأشار بوش خلال كلمة له بـ"معهد بوش" الأربعاء، إلى إن النظام الانتخابي في روسيا هو الذي أدى إلى التصعيد في أوكرانيا، وقال: "الانتخابات الروسية مزيفة.. النتيجة هي غياب المساءلة في روسيا فالقرار قرار رجل واحد لشن غزو غير مبرر ووحشي علي العراق"، قبل ان يتلعثم ويصوب: " أعني أوكرانيا".
وتابع بوش مرتبكا وسط ضحكات من الجمهور "والعراق أيضا"، وأضاف في محاولة لتجاوز الموقف المحرج: "أنا عمري 75 عاما".
مجاملة ماكرون و"الزوجة اللذيذة"
في مايو 2018، ربما كان الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون يفكر فى النبيذ الأحمر عندما شكر رئيس وزراء استراليا مالكولم ترنبول وزوجته علي استقبالها حيث وصفها بـ"اللذيذة" ، بعد الاستقبال الودود له.
وتطرق ماكرون وترنبول لعدد من القضايا الدبلوماسية الحساسة خلال مؤتمرهما الصحفى فى سيدنى، قبل أن يقع الرئيس الفرنسى فى الخطأ اللغوى وهو يدلى بتصريح ختامى باللغة الإنجليزية، فقد وجه ماكرون الشكر لترنبول وزوجته لوسى على حسن استضافتهما وأشاد بالنبيذ والأطعمة التى استمتع بها خلال الزيارة، قبل أن يقول "أود أن أشكركما... أنت وزوجتك اللذيذة، على حفاوة الترحيب".
وأشعل تصريح الرئيس الفرنسى مواقع التواصل الاجتماعى وقتها ليحل محل نقاشات لمسائل أكثر أهمية بحثها هو وترنبول مثل نفوذ الصين المتنامى فى المنطقة، ولكن ما الذى كان ماكرون يحاول قوله فعلا؟
وقال إيان ديفيز، وهو مترجم مقيم فى سيدنى، لرويترز إنه لا يعتقد أن ماكرون ارتكب خطأ فى الترجمة لأن الفرنسى لن يستخدم أبدا فى لغته كلمة "لذيذ" لوصف شخص، وأضاف "أفترض أن ما كان يعنيه هو أنها شخصية ساحرة .. يمكنك أن تستخدم وصف ’لذيذ’ فى الفرنسية عندما تتحدث عن الحلوى وليس عن شخص"..
رسالة دعم لشعب إيران في اوكرانيا
وشهد خطاب "حالة الاتحاد" الذي ألقاه الرئيس الأمريكي جو بايدن مارس الماضي ذلة لسان، حيث تطرق بايدن للحرب الأوكرانية، وأعرب عن تضامنه مع "الشعب الإيراني" بدلاً من "الشعب الأوكراني"، ما دفع نائبته كامالا هاريس للتدخل لتصويب الخطأ غير المقصود.
زلة اللسان التي وقع فيها بايدن ، التقطتها شبكة "فوكس نيوز" الأمريكية في تقرير لها ، وتحدثت عن تدخل نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس، مشيرة إلى أنها اقتربت من بايدن وتمتمت ببعض الكلمات بعد أن وقع بايدن في هذا الخلط.
ووفقا لفوكس نيوز، ليس من المؤكد ما الذي تفوهت به نائب الرئيس ردًا على زلة بايدن ، لكن بعض المراقبين أشاروا إلى أنها كانت تصحح زلة الرئيس بقولها كلمة "أوكرانية".
ويظهر في مقطع فيديو، حركة شفاه هاريس وكأنها تردد كلمة "الأوكراني" لحظة ما بدى أن بايدن قال "الشعب الإيراني"، وفقا لما تداوله النشطاء، بمقطع فيديو، حيث قال الرئيس الأمريكي: "بإمكان بوتين تطويق كييف بالدبابات، ولكنه لن يحصل أبدا على قلوب وأرواح الشعب الإيراني".
عزل بوتين
في مارس الماضي، اثار الرئيس الأمريكي جو بايدن الجدل بتصريحاته التي قال فيها إنه الرئيس الروسى لا يمكنه البقاء فى السلطة، وعلقت صحيفة نيويورك تايمز على التصريحات وتساءلت ما إذا كان الرئيس الأمريكي قد قصد تهديدا بهذا التصريح الذى أثار جدلا كبيرا، أم أنه كان مجرد زلة لسان.
وقالت الصحيفة، إن هذا التصريح كان من بين الكلمات القليلة الأخيرة فى الخطاب الذى ألقاه بايدن بوارسوا، والذى تمت صياغته بعناية، إلا أنها ابتعدت بعيدا عن التوازن الحساس الذى حاول بايدن الالتزام به طوال رحلته التي استمرت ثلاثة أيام فى دبلوماسية وقت الحرب فى أوروبا.
وبدا بايدن وهو يدعو للإطاحة برئيس روسيا لغزو أوكرانيا، إلا أن مساعدى الرئيس سرعان ما أصروا على أن تصريحه لم يكن المقصود منه أن يكون دعوة إلى تغيير النظام.
وتقول الصحيفة، إنه أيا كانت نيته، فإن هذه اللحظة سلطت الضوء على التحديات المزدوجة التي واجهها بايدن فى اجتماعات القمة الثلاث الاستثنائية التي حضرها فى بلجيكا، ونظرة أقرب على تداعيات الحرب من بولندا، وهى مواصلة الوحدة مع حلفاء أمريكا ضد بوتين، وفى نفس الوقت تجنب التصعيد مع روسيا الذى قال الرئيس إنه يمكن أن يؤدى إلى حرب عالمية ثالثة.
ورد المتحدث اسم الكرملين ديمترى بيسكوف على تصريحات بايدن، وقال إن مصير بوتين ليس فى يد الرئيس الأمريكي، وأكد أن بوتين ليس هو من يقرر، فرئيس روسيا منتخب من الروس.