تعمل اللجنة الدينية بمجلس النواب على تفعيل وصايا الرئيس عبد الفتاح السيسى لتطوير الخطاب الدينى الذى أوصى به فى أكثر من مناسبة، وآخرها خطابه فى احتفالية ليلة القدر، والتى شارك فيها وكيلا البرلمان سليمان وهدان، والسيد محمود الشريف، وأعضاء من اللجنة الدينية.
وطالب الرئيس عبد الفتاح السيسى علماء الأزهر بمواجهة الغلو والتطرف وعمل وقفة حقيقية والتصدى لهذا الفكر المنحرف للتفكر والفهم الصحيح، مؤكداً أن الدين أغلى شىء لدى الإنسان قائلا، "لا تمنعوا أحداً من الفكير والتدبر" .
وقال الرئيس، إننا سنحاسب على عدم التفكير، وأن ما نحن فيه هو الذى ضيع الدين بشكل كبير، لرفضنا التصدى للواقع الذى نعيشه، مشيراً إلى أنه ظل يقرأ ويبحث لمدة 5 سنوات لتجديد اختياره للدين الذى يعتقده.
وأبدى الرئيس تخوفه من عدم قدرتنا على مواجهة التطرف، والذى يتوسع بما ينعكس سلباً على سمعة الإسلام، مؤكداً أن الأمم لا تقوم إلا بالعمل والجهد والصبر، ولن تقوم بتدمير أو قتل أو تخريب، موضحاً أن مصر افتتحت الكثير من المشروعات الكبرى فى كافة المجالات خلال الفترة الماضية، وستواصل العمل على افتتاح المشروعات يداً واحدة نحو المستقبل فى أمن واستقرار، متابعا، "لبينا نداء الوطن ولن يثنينا عن ذلك شىء ".
وأضاف الرئيس، أن شهر رمضان يدعو إلى التكامل والتكافل والتراحم والعدالة الاجتماعية لواقع أفضل لغير القادرين لتلبية كافة متطلباتهم، ويذكرنا بقيمة العمل ونحن أحوج إليه لما مر بنا فى السنوات الماضية ونأمل فى بذل المزيد".
أسامة العبد: لجنة الشئون الدينية سيكون لها حوار واسع مع كافة الجهات المعنية بالخطاب
من جهته أكد الدكتور أسامة العبد، رئيس لجنة الشئون الدينية، أن اللجنة اجتمعت بالأمس لبحث توصيات الرئيس عبد الفتاح السيسى خلال احتفالية ليلة القدر، بعد توجيهه بتطوير الخطاب الدينى، قائلا، "نحن معه قلباً وقالباً فى تطوير الخطاب الدينى لأنه يؤدى إلى عدم التطرف أو التعصب وإظهار سماحة الدين الإسلامى المبنى على المودة والرحمة ولإبطال الفكر الأسود والأعمى من المتطرفين الذين أساءوا للدين الإسلام والدبين منهم براء".
وشدد "العبد"، فى تصريحات لـ"انفراد"، أن الإسلام لا يعنى تشدداً ولا تطرفاً، وإنما يعرف الرحمة والمودة والعدل، فالدين الإسلامى هو الوسطى المعتدل الذى يبنى ولا يهدم ويعمر ولا يخرب ويصلح و لا يفسد.
ولفت "العبد" إلى أن اللجنة ستعمل على الاتصال المباشر بالمؤسسات الدينية المسلمة منها والقبطية، والجهات المعنية فى دار الإفتاء ومشيحة الأزهر ووزارة الأوقاف لتطبيق ما جاء فى خطاب الرئيس، موضحاً أن دائرة الحوار تشمل بجانب ذلك دواوين الشباب والرياضة والثقافة والتربية والتعليم والتعليم العالى والتعليم الأزهرى ما قبل الجامعى والجامعى.
وأكد "العبد" أن اللجنة أعطت مهلة لكل عضو لدراسة ما جاء فى خطاب الرئيس، مشيرا إلى أن اللجنة ستعقد اجتماعاً بعد عيد الفطر مباشرة للتواصل مع كل هذه الجهات من أجل إظهار سماحة وعدالة الدين الإسلامى.
أمين اللجنة الدينية: خطاب السيسى يمهد ليكون ورقة عمل لتجديد الخطاب الدينى
وفى السياق ذاته، أكد عمر حمروش، أمين سر اللجنة الدينية، أنه سيطالب الدكتور أسامة العبد باعتماد خطاب الرئيس عبد الفتاح السيسى لتكون ورقة عمل اللجنة، نظراً لأهميته وما يحتويه من كثير من النقاط لتصحيح بعض المفاهيم الخاطئة وتصويب الأفكار المتطرفة، مشددا على أنه سيتم دراسة أسس الخطاب من خلال متخصصين فى الأزهر والأوقاف لوضع أطر الخطاب الدينى.
وعن تحديد توقيت نهائى ليكون لدى الدولة خطاب دينى متطور، أوضح "حمروش" أن هذا الأمر لن يكون بين يوم وليلة، فهناك تراكمات عدة حدثت فى العصور السابقة ولم يتم فيها معالجة الخطاب الدينى، مؤكداً أن اللجنة ستنظم مؤتمرا للخطاب الدينى يشارك فيه مختلف المؤسسات المعنية وما إن توضع الدراسات اللازمة والخطط سيتم تنفيذها.
"أبو شقة": لابد من تنشئة الطالب على صحيح الدين
فيما اعتبر المستشار بهاء أبو شقة، رئيس لجنة الشئون الدستورية والتشريعية، أن حديث الرئيس عبد الفتاح السيسى بمواجهة الفكر المتطرف يعطى إشارة متعددة الجوانب بأن نكون أما فكر ومنطق جديد لرسالة الإسلام.
وأشار "أبو شقة" إلى أن الأمر يستلزم تجديد الخطاب الدينى وتوسيع التوعية الدينية فى المدارس نفسها منذ البداية، سواء كان الدين الإسلامى أو المسيحى والعمل على تنشئة التلاميذ قبل أن يصبح شابا بالدين والفكر الصحيح، قائلا، "ما وصلنا إليه يأتى من عدم الإلمام الصحيح بوسطية الدين وسماحته ومبادئه وقيمه وتقاليده التى سبقت المدنية الحديثة".
وشدد "أبو شقة" على أن الدين الإسلامى يؤكد احترام حقوق الإنسان وآدميته وكرامته، قائلا، "لابد أن نعود لغرس القيم والمبادئ فى التلميذ منذ التحاقه".