نشرت الرباعية الدولية المعنية بالصراع الإسرائيلى – الفلسطينى التى تضم كلا من "الولايات المتحدة والأمم المتحدة وروسيا والاتحاد الأوربى تقريرها اليوم الجمعة، والذى انتقد فيه الجانب الفلسطينى وطالبه بوقف العنف بينما دعا إسرائيل إلى وقف التوسع الاستيطانى فى الأراضى الفلسطينية المحتلة.
وقال نيكولاى ملادينوف، مبعوث الأمم المتحدة للشرق الأوسط، إن تقرير اللجنة الرباعية الدولية للسلام، الذى طال انتظاره، يدعو الفلسطينيين إلى اتخاذ خطوات لوقف العنف والتحريض على الكراهية وإسرائيل إلى وقف التوسع الاستيطانى.
وقال المبعوث الأممى "أتمنى أن يكون التقرير تنبيها للفلسطينيين والإسرائيليين لأننا لا يمكن أن نترك الأمر على ما هو عليه" ، معتبراً تقرير اللجنة الرباعية استمرار النشاط الاستيطانى فى الضفة الغربية "واحدا من ثلاثة اتجاهات سلبية" يجب تغيير مسارها للإبقاء على أمل تحقيق سلام فى الشرق الأوسط.
وأكد أن التقرير الدولى لن يكون مجرد بطاقة تقييم لتوجيه اللوم إلى طرف ما ولكنه توافق لأطراف اللجنة الرباعية على ما يمكن إنجازه لإحياء آمال الوصول لحل الدولتين.
وبدء التقرير بانتقاد ما وصفه بـ"العنف والتحريض على الكراهية وبناء المستوطنات وفقدان السلطة الفلسطينية للسيطرة على قطاع غزة الذى تحكمه حركة حماس تقوض آمال التوصل إلى سلام دائم".
وأوضح التقرير أن تزايد وجود السلاح والنشاط العسكرى فى غزة مع تضاؤل وجود السلطة الفلسطينية إضافة إلى تدهور الأوضاع الإنسانية يغذى حالة عدم الاستقرار فى القطاع ويعرقل جهود تحقيق حل عن طريق التفاوض".
وأنتقل التقرير إلى النشاط الاستيطانى الاسرائيلي، وقال إنه منذ بدء عملية السلام فى أوسلو عام 1993 تضاعف عدد المستوطنين اليهود حتى وصل إلى أكثر من 570 ألف إسرائيلى يعيشون فى مستوطنات تعتبرها الأمم المتحدة ومعظم دول العالم غير قانونية.
وأضاف التقرير أن إسرائيل استأثرت لنفسها بحق استخدام نحو 70 % من المنطقة C وهو ما يمثل 60 % من الضفة الغربية المحتلة وتوجد بها معظم الأراضى الزراعية والموارد الطبيعية.
ولم يحدد ملادينوف جدولا زمنيا لإطلاق محادثات السلام ولكنه أكد أن العودة لطاولة المفاوضات هو الحل الوحيد للأزمة،ويتضمن التقرير عدة نقاط أساسية وهى العنف والتحريض على الكراهية ويخص الفلسطينيين ، التوسع فى بناء المستوطنات، عدم سيطرة السلطة الفلسطينية على قطاع غزة على أنه يمكن تحقيق إنجازات دون المساس بأمن إسرائيل وأن حل الدولتين لا يمكن الوصول إليه إلا عن طريق المحادثات.
ومن جانبه، أكد أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الدكتور صائب عريقات اليوم، أن تقرير الرباعية لم يرق إلى مستوى التوقعات، مشيراً إلى أن الرد الرسمى سيصدر خلال اليومين القادمين بعد مداولات ومتابعات ستجريها كل من اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير واللجنة المركزية لحركة فتح.
وقال: إن القراءة الأولى لتقرير اللجنة الرباعية لا يلبى توقعاتنا كشعب يعيش تحت الاحتلال العسكرى الاستعمارى، وللأسف فقد ساوى التقرير بين القوة المحتلة وشعب تحت الاحتلال. ومن الواضح، أن بعض أطراف المجتمع الدولى تصر على تجنب المسئوليات القانونية والأخلاقية لتنفيذ القانون والاتفاقيات الدولية، لحماية الشعب الفلسطينى وضمان تحقيق حقنا فى تقرير المصير".
وشدد عريقات، أن استئناف أى عملية تفاوضية ذات جدوى يتطلب تنفيذ جميع الاتفاقات الموقعة، والالتزام بالشرعية الدولية ومرجعيات السلام ضمن سقف زمنى محدد، بما فى ذلك وقف الاستيطان بشكل كامل، والإفراج عن الأسرى وخاصة أسرى ما قبل أوسلو".
وأضاف: "إن هدفنا يكمن فى إقامة دولة فلسطينية ذات سيادة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وإنجاز حقوق شعبنا غير القابلة للتصرف والمعترف بها دوليا". ودعا عريقات المجتمع الدولى إلى دعم مبادرة السلام الفرنسية لعقد مؤتمر سلام متعدد الأطراف، ودعم مبادرة السلام العربية.