تحل علينا الذكرى الثالثة لثورة 30 يونيو، تلك الثورة التى أطاحت بحكم الإخوان، بعدما أدارت الجماعة وقياداتها ظهرها للشعب المصرى وسعت لأخونة الدولة المصرية وتنفيذ مخططات الجماعة فى الخارج، واستهترت بقوة الشعب فى إزاحتهم عندما قلل قياداتها قبل أيام من اندلاع الثورة من قوة الشعب على إسقاطهم.
منذ ثورة 30 يونيو وحتى الآن فشلت الجماعة فى العودة للمشهد السياسى رغم المحاولات الحثيثة داخليا وخارجيا سواء بتدويل قضيتهم مع عدد من الدول الخارجية أو من خلال مبادرات سياسية كانت أبرزها مبادرات حسن نافعة، وأحمد كمال أبو المجد، المفكر الاسلامى، ومبادرات محمد سليم العوا، ومبادرة هشام قنديل، خرجت بعد عزل مرسى مباشرة فى محاولة لإيجاد مخرج لسقوط التنظيم الدولى، ولكن جميعها إما كانت نتائجها رفضا لمبادرات أو فشل الاستقواء بالخارج.
الجماعة اعتمدت على عدد من المحطات خلال محاولاتها للعودة للمشهد السياسى، فالتنظيم الذى لديه فروع كثيرة فى عدد من دول العالم بدأ فى تدشين ائتلافات دولية كانت معظمها فى لندن وبروكسل، أبرزها الائتلاف العالمى للحقوق والحريات والائتلاف العالمى للمصريين فى الخارج، بجانب مؤسسة قرطبة التى أسسها أنس التكريتى القيادى الإخوان بلندن عقب عزل مرسى مباشرة.
وحاولت الجماعة عبر عدد من الزيارات الخارجية تحريض دول على مصر، كان من أبرزها الوفد الذى سافر إلى الكونجرس الأمريكى بقيادة جمال حشمت ووليد شرابى، وزار مسئولين بوزارة الخارجية الأمريكية وممثلين عن البيت الأبيض، بجانب اعضاء بالكونجرس فى يناير 2015، ثم عقبها عدد من الوفود إلى أمريكا لحثها على إيجاد سبل تضمن عودة تدريجية للجماعة إلى الحياة السياسية مرة أخرى.
كما كان للإخوان زيارات أخرى لمسئولين فى السنغال، لمحاولة رفض عودة مصر إلى عضوية الاتحاد الافريقى، ولكن كانت الفاجعة الكبرى لهم بعودة مصر للحضن الافريقى من جديد، كما كان للإخوان وفود أيضا لندن وباريس ولكن فشلت تماما فى تحريض الدول ضد مصر.
كيانات سياسية كثيرة سعت الجماعة لتدشينها من عزل محمد مرسى وحتى الآن كان أبرزها ما يسمى "تحالف دعم الإخوان" و"المجلس الثورى" بتركيا، ووثيقة بروكسل، بالإضافة لكيانات صغيرة مثل كيان التحالف الاسلامى الذى دشنته قيادات من شباب الجماعة وشباب من أحزاب إسلامية الرافضين لتحالف دعم الإخوان، بجانب جبهة التحرير التى دشنها باسم خفاجى أحد حلفاء الجماعة، ولكن جميع تلك الكيانات السياسية فشلت تماما فى تحقيق أهداف جماعة الإخوان أو على الاقل الاستمرار فى عملها.
وتدخل الذكرى الثالثة لثورة 30 يونيو والجماعة تمر بأضخم أزمة داخلية للتنظيم منذ نشأته فى عام 1928 وحتى الآن بعدما انقسمت الجماعة لمجموعتين الأولى تابعة لجبهة محمود عزت القائم بأعمال مرشد الإخوان، والثانية جبهة قيادات إخوان اسطنبول، وتلك الخلافات التى ظهرت علانية منذ ما يقرب من عام فى شهر يونيو 2015، ولم تنته حتى الآن رغم المبادرات الداخلية التى تم تدشينها من قبل قيادات التظيمية.