من قلب الأزمة تولد الحلول، ومن المحن توجد المنح، عبارات أشبه بأن تكوم خير بداية لمبادرة سعى القائمون عليها أن يقضوا على شكليات تحولت فى الفترة الأخيرة إلى أساسيات، ومغالاة كبيرة تحولت إلى طرق لا بد من سلكها، وإلى طوق نجاة ليس لأحد أن يمر إلا من خلالها، لتنتشر بين العديد من القرى أزمة تحت عنوان "المغالاة فى المهور وقائمة المنقولات الزوجية والتى أصبحت صداع فى رأس البسطاء وغير القادرين .
دعوة الأزهر
أطلق مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف في مؤتمر عقده فى وقت سابق، مبادرة موسعة لمواجهة التكاليف الباهظة للزواج في محافظات الجمهورية وذلك بعنوان "لتسكنوا إليها"؛ حيث تسعى المبادرة لتحقيق مجموعة من الأهداف التي تقضي على العادات السيئة والمتبعة في الزواج، أملًا في تيسير الأمور المتعلِّقة به، ومواجهة المغالاة في تكاليفه خاصة في مثل هذه الظروف الاقتصادية التي يعاني منها العالم أجمع.
المبادرة بالقرية
أطلقت قرية شطانوف التابعة لمركز أشمون بمحافظة المنوفية، مبادرة جديدة لمواجهة الغلاء فى المهور وتعلن قائمة منقولات محددة الجميع يلتزم بها، وذلك فى إطار تعليمات وزارة الأوقاف وتحديد خطبة الجمعة الماضية عن الحفاظ على الوطن ورعاية مصالحه، والحفاظ على الوطن الذى يعد النسيج الاجتماعي الذي يغطي كل من لجأ إليه .
المنسق للمبادرة
وأكد الشيخ ماهر خضير إمام وخطيب بوزارة الأوقاف، ومنسق عام المبادرة، أنه تم إطلاق المبادرة الجمعة الماضية من المسجد، عقب خطبة الجمعة والتى كانت عن الوطن وحب الأوطان، ومن أجل الحفاظ على الوطن الذى يبدأ بالأسرة الصغيرة ومن ثم يأتى المجتمع، مشيرا إلى أن المبادرة تأتى فى إطار مواجهة الغلاء الشديد والمغالاة التى تم رصدها فى الفترة الأخيرة من رفع للقيمة التى أصبحت عبئا على الجميع وأصبحت لها عواقب وخيمة جدا ولا يتحملها أحد.
الهدف
وأضاف خضير، أن الحفاظ على الأسرة هو حفاظ على الوطن الذى يوفر الدفء لكل مواطن على أرضه، وهو الأم والأسرة والعائلة لكل من سكن فيه، وهو المكان الذي يجمع كل حبيب وقريب وغريب وبعيد، والمكان الذي يعيش على خيراته ويأكل من ثمراته كل من تعلق فيه، وهو صمام الأمان الذي ينعم به من ضحا من أجله وثابر ولم يكن له من الهاجرين، فالوطن لا يقبل الهجران فحب الوطن يولد مع الإنسان ويرتبط به ارتباطاً وثيقا لا ينفك عنه.
يسروا ولا تعسروا
وأضاف خضير، أن المبادرة تأتى تحت شعار " يسروا ولا تعسروا" وبعد ما تم رصده بالقرية من تجهيزات ومغالاة وإسراف تجاوزت كل عرف وحد أرهقت رب كل أسرة وكل فتاة بلا داعى لذلك فقد تم الاتفاق والإلزام العرفى والأخلاقى بين عدد كبير من أهل القرية على أن يكون هناك بنود معينة فى الزواج والتجهيز .
شروط المبادرة
وضمت الشروط أن تكون قائمة المنقولات الزوجية بحد أقصى 200 ألف جنيه وأن يكون بند الذهب فى القائمة لا يقل عن 40 جرام ذهب ويكون متواجدا وليس على الورق، وإلغاء النيش وحجرة الأطفال، أدوات المطبخ الضرورية واللازمة فقط وإلغاء الميكرويف وما شابهه، الأجهزة الكهربائية نوع واحد فقط على أن يكون من النوعية الجيدة وعلى قدر الحاجة الملحة، إلغاء الأجهزة والأدوات المخصصة هدايا لأم الزوج وإخوته، إلغاء الدى جى المخصص لنقل الجهاز والعربات تكون على قدر الحاجة وإلغاء عرض الجهاز، المفارش 10 أطقم و2 بطانية و2 بشكير ومفرش واحد، والملابس عبارة عن 7 عبايات بيتى و4 عباية خروج و3 طقم خروج، وإلغاء فكرة العشا التى تذهب إلى بيت الزوج .
الأهالى ترحب
قال محمد أحمد، أحد المواطنين بالقرية، إن أزمات التجهيز دمرت البيوت وأنهت حياة أسر كثيرة وخاصة خلال الفترة الأخيرة والتى لجأت الأسر فيها إلى القروض، كى تتمكن من تحصيل المبالغ التى تتمكن بها من شراء المنقولات الزوجية، علاوة على أن المغالاة تؤدى إلى إجبار البسطاء وغير القادرين على تحمل تلك المصاعب.
وأضاف علاء محمد، أن الفكرة رائعة وسنسعى جميعا لتطبيقها من خلال العديد من الوسائل للتطبيق الفعلى لها، وسيتم العمل بالتنسيق مع المنسقين للمبادرة فى توفير ورقة قائمة المنقولات الزوجية الموحدة فى العديد من المكتبات بالقرية من أجل الالتزام بها وتوفير الجو النفسى الأمن للمواطنين وحتى يتمكنوا من الوصول إلى الأمان الكامل فى تجهيز بناتهن وتحقيق حياة زوجية صحيحة.