الحياة تعود إلى طبيعتها والهدوء يخيم على القرية وسط تأمين قوات الأمن و3 سيارات شرطة
النيابة تبدأ تحقيقتها غدا السبت مع المتهمين
أحد أهالى القرية: أول مرة تحدث اشتباكات بين المسلمين والاقباط بقريتنا ونطالب بتطبيق القانون على الجميع
على بعد أمتارمن مركز سمالوط بمحافظة المنيا وعلى مصرف المحيط تقع قرية كوم اللوفى تلك القرية التى يقطنها حوالى 8 آلاف نسمة بها ما يقرب من 15% من الأقباط والتى شهدت أحداث عنف بين أبناء القرية بسبب قيام مواطن ببناء منزل وترويج شائعة تحويله لكنيسة، وهو ما أثار غضب أهالى القرية وتجمهروا وأحرقوا 3 منازل، من بينها المنزل تحت الإنشاء المراد تحويله لكنيسة.
قرية كوم اللوفى أحدى القرى الهادئة التى لم تشهد أى أحداث عنف طائفية منذ نشأتها ذات الطابع الريفى والبساطة عنوان سكان القرية التى كانت مثل للقرى المجاورة فى المحبة والتعاون، لكن أحداث العنف على مدار الساعات الماضية حولتها لقرية محط أنظار المصريين على مدار الـ48 ساعة الماضية.
وفى مدخل القرية زاوية صغيرة يؤدى فيها المسلمين الصلاة والقمامة تظهر بالعين المجردة فى بداية القرية والتى مساحتها السكنية صغيرة مما دفع الكثير منهم للجوء إلى البناء على الأراضى الزراعية، أيام قليلة مضت على أحداث قرية كرم أبو عمر التابعه لمركز أبو قرقاص والتى شهدت الواقعة الشهيرة لتعرية سيدة على يد أحد أبناء القرية بسبب شائعة علاقات عاطفية بين شاب وسيدة ومازالت تلقى بظلالها على أهالى المنيا، وانتقلت تلك الأحداث إلى قرية كوم اللوفى شمال محافظة المنيا.
" انفراد" انتقلت إلى القرية للتعرف على طبيعة الأحداث التى شهدتها القرية الأيام الماضية والتى تسببت فى حرق 3 منازل لثلاثة أشقاء من القرية، فى البداية كان أول من تواجد بالقرية اللواء جمال مبارك، رئيس مجلس مدينة سمالوط، والذى كشف ما حدث بالتفصيل داخل القرية، قائلا إنه فى يوم 27 يونيو الماضى قام عدد من الأهالى بالتجمهر وتقديم شكاوى لمجلس المدنية وقسم الشرطة يفيد بقيام أحد أهالى القرية ببناء منزل جديد على شكل كنيسة، وهو الأمر الذى دفع كل المسئولين بالأمن والمحافظة بالتحقيق العاجل فى القضية وتبين قيام المواطن بمخالفة القانون ببناء عقار مخالف وبدون ترخيص على شكل كنيسة.
وأكمل رئيس مجلس مدينة سمالوط قائلا: على الفور أصدرت قرارا بوقف الأعمال فى العقار وإحالته إلى التحقيق وتحرير محضر بالواقعة، لكن القرية شهدت ليلة أمس تجمهر قرابة 300 مواطن من أبناء القرية اعتراضا على ما قام به المواطن، وهو ما دفعنا للاستعانة بقوات الأمن والتى جاءت سريعا وفرضت كردونا أمنيا على القرية، بالإضافة إلى ضبط 26 مشتبها بهم فى الأحداث والتى تسببت فى حرق منزل المواطن ومنزلين آخرين لشقيقيه.
وأضاف جمال خلال حديثه لـ"انفراد" قائلا: إن هناك حالة استنكار كبيرة بين الأهالى وغضب شديد لما حدث، وأن تلك الأوضاع تسببت فى إحداث حالة من عدم الاستقرار، وخاصة فى أيام احتفالات المصريين بذكرى ثورة 30 يونيو، لافتا إلى أن القرية تعيش فى سلام وأمان منذ عقود طويلة، وأن ما حدث لن يمر بسهولة وسوف يعاقب المخطئ وفقا للقانون.
ويقول المواطن نادى على، أحد أهالى القرية، إن القرية بها مسلمون وأقباط ولم تحدث بينهما أى مشكلات سابقة ونعيش فى ترابط منذ عشرات السنين، وإن ما حدث لا يقبله أحد ويجب معاقبة كل من أخطأ حتى لا يتكرر الأمر.
أما رفعت أنور قال إنه شاهد تجمعا كبيرا أمام منزل أيوب خلف فى ساعة متأخرة من الليل وبعدها رأى النيران والدخان يتصاعد شرق القرية فى المنطقة الزراعية، ولفت إلى أن الأهالى لم ينتظروا حضور قوات الحماية المدنية وبدأوا فى التعامل مع الحدث وإطفاء النيران.
أما علاء محمد، أحد أهالى القرية، فقال إنهم سمعوا أصواتا مرتفعة وشاهدوا دخانا كثيفا فلما سألوا أخبروهم أن شخصا يدعى أيوب يقوم ببناء كنيسة وليس منزلا، وأن البعض تقدموا ببلاغ إلى مركز الشرطة، وبالفعل تم التعامل أمنيا مع الموقع، لكننا فوجئنا بأن أعمال البناء مستمرة رغم أن الأمن وعدنا بوقف البناء.
وقال محمود على مزارع من أهالى القرية، إن الحياة هادئة وعادت إلى طبيعتها، وأن قوات الأمن سيطرت على الأوضاع بشكل سريع وانتقلت قوة أمنية إلى القرية وحاول البعض التعدى عليهم وتم تعزيز القوات.
ومن ناحيته قال العميد عبد الفتاح الشحات، رئيس مباحث مديرية أمن المنيا ورئيس فريق التامين بالقرية، إنه فور الإبلاغ عن الواقعة تم التعامل مع البلاغ وتعزيز القوات وتعيين خدمة أمنية داخل القرية، وأضاف أنه تم تشكيل فريق بحث لضبط المتهمين، وتمكنت القوات من إلقاء القبض على 26 متهما من المشتبه فى تورطهم فى الأحداث بالتنسيق مع الأمن العام والأمن الوطنى.
بينما قرر اللواء طارق نصر، محافظ المنيا، صرف مبلغ 40 ألف جنيه لكل من خلف مترى وشقيقه أمير، بواقع 15 ألف جنيه لكل منهما، كما قرر صرف مبلغ 10 آلاف جنيه لوالدتهما سمرية خليل، وذلك تعويضا لهم عن الضرر الذى وقع بمنازلهم الثلاثة، على خلفية الأحداث التى وقعت فى كوم اللوفى.
ومن ناحية أخرى قام بيت العائلة بعمل زيارة إلى القرية التقى خلالها عددا كبيرا من الأهالى لحثهم على التسامح والمحبة والتعايش فى سلام مع الوضع فى الاعتبار أن القانون هو الحكم بين الأطراف.
كما زار الدكتور سمير أبوطالب، عضو مجلس النواب عن دائرة سمالوط القرية، برفقة رئيس مجلس مدينة سمالوط، وقاموا بتوصيل أحد الأقباط الذى أدى انه لا يستطيع دخول القرية.
فيما قال الدكتور على الكيال، عضو مجلس النواب، إن تطبيق القانون هو الحكم بين الأطراف ومن جانبنا كنواب لن نتوانى لحظة واحدة فى إقرار التسامح والتصالح مع جميع الأطراف، وهناك خطوات بالفعل تتم على الأرض، وهناك حالة من رفض العنف والعمل على إقرار الأمان.
ومن جانبها تبدأ غدا نيابة المنيا الكلية التحقيق فى واقعة أحداث قرية كوم اللوفى بسمالوط، التى شهدت أحداث عنف بسبب شائعة تحويل منزل لكنيسة أسفر عن حرق 4 منازل، وأحالت مديرية أمن المنيا المتهمين للنيابة لبدء التحقيقات، وكانت النيابة قد قامت بمعاينة مكان الحادث واستمعت لأقوال بعض الأهالى حول الواقعة.
من ناحية أخرى يخيم الهدوء على القرية ويقوم فريق البحث المشكل برئاسة العميد عبد الفتاح الشحات بعمل التحريات اللازمة حول الواقعة للتعرف على المتهمين وإلقاء القبض عليهم.