اختتمت فاعليات المؤتمر العالمي الثامن للبرلمانيين الشباب، والذى عقد فى مدينة شرم الشيخ بالتعاون بين مجلس النواب المصري والاتحاد البرلماني الدولي، تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية، حيث يتناول المؤتمر قضية تغير المُناخ من وجهة نظر برلمانية شبابية.
وقال المستشار الدكتور حنفي جبالي رئيس مجلس النواب، إنه تابع بمزيد من الفخر والاعتزاز ما شهدته جلسات النسخة الثامنة من المؤتمر العالمي للبرلمانيين الشباب من حالة حوارية راقية وبناءة بين شباب البرلمانيين، تجاه قضية بالغة الخطورة مثل قضية تغير المُناخ.
وأضاف جبالي خلال كلمة فى الجلسة الختامية للمؤتمر العالمى الثامن للبرلمانيين الشباب أن الحوار بين جميع شباب العالم لم يعد رفاهية وإنما ضرورة مُلحة تفرضها التحديات النوعية والاستثنائية التي يواجهها العالم، داعيا شباب البرلمانيين إلى التمسك بالعهد الذي قطعوه أمام شعوبهم والحفاظ على مُقدرات دولهم ومجتمعاتهم فالشباب هم طاقة الأمل والنور التي تُضئ الطريق لتجاوز تلك المرحلة الدقيقة من التاريخ الإنساني.
وأوضح رئيس مجلس النواب أن مصر ومدينة شرم الشيخ ازدادت فخراً واعتزازاً باستضافتها أعمال النسخة الثامنة للمؤتمر العالمي للبرلمانيين الشباب.
وأشار دوارتي باتشيكو، رئيس الاتحاد البرلماني الدولي، إلى أنه يجب أن نغتنم قمة المناخ المنعقدة فى شرم الشيخ فى نوفمبر المقبل لحماية كوكبنا وأنه يجب أن نعمل لإيجاد حلول وتقديم خطة عمل قوية.
وأوضح دوارتي باتشيكو، أنه لا بد أن يتم اتخاذ خطوات قوية وحاسمة من الآن، متابعا: "الخوف من المجعات وعدم توفر أمن غذائى ولكن هذه المشكلات لن نحظى بحل جذرى إذا فقدنا كوكبنا ولذلك علينا ومن الآن أن نعمل جنبا إلى جنب مع كل الجهات المعنية وأن نتناقش فيما يجب علينا أن نقدمه، لن نضيع الوقت الذى سنحظى به هنا فى شرم الشيخ لن نسمح بضياع الفرصة ولكن سنعمل على تحقيق و تفعيل ما ناقشناه بشأن أزمة التغيرات المناخية".
ولفتت النائبة سحر البزار، عضو مجلس النواب، الى أن تغير المناخ يمثل حالة طارئة وتهديد وشيك، مضيفة أنه من المستحيل تسجيل عمق كل ما دار من مناقشات فى المؤتمر العالمى الثامن للبرلمانيين الشباب.
وأوضحت سحر البزار أن العلاقة بين تغير المناخ وحقوق الإنسان واضحة لأن التغيرات المرتقبة سينتج عنها معاناة، متابعة: "كبرلمانيين لدينا أدوات التشريع ويجب علينا أن نتبنى إعداد تشريعات للحد من آثار التغييرات المناخية، هناك تحدى أمامنا وهو تحدى وجودى ولكن لدينا أدوات يمكن أن تساعدنا".
وتابعت: "نحن شباب البرلمانيين لدينا منصاتنا وهي منصة منتدي شباب البرلمانيين الي يمكننا الدعوة من خلاله لمواصلة سن القوانين واللوائح الخاصة بتغير المناخ، وضمان وفاء الحكومات بإلتزاماتها بتوفير حلول تجاه تغير المناخ، لا أريد أن أكون نذيرا للشؤم،ولكن وقت الكلام قد انتهي، ويجب أن نأخذ في الاعتبار أن إذا فشلنا في جهودنا فإننا ليس أمامنا كوكبا أخر لنعيش فيه".
وقال النائب أحمد فتحى عضو مجلس النواب عن تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين ووكيل لجنة التضامن الاجتماعي والأسرة والأشخاص ذوي الإعاقة بالمجلس، إن قضية تغير المناخ تعتبر اليوم على رأس التحديات التى تواجه العالم، بعدما ثبت بالدليل العلمى أن النشاط الإنساني منذ الثورة الصناعية وحتى الآن تسببت في أضرار جسيمة، تعانى منها كل الدول والمجتمعات، مضيفا أن ذلك يتطلب تحرك جماعى من أجل تقليل الانبعاثات المسببة للتغيرات المناخية.
وأضاف أحمد فتحى أن المجتمع المدني يمكنه أن يلعب دوراً بالغ الأهمية في تنفيذ السياسات التى يمكن عن طريقها التصدى لآثار تغيرات المناخ وحماية المجتمعات من تبعاتها الخطيرة وضمان مشاركة المواطنين في تطبيق استراتيجيات التكيف مع تغيرات المناخ، وذلك من خلال ندوات تثقيفية وتوعوية بشأن المخاطر الناجمة عن التغيرات المناخية وتعزيز جهود الاستثمار في البشر وبناء إنسان متسق مع بيئة صحية خالية من التلوث بجميع أنواعه.
وأكد أحمد فتحى، أن القيادة السياسية في مصر مهتمة جدا بالمجتمع المدني، مشيرا إلى أن ذلك يظهر بقوة فى القوانين و التشريعات مثل إصدار قانون 149 لسنة 2019 لممارسة تنظيم العمل الأهلي والذى لقى إشادة دولية، وكذلك إعلان رئيس الجمهورية بأن يكون عام 2022 عاما للمجتمع المدني.
ولفت النائب أحمد فتحى إلى أن شباب البرلمانيين يعتبرون حلقة الوصل الأكثر فاعلية في تعزيز مشاركة البرلمانات مع المجتمع المدني والمواطنين، لتعزيز الجهود تجاه التعامل مع تداعيات التغيرات المناخية بما لديهم من طموحات قوية، ولسهولة تعاملهم مع وسائل التواصل الاجتماعي، والتكنولوجيات المتقدمة والمساهمة في سن القوانين المتعلقة بقضايا المناخ.
وشدد على أن مصر حريصة على تحقيق نقلة نوعية في العمل المناخي العالمي ، كما تستهدف أن يكون المؤتمر القادم كوب 27 تجسيد للأهداف الأممية في هذا الصدد، موضحا أن مصر مهتمة بقضية التغير المناخي، وأن ذلك يظهر في العديد من المبادرات وعلى رأسها إطلاق "الاستراتيجية الوطنيّة لتغيُّر المناخ 2050 ،"وإطلاق مبادرة المليون شاب متطوع في التكيف المناخي والتي حظيت باهتمام عالمي، وكذلك إطلاق مبادرة "بلدنا تستضيف قمة المناخ الـ27 "تحت رعاية وزارة التضامن الاجتماعي ، وبمشاركة العديد من منظمات المجتمع المدني، وأنه سيكون للشباب دورا هاما في حشد جهود المجتمع المدنى للمشاركة فى التحضيرات الجارية الاستضافة قمة المناخ، التى تُعقد أول مرة في مصر.
واختتم النائب أحمد فتحى كلمته قائلا:" دورنا الأصيل كمشرعين، وممثلين للشعوب ومعبرين عن آمالها وطموحاتها، يحتم علينا أن نبادر الاقتراح ومناقشة وإقرار تشريعات متطورة وشاملة للحد من آثار التغير المناخي والمساعدة في تبني استراتيجيات وطنية محددة وشاملة للتغلب على هذا الخطر الذي يهدد كوكب الأرض بأكمله".