فى الوقت الذى يستعد فيه المسلمون فى كافة أنحاء العالم للاحتفال بعيد الفطر المبارك، يواجه فيه بعضهم تهديدات خطيرة دفعتهم إلى إلغاء الاحتفالات المقررة بهذه المناسبة.
فقد ذكرت صحيفة إكسبرس البريطانية، إن احتفالا كبيرا للمسلمين فى بريطانيا بعيد الفطر قد تم إلغائه وسط مخاوف من توترات عنصرية عقب تصويت البريطانيين بالخروج من الاتحاد الأوروبى فى تصويت أجرى الشهر الماضى.
وأوضحت الصحيفة أنه كان من المتوقع أن يشارك نحو ألفى شخص فى الاحتفال الذى يقام فى ساحة ساوثهامبتون جنوب انجلترا للاحتفال بنهاية شهر رمضان وحلول العيد وذلك يومى الاثنين والثلاثاء، إلا أن الأكاديمية الثقافية البريطانية البنجلادشية التى نظمت الاحتفال قامت بإلغائه بعد تهديدات جماعات تنتمى لليمين المتطرف بتنظيم مظاهرة للاحتفال بالخروج من الاتحاد الأوروبى الذى يعرف باسم "البريكست".
وكان أعضاء بعض الجماعات اليمينة المتطرفة التى تقول إنها تحب بريطانيا بالطريقة التى اعتادت أن تكون عليها، قد حشدوا من أجل معارضة هذا الاحتفال. ودعوا لمظاهرة للاحتفال بخروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبى والمطالبة بإنهاء الهجرة الجماعية. وقال رئيس الأكاديمية البنجلاديشية البريطانية إنه لصالح كل الجماعات سيتم إلغاء الاحتفال.
وفى الوقت الذى تزداد فيه الفعاليات الدينية فى المساجد احتفالا بشهر رمضان وأداء صلاة القيام، ارتفعت وتيرة حوادث العنف المعادية للمسلمين فى عدد من الدول الغربية. ففى الولايات المتحدة، تعرض اثنان من المراهقين المسلمين لاعتداءات شديدة بالضرب خارج مسجد فى مدينة بروكلين.
وقال مدير المسجد محمد باهى إن المعتدين صرخوا " أيها الإرهابيين" قبل أن يضربا الشابين البالغين من العمر 16 ، و17 عاما، فى الهجوم الذى وقع أمام مركز الجالية المسلمة فى بروكلين.
وفى مدية هيوستن بولاية تكساس، تم إطلاق النار على طبيب مسلم أثناء توجه إلى المسجد لأداء صلاة الفجر، حيث تم الاعتداء عليه من قبل ثلاث رجال فى ليلة القدر.
وكان الطبيب قد أوقف سيارته ثم ترجل لدخول مسجد المدرسة الإسلامية عندما أطلق عليه الرجال الملثمون الرصاص مرتين حوالى الساعة 5.30 صباحا بتوقيت شرق الولايات المتحدة (0930 بتوقيت جرينتش).ولاذ الثلاثة بالفرار، ووقع الحادث بعد يوم من تعرض رجل مسلم للضرب خارج مسجد فى فلوريدا كان يصلى فيه المسلح الذى قتل 49 شخصا فى ملهى ليلى فى أورلاندو.
قال المجلس إن مسؤولا كبيرا فى منظمة "أى.سى.إن.أيه ريليف" الإسلامية غير الربحية كان مع الضحية، وإن المهاجم اقترب وهو يوجه سباباً عنصرياً ولغة مسيئة أخرى، وقال كير أن المهاجم وهو أبيض قد قال"لا بد وأن تعودوا أيها المسلمون إلى بلدكم"، قبل أن يهاجم الضحية الذى لم يكشف المجلس أو السلطات عن هويته.
وأضاف أن الضحية مسلم وكان يحضر إلى المركز الإسلامى، وقال كير وولفريدو رويز المتحدث باسم المسجد، إن إمام المركز الإسلامى طلب إجراءات أمن إضافية فى أعقاب قيام عمر متين بإطلاق النار فى ملهى ليلى للمثليين فى أورلاندو على بعد نحو 120 ميلاً إلى الشمال، وقال رويز إنه نادراً ما كان يحضر متين إلى المسجد، وانتقد رويز مكتب قائد الشرطة لعدم توفيره إجراءات أمن إضافية لهم، وقال "ما كان لهذا أن يحدث."، وقال قائد الشرطة إن التصريحات التى أدلى بها مسئولو المسجد وكير عن الهجوم تضمنت "أقوالا غير صادقة".
وتأتى تلك الحوادث فى ظل تقارير تشير إلى ارتفاع فى حوادث العداء للمسلمين وكراهيتهم، لاسيما بعد التفجيرات الإرهابية الأخيرة التى قام بها تنظيم داعش فى هذا الأسبوع، والذى كان قد دعا إلى تكثيف نشاطه الإرهابى خلال شهر رمضان.