كفاح وسط النيل مع كوباية شاى بالدنيا وما فيها.. العم "تعلب" 46 سنة عايش فى النيل: أصطاد وأبيع فى مكانى.. ويؤكد :"مستورة واللى يجيبه ربنا خير وراضى بقليلى ومبسوط".. وأتمنى مركب وعمره.. صور

صاحب ابتسامة جميلة، مليئة بالرضا، ذا وجه بشوش يظهر عليه الكفاح، والبساطة والقناعة بالمكتوب وشعاره "الرضا بكل شيئ والقناعة كنز لايفنى"، فملك حب الناس والجميع، محبوب بين جيرانه وأصدقاءه من الصيادين، يعيش حياه بسيطة هادئه بمفرده داخل جزيرة وسط النيل، تاركا حياة التكنولوجيا والزحمة، منفردا مع نفسه فى حياة البساطة والعيش فى حياة الزمن الجميل. وفى جلسة لا تخلو منها الهدوء والهواء النقى على كوب شاى ساخن تشربه من يده بالدنيا وما فيها، حكى لنا العم التعلب رشاد 52 سنة يقيم فى نجع عامر موسى مركز المراغة محافظة سوهاج، عن حياته وسط النيل لـ"انفراد" وقال : لدى 5 أبناء 3 أولاد وبنتين، من أول ما اتولدت وأنا فى النيل، لى 46 سنة أعيش هنا وأصطاد السمك وأبيعه داخل النيل. تابع رشاد: أبدأ يومى بالفطار من الساعة 3 الفجر ألقى بالشبك فى المياه وأجلس أمامه من ساعتين لـ 3 ساعات فى عشة صغيرة داخل جزيرة صغيرة وسط النيل، خلالها أعد الشاى والطعام وانام داخلها، وأعود أسحب الشباك، ولو فيها سمك أسحبه من الشبك وأعيده مرة أخرى فى النيل. وقال: أجلس أمام الشبك طول اليوم، لأنه مصدر رزقى الوحيد، وربنا يكرمنى تقديريا فى اليوم بحوالى 3 كيلو سمك، والحمد لله مستورة واللى يجيبه ربنا خير وبركة، ولا أدقق فى الأسعار مع أى شخص، وأملك "فلوكة" قديمة أعمل عليها ونفسى فى مركب جديدة، متابعا، أذهب إلى الشبكة حوالى 5 مرات فى اليوم، وهناك أوقات لا يرزقنى الله بسمك، وأظل فترة من 10 لـ 15 يوم لا أجد سمكة واحده. وأضاف: الميعاد الذى يكون فيه رمى الشباك فى النيل والرزق يزيد هو فى شهر أبريل إلى شهر مايو فقط، أى شهرين فى العام وذلك لارتفاع منسوب مياه النيل الذى يأتى بالسمك وباقى العام أعمل باليومية بـ 70 جنيه بالفأس فى الأراضى الزراعية، وأقيم فى العشة الصغيرة رغم قرب المنزل، ولا أعود إليه إلا كل 15 يوم، وكل أدواتى "كنكة الشاى وكولمن المياه" وأحد ابنائى يرسل لى الغذاء، وحتى فى الأعياد أقضى العيد هنا وسط انيل. وأكد صاحب الابتسامة الجميلة: استخدم شبك غزل صيد، والأهالى يأتون إليا داخل النيل ليشترون منى سمك بلدى من نوع البلطى، فالحياة هنا جميلة هادئة، ويوجد حوالى 25 شخص يصطادون ويبيعون رزقهم.