أجرى السفير الروسى فى القاهرة سيرجى كيربيتشينكو حوارا مطولا مع وكالة "تاس" الروسية، وأكد خلاله أن مصر مستعدة لشراء المعدات والأسلحة المخصصة لحاملات المروحيات "ميسترال" من روسيا، مشيرًا إلى أن هناك مجموعة من الأسلحة للسفن حاملة المروحيات المصرية إنتاج روسى، ويتم التخطيط لهذا الموضوع خلال محادثات مع الجانب المصرى.
استعادة الحركة الجوية
وأكد السفير الروسى فى القاهرة سيرجى كيربيتشينكو، أن استعادة الحركة الجوية بين روسيا ومصر هى واحدة من الاتجاهات الجوهرية فى الحوار بين موسكو والقاهرة، مشيرًا إلى أن الاتصالات لم تنقطع بين البلدين ونتبادل وجهات النظر باستمرار، ولكن لا يمكن تحديد موعد استئناف الرحلات الجوية مع مصر حاليا.
وأشار السفير إلى أن الخبراء الروس قاموا بعدد من الجولات لاستعراض التدابير الأمنية الإضافية فى جميع المطارات الثلاثة فى البلاد (القاهرة، الغردقة، شرم الشيخ)، موضحا أن الجانب المصرى فعل الكثير من حيث معايير السلامة.
وأوضح السفير أن التحقيق فى العمل الإرهابى ضد الطائرة الروسية التى سقطت فى سيناء لا يزال جاريا ولكن الأمور تسير ببطء، ويستمر التعاون مع المصريين، كما أن هناك اهتماما من الجانبين حول كيفية استعادة خدمات النقل الجوى قريبا.
وحول موعد استئناف الرحلات مع مصر، رفض السفير التعليق على هذا الأمر مؤكداً أنه الأمر سوف يستغرق بعض الوقت لتوضيح الموقف حتى النهاية، حيث إنه بعد زيارة أبريل التى أجراها المتخصصون الروس فى المطارات المصرية تم تقديم التعليقات إلى الجانب المصرى، ويتم العمل عليها.
الوضع فى مصر
ونوه السفير الروسى بأن الوضع فى مصر فى مجال السلامة المعقدة، وتقوم الحكومة بحملة نشطة ضد الإرهابيين، ونأمل بأن تتمكن السلطات المصرية لوضع حد للهجمات الإرهابية الفردية.
وأضاف كيربيتشينكو أن جماعة "الإخوان" محظورة حظرا كاملا فى مصر، وإدارتها قيد الاحتجاز، وبعض أعضاء هذه الحركة لديهم أحكام وصلت لعقوبة الإعدام والسجن المؤبد، وكل منهم يقضى عقوبة سجن فى مصر، ويجب القول إن نشاط هذه الحركة توقف تماما فى مصر وفقدوا شعبيتهم الكبيرة.
وشدد السفير الروسى أن الحكومة المصرية تمكنت من وضع حد لأنشطة الحركة الإسلامية، وكشف للمصريين حقيقتها، وتغير الوضع فى البلاد بشكل جاد.
محطة الضبعة النووية
وحول محطة الطاقة النووية فى الضبعة، أوضح كيربيتشينكو أن اتفاق إنشاء محطة الضبعة النووية تم توقيعه فى نوفمبر 2015، وتوفير القروض لهذا المشروع من روسيا، حيث بدأ العد التنازلى لبدء بناء أول محطة للطاقة النووية فى مصر، وهذا مشروع عالمى للبلاد، وبالنسبة لروسيا هذه أول تجربة نووية لبناء محطة للطاقة فى العالم العربى.
وقال السفير كيربيتشينكو إن مؤسسة "روس آتوم" الروسية المختصة فى بناء المحطات النووية تقوم بالفعل بالأعمال التحضيرية اللازمة، وعلى وجه الخصوص، زار الخبراء موقع بناء المحطة، وأخذوا العينات اللازمة من التربة.
وبخصوص إنشاء المنطقة الصناعية الروسية فى مصر، أكد السفير أن القاهرة تعانى من المشاكل المالية، ولكن لن يتخلى أحد عن هذا المشروع، وهناك شركات مثل "مورتون" مستعدة للمشاركة فى هذا المشروع، ويتم الآن تحديد الموقع النهائى للمنطقة وسوف يتم هذا الاختيار فى وقت لاحق من هذا العام.
التعاون العسكرى المصرى الروسى
وحول التعاون العسكرى بين موسكو والقاهرة، قال السفير كيربيتشينكو أن التعاون العسكرى التقنى بين البلدين متقدم للغاية، فمصر الآن لديها تحديات داخلية وخارجية جديدة تجعلها تركز على تعزيز قواتها المسلحة، وتعتبر الإدارة المصرية روسيا شريكا موثوقا وتقليديا، وعلى مدى السنوات الثلاث الماضية فى مجال التعاون العسكرى التقنى تم التوقيع على عدد من العقود، ويدور الحديث عن تسليم معدات مختلفة مثل الطائرات وأنظمة الدفاع الجوى والقطع البحرية.
وأشار السفير سرجى كيربيتشينكو إلى أن مصر مهتمة بإقامة منطقة للتجارة الحرة مع روسيا، وتعقد الاتصالات المناسبة مع الاتحاد الاقتصادى الأورواسى، وقد تم حل العديد من القضايا الأساسية، ولكن بعض شركائنا فى الاتحاد الاقتصادى لديهم المزيد من الأسئلة ويجرى العمل عليها.
وأضاف السفير أن فى عام 2014، بلغ حجم التبادل التجارى بين روسيا ومصر 5.5 مليار دولار، وفى العام الماضى سقط التعاون التجارى وفقا لبعض الأسباب، ولكن الآن فإن حجم التبادل التجارى ينمو.