سنوات طويلة تسيطر فيها شركات التكنولوجيا العملاقة مثل فيس بوك وجوجل على عالم الإنترنت، وتمارس أعمالا يراها البعض احتكارية وغير عادلة، ومن وراء الخدمات المختلفة التى تقدمها تلك الشركات يربحون أموالا طائلة تقدر بمليارات الدولارات سنويا، وعلى الرغم من ذلك يتهربون من الضرائب وهو الأمر الذى جعل هناك غضب كبير من أغلب دول العالم تجاه تلك الشركات، لأنهم يرون أنها تستفيد من مواطنيها وتربح المليارات بفضلهم ولا يعطون لكل دولة حقها فى الضرائب، وهذا الغضب تم ترجمته لأعمال فعليه ضد تلك الشركات، وخلال الفترة الماضية قامت عدد من الدول الأوربية بمقاضاة جوجل وفيس بوك بسبب الضرائب وليس هذا فقط بل أنهم داهموا مكاتبها وجمعوا كافة الأوراق والأجهزة لفحصها ومعرفة التفاصيل المالية للشركة.
- فرنسا وجوجل
فى شهر فبراير الماضية طالبت فرنسا محرك البحث الإلكترونى الأمريكى العملاق جوجل بنحو 1.6 مليار يورو كغرامة على الضرائب المتأخرة، ولكن جوجل لم تستجب لهذا الأمر، مما جعل الحكومة الفرنسية خلال شهر مايو الماضى مداهمة مقر جوجل فى باريس بسبب الاشتباه فى تهرب الشركة العملاقة ضريبيا، وفتش محققون المقر وجمعوا منه كافة الأدلة التى تدين جوجل فى التحقيقات، وقال زير المالية الفرنسى ميشيل سابان، إن بلاده ستواصل جهودها لضمان أن الشركات متعددة الجنسيات التى تعمل على أراضيها تسدد ما عليها من ضرائب.
- إسبانيا وجوجل
مداهمة فرنسا لجوجل جعلت هناك رغبة من الدول الأوربية الأخرى للقيام بهذه الخطوة من أجل أن تحصل على حقها الضريبى من عملاق التكنولوجيا، وقامت السلطات الأسبانية بمداهمة مكاتب شركة جوجل فى مدريد فى إطار تحقيق يتعلق بسداد الضرائب، وتم اتباع نفس الإجراءات مع المقرات والتحفظ على أجهزة الشركة.
- بريطانيا وفيس بوك
بعد الضغوطات الكبرى التى تعرض لها موقع فيس بوك فى بريطانيا بسبب الضرائب والتهديدات بحجب الموقع نهائيا، قرر مارك زوكربيرج الرئيس التنفيذى لموقع فيس بوك تغير الهيكل العام للشركة بشكل يسمح بدفع الضرائب المستحقة للحكومة البريطانية بدون مشكلات، وهو الأمر الذى أثار غضب الدول الأخرى التى خرجت مطالبة فيس بوك باتخاذ نفس الخطوة معها.
- أوربا ضد جوجل
فى وقت سابق من هذا العام شنت المفوضية الأوربية حملة شركة على جوجل واتهمتها بالاحتكار، وشن الاتحاد الأوروبى الحرب على جوجل بسبب التطبيقات المثبتة مسبقا على هواتف أندرويد، مما دفعها لإجراء تحقيق لمعرفة مدى استغلال جوجل لمكانتها فى عالم الهواتف الذكية بفضل امتلاكها لنظام أندرويد، لتضييق الخناق على المنافسين، وفى حالة إثبات استغلال جوجل لنظام أندرويد، فسيتم فرض غرامة تصل إلى 10% من المبيعات السنوية لعملاق محركات البحث، وهو ما يعنى أنها ستدفع حوالى 7.45 مليون دولار بسبب وصول أرباحها إلى 74.5 مليار دولار خلال العام الماضى.
تأتى هذه الإجراءات الحاسمة من الدول الأوروبية تجاه تهرب جوجل وفيس بوك من الضرائب لكشف تقاعس الحكومة المصرية من المطالبة بحقوقها وتحصيل الضرائب المستحقة على هذه الشركات الكبرى التى تربح المليارات من داخل مصر وتحولها تلقائيا دون أن تعتد بحقوق الملكية الفكرية أو حق الدولة المضيفة.
لو مش قادر تستنى.. 4 تغيرات سيشهدها حسابك على "فيس بوك" فى الأيام المقبلة