حددت كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك يوم السادس عشر من نوفمبر المقبل وحتى التاسع عشر من الشهر نفسه موعدًا جديدًا لعقد اجتماع السنودس بعد فشل الاجتماع الأول لعدم اكتمال نصابه القانونى نهاية يونيو الماضى، حيث حظى بمقاطعة واسعة من المطارنة الراغبين فى دفع البطريرك غوغوريوس الثالث لحام على الاستقالة من منصبه الذى تشترط قوانين الكنيسة ألا يغادره إلا بالوفاة أو الاستقالة.
البطريرك غورغوريوس الثالث لحام أصدر بيانًا غير مسبوق فى تاريخ الكنائس العربية قال فيه بوضوح لا لبس فيه، أنه عاجز عن تأمين النصاب اللازم لعقد السنودس السنوى لكنيسته بحكم مقاطعة المطارنة له، بل وأمد أن الفاتيكان دخل على خط إقناع المطارنة بالحضور ولم يحضروا. وأشار لحّام، فى بيانه، إلى تمسكه بكرسيه ورفضه الاستقالة والاستعفاء، مبشراً من يعنيهم الأمر بـ»مجموعة مشاريع إضافية لا بدَّ مِن تنفيذها».
يواجه لحام عددًا من التهم التى يوجهها له المطارنة بعضها كنسى وبعضها الآخر سياسى، وهو ما قسم الكنيسة إلى فريقين الأول فريق لحام والثانى فريق المطارنة المنتفضين ضده بقيادة راعى أبرشية بيروت وجبيل المطران كيرللس بسترس، الذين تبادلا المشاحنات التى وصلت إلى حدود الإتهامات بهدر أموال الطائفة، وبيع أراضيها، كل ذلك عبر وسائل الإعلام، بالإضافة إلى مواقفه الداعمة لبشار الأسد والتى قد يتفق أو يختلف حولها المطارنة.
مصادر كنسية قالت لـ "انفراد" أن المطران جورجوريوس بكر نائب البطريرك بمصر كان ضمن فريق المقاطعة الذين رفضوا حضور السنودس، إلا أن الفاتيكان يقود مفاوضات للتهدئة بين الفريقين من أجل اكمال السنودس المرة المقبلة فى نوفمبر.
الجدير بالذكر أن لحام الذى تجاوز ثلاثة وثمانين عاماً، انتخب بطريركاً عام 2000: بعد تنازل البطريرك مكسيموس الخامس حكيم عن منصبه بسبب مشاكله الصحية، كان مطران بيروت حبيب باشا المرشح الأقوى لخلافته. إلا أن باشا توفى فانحصر التنافس بين لحام ومطران حمص إبراهيم نعمة. وتسببت الحساسية بين الشويريين والحلبيين، داخل الطائفة الكاثوليكية، فوز لحام الحلبى بحكم الأكثرية الحلبية داخل المجمع.
تعد طائفة الروم الملكيين الكاثوليك من أقدم الكنائس الشرقية ومقرها الرئيسى فى حارة الزيتون فى دمشق القديمة. يتجاوز عدد أتباعها فى لبنان وسوريا مليوناً و300 ألف نسمة، وأبرز عائلاتها السياسية اللبنانية سكاف وفرعون وفتوش والصحناوى.