يتخيل الكثيرون أن بداية معرفة الشعب المصرى بهتاف “كفاية” عندما هتفت به حركة كفاية فى صيف 2004 لرفض التمديد للرئيس الاسبق محمد حسنى مبارك ولكن العلاقة بين “كافية” والجمهور المصرى علاقة وطيدة، تسبق الازمات السياسية بفترات طويلة، فهى علاقة نشأت داخل مدرجات كرة القدم، وتخللها فصول مثيرة وأحداث مدوية ترتبط ارتباطا وثيقا فى ذاكرة جمهور الكرة، خاصة عندما ترتبط الواقعة بنجم كبير أو مدرب لامع هتفت الجماهير ضده، مطالبة إياه بالرحيل عن فريقها والاكتفاء بما تحقق لأنه السبب الرئيسى من وجهة نظرهم فى تردى النتائج وسوء الأداء.
وعلى الصعيد المحلى، هناك أسماء ذائعة الصيت لها تاريخ طويل من الإنجازات والبطولات، فضلا عن رصيد من العشق الجماهيرى لم يمر لحظة فى مخيلتها، أن يأتى الوقت الذى يتحول فيه التغنى والإشادة بأسمائها وأدائها إلى بركان من الغضب الجماهيرى والهتاف المزلزل فى الملعب ارحل وكفاية، بعد هبوط الأداء أو تراجع نتائج الفريق.
وفى السطور التالية يستعرض “انفراد” أبطال حركة كفاية فى الملاعب المصرية ..
شريف إكرامى
أحدث المنضمين لحركة كفاية عندما طالبته جماهير الأهلى بالرحيل ومغادرة جدران القلعة الحمراء بعد إرتكابه عدداً من الاخطاء المؤثرة على مشوار الفريق فى البطولة الافريقية لاسيما فى مباراتى زيسكو الزامبى التى خسرها الاهلى بثلاثة أهداف مقابل هدفين فضلا عن مباراة أسيك الايفوارى التى خسرها الفريق الاحمر بهدفين مقابل هدف .
حازم إمام
دخل فى نوبة من البكاء الحار، غير مصدق أن تهتف جماهير الزمالك ضده، مطالبة إياه بالرحيل وإعلان اعتزال كرة القدم، بعد سنوات عجاف غابت القلعة البيضاء فيها عن منصات التتويج، معتبرة قائد الزمالك المسئول الأول بعد تراجع مستوى “الإمبراطور” بفعل كثرة الإصابات ناهيك عن سوء مستوى أغلب لاعبى الفريق الأبيض.
وبعد رحلة من الصبر مدعمة بالوفاء من جماهير الزمالك لمساندة ناديها خرجت الجماهير عن صمتها، وصبت غضبها على كابتن الفريق آنذاك حازم إمام، وهو الهتاف الذى لم يتحمله الثعلب الصغير وغادر ملعب المباراة متأثراً للغاية، يدور فى مخيلته رحلته مع القلعة البيضاء ومشاهد التتويج والتغنى باسمه وحمل البطولات لتتساقط دموعه رافضة تحمل هذه النهاية الأليمة، وما هى إلا فترة بسيطة وغادر الفنان الملاعب وأعلن اعتزال اللعب، ولكن يظل هذا الموقف محفوراً فى ذاكرته.
حسام البدرى
كثيرا ما تغنت جماهير الأهلى بقدرة مدربها “حسام البدرى” على التلاعب بالفرق والصعود لمنصات التتويج غير عابىء بإصابات أو غيابات أو ضغط مباريات، واصفة إياه بالتلميذ النجيب للساحر البرتغالى “مانويل جوزيه” المدير الفنى الأسبق للقلعة الحمراء.
ولكن تأتى مباراة الإسماعيلى الشهيرة، التى فاز فيها الدروايش على الأهلى بثلاثية فى ملعب الإسماعيلية، وسط تراخٍ شديد من نجوم الأهلى لتقلب الأمور رأساً على عقب، وتدخل جماهير القلعة الحمراء فى وصلة سباب للبدرى، معتبرة المدير الفنى مسئول مسئولية كاملة عن تراجع أداء الأحمر متخوفة من استمرار الأداء على نفس الوتيرة، وبالتالى فقدان الأهلى لبطولته المحببة الدورى العام.
وهاجمت الجماهير المدير الفنى السابق للمنتخب الأولمبى، مطالبة إياه بالرحيل عن القلعة الحمراء، لأنه أصبح “عقبة” فى طريق الإنجازات والبطولات وهو ما استجاب له البدرى بعد المباراة بساعات وأعلن استجابته للمطلب الجماهيرى وتقدم باستقالته وتقبلها مجلس إدارة النادى الأهلى، ويأتى بمحمد يوسف مديرا فنيا للأحمر، ويغادر البدرى القاهرة متجهاً للسودان وهارباً من ملاحقات جماهير الأهلى آنذاك.
محمد محسن أبو جريشة
عندما تغيب المتعة الكروية والسامبا البرازيلية عن أداء الدروايش سرعان ماتغضب جماهير الإسماعيلى، وتفتح النيران على اللاعبين والمدير الفنى، ويعتبر محمد محسن أبوجريشة آخر حبات المواهب فى عائلة أبوجريشة صاحب تاريخ طويل من الإجادة والتألق مع الأصفر وكثيراً ماتغنى الجمهور بأهدافه ولمساته، ولكن عندما تراجع أداء أبوجريشة بفعل الإصابة طالبت جماهير الإسماعيلى برحيل اللاعب معلنة رفضها استمراره “عالة” على الفريق، وهو ما استجاب له الهداف الكبير، وغادر مدينة الإسماعيلية متوجهاً للصين بحثاً عن استعادة الأمجاد قبل أن يعود ويغادر المستطيل الأخضر فى صمت.
شيكابالا
العلاقة بين جمهور الزمالك والفهد الاسمر محمود عبد الرازق شيكابالا دائما وأبداً على صفيح ساخن، بفعل أزمات اللاعب الدائمة مع مجالس الإدارات المتعاقبة على القلعة البيضاء وربطه دائما لهذه الأزمات بأدائه مع الزمالك.
ورغم أن جماهير الزمالك، تحتفظ بحب كبير لشيكابالا صاحب اللمسات الرائعة والإمكانيات الهائلة، إلا أن هذا الحب لم يشفع للنجم الأسمر، وعقب كل أزمة يدخل فيها اللاعب مع ناديه وتهديده بالرحيل أو الانقطاع عن التدريبات، كانت جماهير الزمالك تبادر بالهتاف الشهير “ارحل” غير مهتمة بتأثير غيابه عن الفريق مؤكدة أن مسلسل التمرد لابد أن ينتهى.
إبراهيم سعيد
رغم أن هيما من ناشئ الأهلى، ويملك موهبة وإمكانيات متميزة للغاية إلا أن التألق والإجادة لم تكن كافية فى ظل مسلسل أزمات اللاعب المستمرة سواء مع زملاؤه أو منافسيه ومروراً بمدربيه حتى رفعت جماهير الاهلى لافتة "كفاية" للولد المشاغب إيماناً منها بأن هيما تفاحة فاسدة إن استمرت سوف تفسد كل الفريق ليرحل اللاعب عن صفوف الأهلى .