بعد مرور أكثر من 20 عاماً على محاولة الاغتيال الشهيرة للرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك، خلال مشاركته فى مؤتمر الاتحاد الأفريقى فى الـ 26 من يونيو عام 1995، بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، كشف زعيم ومؤسس الحركة الإسلامية فى السودان الدكتور الراحل حسن الترابى، عن أسماء المتورطين، مؤكداً أنه لم يكن هو والرئيس السودانى عمر البشير يعلمان بالأمر.
وقال "الترابى" فى حوار تلفزيونى مسجل، إنه علم بمحاولة اغتيال مبارك فى نفس اليوم الذى حدثت فيه، حيث أخبره نائبه على عثمان محمد طه "بشكل مباشر" عن تورطه فى العملية بمعاونة جهاز الأمن العام الذى كان برئاسة نافع على نافع.
وأوضح أن الترتيبات التى قام بها نائبه برفقة على نافع أخفيت عنه وعن الرئيس السودانى، وإن اجتماعا خاصا عقد للنظر فى المسألة، حضره الرئيس ومدير الأمن وآخرون واقترح خلاله على عثمان محمد طه أن يتم التخلص من مصريين عادا إلى السودان بعد مشاركتهما فى محاولة اغتيال مبارك.
كما كشف أيضا أن تمويل العملية تم بمبلغ مالى "أكثر من مليون دولار" أخذه على عثمان محمد طه سرا من الجبهة الإسلامية القومية، مضيفاً: "أذهلنى الأمر واعترضت بشدة على ما حدث ولكن غلبنى طول العهد معه".
وفيما يتعلق بدوافع نائبه إلى التورط فى محاولة اغتيال مبارك، قال الترابى إن: "الرجل لم تكن له دوافع شخصية، حيث جاءه عناصر من جماعة إسلامية، لم تكن من الإخوان المسلمين، وقالوا له إنهم يريدون التخلص من مبارك، مع العلم أن التحقيقات أثبتت تورط عناصر من الجماعة الإسلامية المصرية بقيادة مصطفى حمزة رئيس مجلس الشورى"، مضيفاً: "كل ما فعله نائبى كان سرا عنى، وأخذ من مال الحركة أكثر من مليون دولار، وتعاون مع نافع على نافع وبعض المصريين لاغتيال مبارك".
كما كشف الترابى عن تداعيات فشل عملية الاغتيال، قائلاً: "عاد إلينا مصريان فيما قتل 5 شاركوا فى محاولة الاغتيال، حيث تم صعود الاثنين بعد فشل العملية على الطائرة الإثيوبية بأسمائهما وعادا للسودان، واجتمعنا للنظر فى أمرهما، واقترحنا أن ننتهى منهما حتى يموتا بسرهما، ولكننى طلبت ترحيلهما إلى أفغانستان ليعلنا أنفسهما وكأنهما دخلا السودان فى غفلة من أهلها".
وواصل: "الرئيس الإثيوبى حدثنى بنفسه بعد أن زج باسمى فى التحقيقات المصرية، وأوصم الأمر بى، ولكن جاء الأمريكان وأمدونى بكل المعلومات".