تولى الدولة اهتماما كبيرا بالاستثمارات الأجنبية، لكن تسعى القاهرة لتعزيز التعاون مع الصين وتنمية العلاقات الاقتصادية معها، خاصة جذب استثمارات صينية مباشرة للسوق المصرى، وظهر ذلك فى الاجتماعات المتكررة لوزارة التجارة والصناعة والتى كان آخرها الاجتماع الثانى لمجموعة العمل المصرية الصينية، ونرصد فى هذا التقرير وضع الاستثمارات الصينية فى مصر، ومدى تنامى العلاقة التجارية والاقتصادية بين البلدين.
بدوره، أكد أحمد منير عز الدين، رئيس لجنة تنمية العلاقات مع الصين بجمعية رجال الأعمال المصريين، أن الصين عملاق اقتصادى وقوة كبرى لابد من التركيز على تنمية العلاقات معها، لافتا إلى أن حجم التبادل التجارى مع بكين وصل إلى 12 مليار دولار وهى الشريك رقم واحد لمصر، وحاليا تعمل الصين على نقل رؤوس أموالهم لخارج حدود الدولة، ولابد أن تستفيد مصر من تلك المساعى.
وأضاف أحمد منير عز الدين، فى تصريحات لـ"انفراد"، أن تحرك الصين خارج حدودها خاصة بعد إشباع فى الأسواق الأسيوية، ومساعى العملاق الجديد للتواجد فى الأسواق الأفريقية فرصة جيدة لمصر، لافتا إلى أن الصين تهتم بالسوق الأفريقى، ومصر بالتحديد، لأنها تدرك أن القاهرة هى محور أفريقيا، والتواجد باستثمارات قوية بها يعد باكورة التحرك باتجاه قوى داخل الأسواق الأفريقية.
وقال رئيس لجنة تنمية العلاقات مع الصين بجمعية رجال الأعمال المصريين، أن شركات صينية استلمت 6.2 كليو متر مربع لتنميتها لتكون جزء من المحور الاقتصادى لمحور قناة السويس، وهنا تأكيدا على أن مصر تعطى فرصة لرؤوس الأموال الصينية للتواجد، وكذلك الجانب الصينى يعظم الدور المصرى من خلال مشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسى فى اجتماعات مجموعة الـ 20 المزمع إقامتها فى شهر سبتمبر المقبل.
وأشار أحمد منير عز الدين، إلى أهمية أن يستفيد قطاع رجال الأعمال من الشراكة مع الصين عبر نقل الخبرات والاستثمارات لقناة السويس وتنمية محورها، لافتا إلى أن بكين حاليا تسعى لبناء قاعدة صناعية كبيرة لها فى القاهرة، وأن طريق" القاهرة كيب تاون" لتحرير التجارة للقارة الأفريقية هو دليل للتوسع فى أفريقيا ويساعد أى مستثمر على التواجد فى مصر.
وتابع رئيس لجنة تنمية العلاقات مع الصين، أن هناك خطوات كبيرة لتقوية التعاون فى المجالات المختلفة ووجود التصنيع والخدمات اللوجوستية ونقل الخدمات ورؤوس الأموال، ظهر من خلال استثمارات شركة جوسى التى وصلت إلى 600 مليون دولار لإنشاء مصنع للألياف الصناعية.
وألمح إلى أن التواجد الصينى فى مصر يزداد بشكل واضح وهناك اهتمام واضح من الجانبين لذلك وذلك نتيجة قوة السوق المصرى والاستقرار الذى تنعم به القاهرة بجانب الأيدى العاملة وكون مصر سوقا اقتصاديا قويا يحفز على التبادل التجارى بين الدولتين، لافتا إلى أن التواجد الصينى يحفز مصر إلى تصنيع الخامات وعدم تصديرها كمواد أولية.
واستطرد رئيس لجنة تنمية العلاقات مع الصين، أن وفود الشركات الصينية المتواجدة فى مصر تزيد من التصنيع وتحد من التصدير للمواد الخام، مشيرا إلى أن عمل خط إنتاج كامل فمثلا كيلو القطن يتم تصديره كمادة خام بـ 6 جنيهات وبعد تصنيعه يصل إلى 64 جنيها، فهو يخلق حالة من الانتعاش للتصنيع.
وأكد أن هناك اهتماما من وزارة الصناعة والتجارة بتحفيز الاستثمار الصينى خاصة أن الصين شريك هام فى المشروعات بعد المؤتمر الاقتصادى فهناك 26 اتفاقية منذ 2014 منها ما دخل حيز التنفيذ الفعلى.
يشار إلى أن المهندس طارق قابيل وزير التجارة والصناعة شهد توقيع محضر الاجتماع الثانى لمجموعة العمل المصرية الصينية المعنية بمتابعة المشروعات ذات الأولوية بين البلدين والذى عقد بالقاهرة على مدى اليومين الماضيين، إذ بحث الجانبان خلال اجتماعاتهما تطورات تنفيذ الاتفاق الإطارى الموقع بين الجانبين فى مجالات البنية التحتية والطاقة والصحة والنقل واستعرضا التقدم المحرز بهذه المشروعات والتى تصل إلى حوالى 15 مشروعاً.