فنان قنائى يوثق رحلة الحج برسومات على جدران المنازل.. حول بيوت وبوابات القري إلى لوحة فنية تاريخية.. "الأسد": أشرح للأطفال ما أقوم برسمه ويسعدني تجمع الأهالي حولي.. صور

يفنى الإنسان ويبقى العمل وتعيش الصورة مئات السنين لتعبر عن طبيعة ما كان يقام هنا، فتراث بدأ من الأجداد وانتهي عند الأبناء ليستمر العطاء ولا تتوقف الرحلة، ومن التراث الصعيدي الرسم على جدران المنازل بأشياء من الواقع مثل الكعبة ورحلة الحج والحمامة والعنكبوت والجمال، وهو ما دفع الفنان أحمد الأسد ابن محافظة قنا للرسم علي الجدران وتوثيق رحلة الحج برسومات بديعة للكعبة ، تثبت أن ريشة فنان نقشت بأيادي من حرير عن الجدران القديمة والشوارع التاريخية، فساعات وأيام يقضيها الفنان للانتهاء من رسمة واحدة علي الجدران لإظهار تفاصيلها بدقة ومهارة ويجمع خلالها الأحباب والجيران والأطفال الذين يشاهدون رسوماته وفنه والاستفادة منها. وبحب واتقان خطف الأسد قلوب من يعرفه وظهرت رسوماته جلية في القري والمدن لتعبر عن مظاهر الحياة الكريمة التي يعيشها المواطن القنائي وتحافظ علي عادات وتراث قديم استمد من القدماء، فبعد عدد من مبادراته الفنية أنهي مؤخرًا رسومات للكعبة والحج قاصدًا منها تعريف الأشخاص بالأركان وإدخال البهجة والسرور علي كل من يمر من أمام المنزل ويراها، كما تجعل المقربين من الحاج يقدمون التهنئة والزيارة له ويشاركونه الفرجة بعد رحلة العمر، وكان قد بدأ الأسد أولي مبادرات الفنية في قرية المخادمة، لتحويل القرية إلي متحف مفتوح عن طريق الرسومات علي المنازل القديمة المهجورة ومنازل القرية بعد استئذان أصحابها للتحول القرية إلي قطعة فنية ومتحف للزائرين وقبلة لأهالي القرية والقري المجاورة. وقال أحمد الأسد، خريج كلية التربية النوعية، إن فكرة رسم الكعبة والطائرة ومظاهر الحج جاءت للحفاظ علي التراث القديم الذي تميزت به القري في محافظة قنا، والذي ما زال متواجد حتي اليوم ويجب الحفاظ عليه، حيث تعبر تلك الرسومات عن كل ما هو قديم وجميل، وأن الهدف ليس ماديًا ولكن لكي يعيد مرة أخري المظاهر القديمة وجمع لم الأسر والجيران لتقديم التهنئة ومشاركة الفنان فرحة الرسومات. وأوضح الأسد، أن لتلك الرسومات طابع خاص عند الفنان ولاسيما عند مشاهدة إعادة التراث مرة أخري وتجمع الأسر وتقديم الشاي والقهوة فيما بينهم، وكذلك نظر الأطفال إلي الرسومات والسؤال عنها، لافتًا أنه يقوم بشرح الرسومات إلي الأطفال وقصتها مثل رسمة الحمامة والعنكبوت علي الغار وقصة خيوط العنكبوت وإنصات الأطفال لها والاستفادة منها، كما أن الأدوات المستخدمة في تلك الرسومات بسيطة وترسم علي حوائط ومقدمة المنازل بالإضافة إلي كتابات من آيات القرآن الكريم وعبارات التهنئة. وأشار أحمد الأسد، فنان قنا، إلي أن من مبادراته التي قام بها في قنا العمل في بوابة الشيخ عيسي والمخادمة وبوابة أولاد سرور بمحافظة قنا، ورسم نقوش فرعونية علي تلك المداخل استلهم فكرتها من ذاته بما يناسب المكان الذي ترسم فيه، كما أنه قام برسم جدارية من رسومات معبد دندرة علي مدخل قرية أولاد سرور، كما أنه قام بتلوين عدد من الأكشاك الخاصة بالكهرباء بمحافظة قنا والأقصر وتحويلها إلي أشكال تجذب انتباه الناظر إليها عن طريق رسومات فرعونية وصعيدية وكذلك رسومات أخري يحب أن يقوم برسمها تدل علي هوية القري والمدن المتواجدة بها.