دائما ما تهتم الدولة المصرية بدور العبادة وخاصة في الجمهورية الجديدة، حيث يحرص الرئيس عبد الفتاح السيسى على ترسيخ مبادى المواطنة والعيش المشترك وبناء المساجد بجوار الكنائس، فقد أعلنت كنيسة الروم الأرثوذكس منذ عامين عن تخصيص قطعة أرض تابعة لهم بالعاصمة الإدارية الجديدة، وذلك بعد بناء كاتدرائية ميلاد المسيح في العاصمة الإدارية الجديدة، فيما أعلنت الطائفة الإنجيلية أمس أن الرئيس السيسى قرر تخصيص قطعة أرض لهم بالعاصمة الإدارية الجديدة.
كاتدرائية ميلاد المسيح
تعتبر كاتدرائية ميلاد السيد المسيح فى العاصمة الإدارية الجديدة المقر الباباوى الأخير فى تاريخ الكنيسة الأرثوذكسية حسبما ذكر الموقع الرسمي للكنيسة الأرثوذكسية.
و تقع الكاتدرائية شرق مشروع أرض المعارض (إكسبو)، جنوبى الحديقة المركزية بالعاصمة الإدارية الجديدة، على مساحة 15 فدانًا بزيادة 2 فدان عن الكاتدرائية في العباسية، أى ما يعادل 10 ألف متر مربع، وتستوعب من المصلين 8200 فرد، وتصنف كأكبر كنيسة فى الشرق الأوسط، وبلغ عدد العمالة في تنفيذ الكاتدرائية نحو 8000 عامل ما بين مهندسين وفنيين وعمال، واستغرق العمل بها نحو 23 شهرًا، من فبراير 2017 إلى نهاية ديسمبر 2018.
الطائفة الإنجيلية
ويقول القس إسطفانوس زكى الأمين العام لرئاسة الطائفة الإنجيلية بمصر إن الطائفة تشكر الرئيس السيسى على تخصيص قطعة الأرض بالعاصمة الإدارية الجديدة والتى تظهر دائما اهتمامه بالموطنة المصرية والمساواة في الحقوق والواجبات والتي تعتبر أهم شعارات الجمهورية الجديدة.
وتابع فى تصريحات خاصة لـ "انفراد" أن قطعة الأرض تبلغ حوالى 4000 متر وفى أفضل مكان فى العاصمة، مؤكدا أن البناء سيكون على مساحة من 1300 - 1500 متر حسب المتاح وعلى ارتفاع 13 متر بحوالى 3 أو 4 أدوار، ومن المقرر أن يكون بها فيها دور عبادة وبعض الأدوار الإدارية، ونبدأ العمل بها خلال فترة قصيرة بحوالى عامين.
وحول أعداد المصلين المتوقع في الكنيسة قال إنه يتوقع أن تسع من 1200 إلى 1500 شخص، وباقى المساحة تكون ضرورية لاستخدامها كجراج للسيارات أومنفذ للمتعبدين ومكان راحة واستقبال للطائفة لكبار المسئولين الرسمين بالدولة.
وأوضح أنه من البداية كان هناك وعد من الرئيس السيسى بالحصول على قطعة الأرض وتم استلامها فى مكان جيد بمنطقة السفارات والوزارات للدولة أى فى مكان حيوى.
وذكر أنه متوقع البناء فيها قريبا بعد الانتهاء من الأوراق والأجراءات الرسمية الخاصة بتراخيص البناء وعمل الاستشارات الهندسية ونبدأ العمل بعدها مباشرة.
وتابع لدينا فى حدود 1400 كنيسة على مستوى الجمهورية فالكنائس التابعة لنا حوالى 1400 كنيسة حتى 1500 ووصلنا لثلث الأعداد التي تحتاج الطايفة تقنينها وليس كل هذه الأماكن أماكن عبادة ويوجد بيوت مؤتمرات وبيوت خلوة روحية ودى بتكون داخلة.
كنيسة الروم الأرثوذكس
وكان الأنبا نيكولا أنطونيو مطران الغربية وطنطا للروم الأرثوذكس، والمتحدث الرسمى للكنيسة فى مصر، أعلن أن الرئيس السيسى خصص قطعة أرض فى العاصمة الإدارية الجديدة لبطريركية الإسكندرية وسائر أفريقيا هبة من مصر إلى البطريركية لبناء كنيسة، مما يعكس الحب والاحترام المطلقين لبطريركية الإسكندرية للروم الأرثوذكس وباباها وبطريركها ثيودروس الثانى.
وأوضح الأنبا نيكولا فى بيان لها عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعى "فيسبوك"، أنه فى يوم 27 أغسطس 2021 زار البابا ثيودروس موقع العاصمة الإدارية الجديدة لمصر ، حيث لقي ترحيباً حاراً من قبل المسؤولين المصريين والسلطات العسكرية، وتم إطلاعه على سير الأعمال، مع التأكيد على مدى التقدم الذي يتم إحرازه يومًا بعد يوم- أكثر وأكثر- تحت القيادة الرشيدة والحكيمة للرئيس السيسى.
وأوضح أنه تم إرشاده إلى قطعة الأرض المخصصة لبناء الكنيسة التي تبلغ مساحتها 6000 متر مربع، والتى ستكون المركز فى مصر وفي جميع أنحاء أفريقيا.
وأعرب بطريرك الإسكندرية عن امتنانه للرئيس السيسى على هذا على هذا القرار العظيم لمصر بالتبرع بهذه قطعة الأرض، وشكره على وقوفه الدائم ومساعدته ودعمه لعمل البطريركية، وشدد بقوله: "أن المركز الجديد للبطريركية فى العاصمة الإدارية بالقاهرة سيكون مساحة متعددة الثقافات تضم جميع الناس بغض النظر عن معتقداتهم الدينية وجنسياتهم لصالح الإنسانية والسلام فى العالم."
وتابع: "نتطلع إلى تتوحد الشعوب، خاصة اليوم عندما يهدد التعصب والانقسام مسار العالم ، مضيفاً: "إن هذا المركز لبطريركية الإسكندرية فى هذه المنطقة، سيعطى الفرصة لكنيسة الإسكندرية القديمة لنقل رسالتها العالمية ولكن مع نهج حديث دائمًا للمشاكل الجديدة، من مركز الأرثوذكسية العظيم هذا، من المتوقع أن تلعب بطريركيتنا دورًا مهمًا في التطورات العالمية في القرن الحادى والعشرين.
وأوضح أنه من المقرر أن يعتبر هذا المركز الأرثوذكسى الجديد فى العاصمة الإدارية الجديدة أيضًا منارة للعمل التبشيري للبطريركية في قارتنا التي طالت معاناتنا".
وتابع قائلا:"هذا التبرع يدل عملياً على تقدير الرئيس عبد الفتاح السيسي لبطريركية الإسكندرية القديمة وبالتالي إلى الهلينية في مصر ويؤكد الروابط الراسخة للهيلينية مع الشعب المصرى".