محافظة الفيوم التى اشتهرت طوال السنوات الماضية بأنها المحافظة الأولى فى إنتاج الدواجن الجيدة، التى لا يمكن أن تجد مثلها فى مكان آخر فى مصر، لدرجة جعلت الكثيرين من أبناء القاهرة والمحافظات يطلقون على أبناء الفيوم مازحين "بتوع الكتاكتيت".
الآن تغير الوضع كثيرًا وأصبحت المحافظة تشتهر بـ"الحمير"، وذلك بعد واقعتين شهيرين إحداهما كانت العام الماضى عندما تمكنت حملة من مباحث التموين بالفيوم، بالاشتراك مع مديرية التموين بالمحافظة من ضبط مزرعة ببطريق القاهرة/أسيوط الغربى بالقرب من جرزا وفى حدود مركز طامية، يقوم صاحبها بتربية "الحمير" ويذبحها، ويوزعها على عدد من الجزارين على أنها لحوم صالحة للاستخدام الآدمى.
وتلقى اللواء يونس الجاحر مدير أمن الفيوم إخطارًا من مباحث التموين، بأن الحملة تمكنت من ضبط مزرعة لتربية "الحمير" بطريق القاهرة / أسيوط الغربى، لبيعها للمواطنين على أنها لحوم صالحة للاستهلاك الآدمى، وتم ضبط 1500 حمار حى، وقرابة 30 حمارًا مذبوحًا بالمزرعة، والتى توجد بطريق القاهرة \ أسيوط الغربى، وتم ضبط صاحب المزرعة و8 آخرين، وجارى التحقيق معهم والاستعلام عن هويتهم، وتوجه مدير أمن الفيوم برفقة قوة من الشرطة إلى مكان المزرعة للتعرف على ملابسات الواقعة.
وصرح مصطفى القيسى وكيل مديرية التموين بالفيوم، بأن المزرعة التى عثرت عليها حملة من مباحث التموين اليوم، توجد بطريق القاهرة / أسيوط الغربى بالقرب من جرزا، وأنه وردت معلومات عنها بقيام صاحبها بذبح الحمير وتوزيعها على الجزارين وبيعها للمواطنين على أنها لحوم صالحة للاستهلاك الآدمى، مؤكدًا أنه بتوجه الحملة إلى المزرعة بصحبة عدد من مفتشى التموين تبين وجود 50 حمارًا مذبوحًا ومشفى وجاهزًا للبيع و300 حمار آخر بالمزرعة جاهزين للذبح.
ومن جانبه أكد صاحب المزرعة، أنه يذبح الحمير لتوريد لحومها للسيرك لإطعام الحيوانات التى تتغذى على اللحوم.
وبعد ذلك قررت محكمة استئناف الفيوم إخلاء صاحب مزرعة و8 آخرين من العاملين بالمزرعة بكفالة قدرها 5 آلاف جنيه لكل منهم.
وكانت نيابة مركز طامية بمحافظة الفيوم، قد قررت حبس المتهمين 4 أيام على ذمة التحقيقات، وتم تجديد الحبس 15 يومًا آخر، وطالبت النيابة بتحريات المباحث حول الواقعة وسؤال الضابط محرر محضر الضبط.
وكان المتهمين أكدوا خلال التحقيقات، أنهم يقومون بتربية الحمير وتقديم الأعلاف لها وتسمينها وتحضيرها للذبح، وبعد ذلك يتم ذبحها وإخلاء لحومها وتغليفها وتوريدها فى سيارات مبردة للسيرك لاستخدامها كطعام للأسود، والتى يتكلف إطعامها مبالغ طائلة وكميات كبيرة من اللحوم، ولكنهم يقومون بتوريدها بسعر مناسب حتى يتوفر لهم ربحًا، خاصة أنهم ينفقون كثيرًا على أعلاف الحمير والاهتمام بها وتربيتها.
ونفى المتهمون، أن توريدهم اللحوم إلى الجزارين أو أصحاب المطاعم أو ما تردد عن تغليف هذه اللحوم لبيعها.
أما الواقعة الثانية فكانت باعترافات المتهم بذبح الحمير بمنطقة كرداسة، والتى أدلى بها أمام النيابة، وأكد فيها أنه يقوم بشراء الحمير من محافظة الفيوم لبيعها ويقوم بسلخها لبيع جلودها وتحقيق أرباحًا كثيرة من ذلك، إلا أنه هذه الاعترافات كشفت عن كارثة، أكدها عدد من المزارعين الذين يقومون بتربية الحمير فى الحظائر الخاصة بهم ومع مواشيهم، حيث أكدوا أنهم يقومون ببيع الحمير النافقة والمريضة إلى التجار والجزارين بالقاهرة، مؤكدين أن "الزبون فى مصر مش بيعرف يفرق بين اللحمة الوقيع واللحمة الطازجة"، مؤكدين أن كلمة "وقيع" تطلق على لحوم الحيوانات المريضة أو النافقة".
يقول أحمد.م.س، أحد المزارعين بمركز إطسا أنه يعرف تجارًا بعينهم يقوم هو أو أى مزارع ممن يعرفهم بالاتصال بهم فى حال وجود أى ماشية مريضة لديهم، ويقومون بذبحها بسرعة حتى لو نفقت قبل الذبيح بدقائق، ويأتى التاجر ويشتريها بسعر زهيد ويقوم بتشفيتها ونقلها كلحوم للبيع للمواطنين بالمدن، خاصة القاهرة.
وقال مصطفى يونس أحد مزارعى مركز أبشواى: "مستحيل أكل لحمة من مصر أبدًا ولو حكمت الظروف وسافرت باكل أى حاجة إلا اللحمة، ده التجار بييجوا هنا البلد ويشتروا الحمير العيانة والماعز والخرفان الميتة ويدبحوها ويشفوها أدامنا ومستحيل حد يقدر يفرق بينها وبين اللحوم الطازة".
وأكد سمير فتحى أحد المزارعين بمحافظة الفيوم، أن هناك الكثير من معدومى الضمير الذين يشترون المواشى المريضة والنافقة من المزارعين خاصة بالقرى البعيدة التى يصعب كشف أمرهم عند بيع لحومها لبعد المدينة عن هذه القرى، وأكد أن فى هذه الحالات تكون أسعار المواشى زهيدة جدًا، مؤكدًا أن سعر الخراف والماعز لا تتعدى الـ200 جنيه، وسعر العجل لا يتعدى الـ800 جنيه، أما الحمير فتكون بـ80 و70 جنيهًا.
وقال مصدر بمديرية التموين بمحافظة الفيوم، إن عدم وجود عقوبات رادعة لمن يتم ضبطهم من المخالفين يساهم فى انتشار اللحوم الفاسدة، خاصة أن معظم من يتم ضبطهم يخلى سبيلهم بعد دفع كفالة مالية، وطالب بتغليظ العقوبات على هؤلاء المخالفين ليكونوا عبرة لغيرهم، متابعًا: الشىء المضحك فى هذا الأمر أن محافظة الفيوم لم تصبح مصدرًا للحوم الحمير والمواشى النافقة والمريضة فقط، بل الأدهى من ذلك أن المحافظة الأولى فى إنتاج الدواجن أصبحت تستقبل الدواجن النافقة من المحافظات الأخرى لبيعها كأغذية للمواطنين بالمحافظة، وكانت آخر واقعة عندما تمكنت الأجهزة الأمنية بمحافظة الفيوم من ضبط سيارتين محملتين بـ4 أطنان دواجن نافقة قبل إعادة بيعها بالأسواق كوجبات جاهزة بالمطاعم، وتم التحفظ على السيارتين، وتحرر محضر بالواقعة وأخطرت النيابة التى تول التحقيق.
كان اللواء ناصر العبد مدير أمن الفيوم، تلقى إخطارًا من النقيب دربالة عبد التواب السمالوسى رئيس كمين كوم أوشيم، يفيد بأنه أثناء تواجدهم بالكمين استوقفا سيارتين نقل لفحص حمولتهما، وتبين أنهما محملتين بـ4 أطنان دواجن نافقة قادمة من محافظة القليوبية وفى طريقها للبيع بمحافظة الفيوم، وتم تحرير محضر بالواقعة وأخطرت النيابة التى تولت التحقيق.
كما ضبطت مباحث تموين الفيوم سيارة محملة بـ18 رأس ماشية غير صالحة للاستهلاك الآدمى بناحية ميدان عبد المنعم رياض، قبل بيعها للمواطنين، حيث كانت قد وردت معلومات لقسم شرطه مباحث التموين تفيد عن قيام بعض الأشخاص بناحية بندر الفيوم يقوم بحيازة ونقل وجلب رؤوس ماشية غير صالحة للاستهلاك الآدمى، وذلك لتحقيق أرباح طائلة على حساب الصحة العامة للمواطنين.
وبإخطار اللواء ناصر العبد مدير الأمن كلف على وجه السرعة بتشكيل حملة مكبرة برئاسة العميد حسام الدين عبد اللطيف مدير إدارة البحث الجنائى، والعقيد محمد إلهامى أبو القاسم رئيس قسم شرطة مباحث التموين، والمفتشين، وبعد تقنين الإجراءات تم ضبط طارق.م.ا، 36 سنة سائق السيارة رقم 4165 ف ج ا، والمقيم بناحية بندر الفيوم، وذلك لحيازته ونقله عدد 18 رأس ماشيه بقرى غير صالحة للاستهلاك الآدمى، وتم التحفظ على السيارة وتحريز المضبوطات، وتحرير المحضر رقم 19870 جنح قسم الفيوم أول لسنة 2016، وأخطرت النيابة العامة لمباشرة التحقيقات.