أعلام دولة التلاوة فى الشرقية.. محمد إسماعيل فقد البصر ولم يفقد البصيرة.. حفظ القرآن في طفولته وقرأه كاملا بعدة عزاءات.. قضى 37 عاما فى تدريس مادة التجويد بالأزهر الشريف.. وتخرج على يدبه أطباء ومهند

صوت عذب يجذبك من الوهلة الأولى إلى حالة روحانية من العشق الالهى، كان لدراسته فى الأزهر الشريف في طفولته دور هام في خروجه كقارئ للقرآن الكريم بمواصفات خاصة، حيث استطاع بصوته الملائكى أن يتربع فى قلوب المستمعين فهو أحد أعلام دولة التلاوة بمحافظة الشرقية، ويحسب له قراءة القرآن الكريم كاملا 6 مرات فى العزاءات حيث يبدأ بسورة البقرة فى العزاء القادم يكمل ما تبقى ويظل حتى نهايتها، وينقل منها إلى سورة آل عمران، وفى كل عزاء يكمل ما تبقى حتى ينتهي من قراءة القرآن الكريم كاملا، وقناعته في ذلك أن قراءة القرآن رسالة ليس عمل لكى يرضي الله أولا قبل الناس، على عكس غيره من من بعض القراء يكتفي بقراءة ربع من أى سورة في كل عزاء يقرأ ربع مختلف،هو " محمد إسماعيل إبراهيم عبد الخالق" 63 عاما من مواليد قرية الأخيوة بمركز الحسينية بمحافظة الشرقية مدرس بالأزهر بالمعاش، يعمل محفظا وقارئ للقران الكريم. وقال الشيخ "محمد" فى حواره لـ" انفراد" إنه ضعيف البصر، بدأ حفظ القرآن فى طفولته واجتازه فى 3 سنوات ودرس فى الأزهر الشريف، وحفظ القرآن فى الكتاب على يد الشيخين " سعد أحمد على تركيا، و" محمد إسماعيل تركيا، كل منهما حفظه نصف القرآن، وكان له جد يمر عليه فى الأسبوع مرة يختبره، وبفضل الله أجاد الحفظ وتخرج من معهد القراءت، وعين مدرسا للقراءات فى الأزهر الشريف و قضى 37 عاما فى تدريس مادة التجويد والقرأن بالأزهر الشريف، قبل إحالته للمعاش منذ 3 سنوات، ويعمل محفظ للقرأن من الصباح للظهر لأطفال قريته فى بيته ويعمل قارئ للقران، وخلال رحلته مع القرآن حفظ على يد المئات من أبناء الحسينية القرآن منهم 10 أصبحوا زملاءه فى العزاءات وغيرهم خطباء فى المساجد وأطباء ومهندسين.

وبدايته فى العزاءت كانت فى سن الخامسة عشر، وحصل على راتب جنيه، وبدأ براتب 3 جنيهات، وذاع صيته فى هذا السن، طول حياته لم يتحدث فى أجر لأنه يرى أن قراءة القرآن لله، وأنه قرأ بجوار الرعيل الأول من عمالة دولة التلاوة أمثال المشايخ" محمود على البنا" و" السيد متولى" ومحمد الليثى" و"شعبان الصياد"و" عثمان الشبراوى" .

يرى الشيخ" محمد" أن الكتاب الأصل وعنصر أساسي لكل من أراد حفظ القرآن الكريم وإجادة اللغة والألفاظ والكتابة الصحيحة بالتشكيل، والكتاب هو معمل لتفريخ العظماء، وحافظ القرآن فى الكتاب هو حافظ مجيد ومقرئ، كما أن جميع أعلام قراء القرآن الكريم في الوطن العربي حفظوا القرآن في الكتاتيب.

وعن نصائحه لشباب القراء، يقول الشيخ "محمد إسماعيل" عليهم أن يأخذوا المهنة بجدية كرسالة، وعليهم الإخلاص فى الأداء، وطالبهم بالسير على النهج القديم والتنوع والحفظ الجيد المتقن، وعليهم أيضا السماع إلى الرعيل الأول بأجمعه، أمثال المشايخ " الشحات محمد أنور ومصطفى إسماعيل وأحمد أبو المعاطى ومحمود على البنا والمنشاوى.