الثانوية العامة وجع فى قلب الوطن.. اختزلت المستقبل فى ورقة امتحان وحولت المعلم من صاحب رسالة لـ"محصل أموال"..قتلت الطموح ودفعت الطلاب إلى الانتحار وميادين التظاهر.. هزمتها التسريبات وإلغاؤها بات ضرورة

"اللى أنا بطلبه من الأسر المصرية التى تألمت من هذا الأمر، إنهم يقبلوا منى إن الموضوع مش هيتكرر تانى"، بهذه الكلمات بدأ الرئيس عبد الفتاح السيسي حديثه خلال إفطار الأسرة المصرية فى شهر رمضان، متحدثا عن كارثة تسريبات امتحانات الثانوية العامة عبر صفحات الغش.

قلق رئاسى من التسريبات الرئيس لم ينكر هذا الواقع الأليم بقوله:"التسريب دا كان بيتم قبل كدة بشكل أو بآخر، تكلمنا فى مجلس الدفاع الوطنى بوضوح.. اللى حصل واقع مؤلم.. وأنا بوعدكم إن السنة الجاية مش هتكون فكرة الثانوية العامة بهذا الشكل.. احنا محتاجين حل لهذا الموضوع، وسنناقش فى المجلس الاستشارى استراتيجية التعليم فى سبتمبر القادم، والسنة الجاية هيكون فى تصور".

حديث رئيس الجمهورية كان "طرحا جريئا"، أوجد الأمل فى إمكانية إيجاد نظام تعليمى جديد يخرج طلاب مصر من عنق الزجاجة ويقضى على "بعبع" يختزل مستقبل الطالب فى "ورقة امتحان"، متناسيا جهده خلال مراحل التعليم المختلفة والتى بلغت 12 عاما.

الثانوية .. "وجع قلب" "الثانوية العامة" ليست مشكلتها فى "التسريبات"، فهى بالأساس نظام بائس قضى على طموح الطالب فى العلم والمعرفة وجعل أقصى أمانيه "مجرد شهادة" يحصل عليها عن طريق "الحفظ والتلقين "، ولم يكتف بذلك بل حول المعلم من "صاحب رسالة" إلى "محصل أموال" أصبحت الدروس الخصوصية "كل همه"، كما أنها فقدت بوصلتها فى إعداد جيل قادر على تحمل المسئولية، وساهمت فى خلق طلاب يتسابقون ويتدافعون على صفحات الغش والتسريبات.

ويظل التساؤل: "أى نظام تعليمى هذا الذى يكون متفوقوه وأوائل الجمهورية فيه من غير مرتادى المدارس والذى يرون الأمر مضيعة للوقت فى وقت نشطت فيه وتكدست بالطلاب مراكز الدروس الخصوصية"، وأى "ثانوية عامة" تلك التى يكون خريجوها طلابا تسابقوا يوما من أجل الغش وتجاوز نسبة الـ100%.

التسريب يهزم "التعليم" "امتحانات الثانوية العامة ستكون منضبطة هذا العام لكونها قضية أمن قومى"، جملة رددها الدكتور الهلالى الشربينى، وزير التربية والتعليم، قبل "موسم التسريبات"، وفشل فى تنفيذها فى ظل امتحانات هى الأسوأ فى تاريخ تلك الوزارة الفاشلة التى دفعت بالطلاب إلى الانتحار وساقتهم متظاهرين، فى الشوارع والميادين، بتفريطها فى حقوقهم بعدم حمايتها لامتحانات الثانوية، من صفحات التسريب التى أخرجت لسانها للوزارة، بل وإصرارها على نظام امتحانات عفا عليه الزمن، كما انشغلت بمناهج اقتصر تطويرها على الشكل دون المضمون، بالإضافة إلى غياب الربط بين أهداف تلك المناهج وبرامج إعداد المعلم.

حان الوقت لخوض حرب شرسة ضد نظام "الثانوية العامة" الحالى، من أجل إعادة صياغة العقل المصرى وإقرار نظام تعليمى يتجاوز جدران الفصول وأسوار المدارس ودرجات الحضور والغياب إلى التحليل والتجربة وتشجيع الابتكار والتفكير العلمى والنقدى، وإقرار مناهج لا تعتمد على الحشو والتلقين، وبل تناسب حداثة العصر والتطور التكنولوجى لكى تستعيد مصر مكانتها وريادتها عبر "تعليم يتوافق مع المعايير العالمية".




الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;