ثمن التضليل.. تغريم مذيع أمريكى شهير 49.3 مليون دولار لإنكاره وقوع مذبحة ساندى هوك الشهيرة عام 2012.. القضية تفجر حدود "حرية التعبير".. وخبراء قانون يؤكدون: الأكاذيب المتعلقة بالأشخاص والأعمال لا تحظى

تشهد ساحات القضاء الأمريكي الآن عدة قضايا ضد اليكس جونز، مذيع الراديو المنتمى إلى اليمين المتطرف، والتي يحاكم فيها بسبب وصفه لمذبحة مدرسة ساندى هوك، التي قتل فيها 26 من الطلاب والمعلمين فى إطلاق نار فى عام 2012، بانها مجرد خدعة لاستهداف صناعة الأسلحة. وتقول وكالة أسوشيتدبرس إن جونز يواجه ثمنا باهظا لأكاذيبه التي روج لها، والذى وصل حتى الآن إلى دفع 49.3 مليون دولار عن الخسائر والتعويضات لأهالى الضحايا، ولا يزال فى انتظار المزيد فى القضايا الثلاث. وتحدثت الوكالة عن تأثير هذا الحكم على المناخ الأكبر للتضليل المعلوماتى والعالم الذى أشعله السوشيال ميديا من إنكار نتائج الانتخابات والتشكيك فى وباء كورونا وغيرها من المذاعم الكاذبة التي ساعد فى الترويج لها أنصار نظرية المؤامرة. وقد قررت هيئة المحلفين في مدينة أوستن بولاية تكساس يوم الجمعة، أن يدفع أليكس جونز مقدم برنامج Infowars"حروب المعلومات"، مبلغ 45.2 مليون دولار كتعويضات عقابية إضافية في الحكم النهائي لصالح والدي أحد الأطفال من ضحايا إطلاق النار الجماعي في مدرسة ساندي هوك الابتدائية عام 2012 والتي راح ضحيتها 20 طفلاً و6 بالغين، بسبب ترويجه لنظريات المؤامرة الكاذبة بأن العملية كانت خدعة من قبل الحكومة لاتخاذ إجراءات حازمة للحد من استخدام السلاح والسيطرة عليه فيما بعد، حيث جنى من خلال هذا الحديث ملايين الدولارات وأصبحت عائلات الضحايا هدفاً للمضايقات. وجاء هذا بعد أن ألزمت المحكمة جونز يوم الخميس بدفع 4.1 مليون دولار لوالدي الطفل. ويواجه جونز 3 محاكمات انتهت الأولى بتغريمه 45.2 و4.1 مليون ومحاكمتين مماثلتي في ولاية كونيكتكت، في قضية تشهير رفعت ضده من عدة عائلات، وسيتم تمثيل ما مجموعه 8 عائلات من ضحايا الاعتداء. وطالب نيل هيسلين وسكارليت لويس، اللذان قُتل طفلهما جيسي، بتعويض ب 150 مليون دولار، مشددين على أن نظريات جونز سببت لهم في سنوات من التعب النفسي والعقلي. وقالت يوجين فولوك، أستاذ القانون إنها تعتقد اأن الكثيرين يعتقدون أن هذا الحكم هو ضربة بشكل ما ضد الأخبار الكاذبة، ومن المهم إدراك أن القانون يتعامل مع نوع محدد للغاية من الأخبار الكاذبة. وطالما أقرت المحاكم الأمريكية بأن البيانات المشوهة، والأكاذيب المضربة بسمعة شخص أو شركة، لا تحظى بالحماية باعتبارها حرية تعبير، لكن الأكاذيب المتعلقة بموضوعات أخرى مثل العلوم أو التاريخ أو الحكومى هي حرية تعبير. فعلى سبيل المثال، القول بأن كورونا ليس حقيقة ليس تشويها، لكن نشر أكاذيب عن طبيب يعالج مرضى كورونا يعد كذلك. وهذا التمييز هو السبب الذى يجبر جونز على دفع تعويض، الذى هاجم آباء ضحايا ساندى هوك وزعم أن الهجوم تم شنه من قبل "ممثلين" لزيادة القيود المفروضة على الأسلحة، فى الوقت الذى تتوافر فيه الحرية أمام منكرى الهولوكوست أو أصحاب نظرية أن الأرض مسطحة والمتشككين فى اللقاحات لنشر آرائهم بدون خوف من أن يتم الحكم ضدهم بتعويض يقدر بملايين الدولارات. ويقول أستاذ القانون ستيفين سولومان، إن أليكس جونز كان يهاجم الأفراد، وهذا هم المهم. وقال محاميو المدعين، والدى أحد الأطفال الذين قتوا فى الهجوم، إنهم يأملون أن يكون الحكم ضد جونز بدفع هذا المبلغ الباهظ بمثابة برادع له وللآخرين الذين يستخدمون التضليل المعلوماتى من أجل تحقيق الربح. وخلال المحاكمة اعترف جونز بأن إطلاق النار كان حقيقيا، بعد سنوات طويلة من الزعم بغير ذلك، لكنه قال إن تصريحاته السابقة عن ساندى هوك تحظى بحماية التعد\يل الأول للدستور الأمريكي، بل أنه ظهر فى المحكم بشريط على فمه مكتوب عليه "انقذوا التعديل الأول". من ناحية أخرى، يقول خبراء حرية التعبير إن أي تأثير مروع للحكم ينبغي أن يكون قاصرا على الأشخاص الذين ينشرون معلومات كاذبة بشكل تعسفى، وليس الصحفيين او المواطنين الآخرين الذين يبذلون جهود حسنة النية من أجل الوصول إلى حقيقة أمر ما.






الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;