احتفالاً بعيد ميلاد واسينى الأعرج.. نكشف الاسم الحقيقى للروائى الجزائرى.. وهل يرى أن مواقع التواصل الاجتماعى تعوض الحركة النقدية؟.. وسر غلق باب نوبل بعد أن حصدها نجيب محفوظ وغضبه من عباس محمود العقاد

كاتب وروائى وأكاديمى كبير يحظى بحب الناس دائما نراه يتناقش مع القراء حول عمل أدبى له، أو لالتقاط الصور التذكارية، وبكل تقدير يرسم على وجهه ابتسامة طبيعية وكأنه يعبر عن سعادته بحب القارئ لأعماله، هو الكاتب العربى الكبير واسينى الأعرج، الذى يحتفل بعيد ميلاده هذا الشهر. ظن الكثير من الناس أن واسينى الأعرج الذى ولد فى 8 أغسطس عام 1954 بقرية سيدى بوجنان الحدودية- تلمسان، يكتب تحت اسم مستعار، وليس اسمه الحقيقى "واسينى الأعرج"، وهو الأمر الذى أوضحه بنفسه الروائى الكبير خلال مشاركته فى إحدى فعاليات معرض الشارقة الدولى للكتاب بدورته الماضية، حيث قال : " إن اسمه حقيقى "واسينى الأعرج" وليس اسمًا مستعارًا يكتب به". أما عن سبب تسميته بهذا الاسم فقال واسينى الأعرج: فقد اختارت له والدته أن يحمل هذا الاسم تيمنًا برجل صالح اسمه "سيدى محمد الواسينى". واسينى الأعرج والتواضع ومن يعرفه عن قرب يلاحظ تواضعه الكبير، وفى هذا الشأن تحدثنا معه من قبل فى حوار نشر عبر صفحات "انفراد"، حيث قال: القضية تربوية فى الأول والآخر ولا أسميها تواضعا، لكنها الشكل العادى للحياة، لأن فى نهاية المطاف المثقف مهما كان مشهورا ومعروفا هو إنسان طبيعى، يصيبه ما يصيب الناس، وكلنا نأتى بالولادة ونذهب بالموت، والفارق بيننا وبين أى شخص عادى هو أننا نملك قدرة التعبير عما يأتى بخواطرنا، ونحولها إلى قصة أو رواية، لكن طبيعة العمر نحن بشر نعيش كما يعيش أى إنسان آخر، والمفروض أن تكون هذه سمة الحياة وليس تواضعا. واسينى الأعرج الذى يعمل فى الوقت الحالى أستاذًا في جامعة الجزائر المركزية وجامعة السوربون في باريس، ويعد أحد أهم الأصوات الروائية في الوطن العربي، نجد قوته التجريبية التجديدية تجلت بشكل واضح في روايته التي أثارت جدلاً نقدياً كبيرًا، فقد استطاع الروائى الكبير أن يكتب العديد من الروايات نذكر منها :" البوابة الزرقاء، طوق الياسمين، البيت الأندلسي، مملكة الفراشة، سيرة المنتهى عشتها كما اشتهتني، حكاية العربي الأخير، نساء كازانوفا". سر غضب واسينى الأعرج من العقاد كما كتب رواية بعنوان "مي ليالي إيزيس كوبيا ثلاثمائة ليلة وليلة في جحيم العصفورية"، وهو العمل الذى يسرد قصة حياة الكاتبة "مى زيادة"، وهو العمل ذاته الذى جعل "واسينى" يغضب من المفكر الكبير "عباس محمود العقاد" حيث أوضح : عندما أتحدث عن مى زيادة أجد أنفسنا تسببنا فى خطأ بحقها، فهى مفكرة وأديبة والخدمات التى قدمتها للثقافة العربية كبيرة، وفى لحظة اتهموها بالجنون، ونظروا لها على أنها امرأة فقط، ولقد غضبت من العقاد. وأشار واسينى الأعرج، خلال حديث سابق مع "انفراد"، إلى أنه غضب من العقاد لأنه لم يذهب لجنازتها قائلا: لقد غضبت من العقاد الذى أحبها وأحبته ولم يذهب لجنازتها، وغيره من المجموعة المتنوعة التى كانت تحضر صالونها الأدبى، ولكن عندما ماتت ذهب فقط 3 أشخاص إلى جنازتها. طقوس الكتابة عند واسينى الأعرج وعدد كبير من الكتاب لهم طقوسهم الخاصة عند الكتابة فعن طقوس واسينى الأعرج يقول : ليس لدى طقوس خاصة لكن لدى اجتهاد وعمل للدخول لدائرة الفعل لكتابة عمل أدبى، فأكتب وذلك يأخذ منى وقتا طويلا وانعزل تماما، فأنا بيتوتى لا أخرج من البيت كثيرا، وفى كثير من الأوقات يخترقنى أمر ويطرح على سؤال وأنا لا أريد أن أترك معرفته للصدفة لكن أتعمق فيه جيدا، حتى إذا كان لا يفيدنى فى روايتى، وأقول إن أهم شىء فى أساسيات الكتابات هو أن تعرف كيف المساحة الإبداعية لدى كل كاتب. غياب نوبل لسنوات عن العالم العربى وعن الغياب الطويل لجائزة نوبل فى الأدب داخل العالم العربى حيث أن الوحيد الذى حصل عليها الروائى العالمى نجيب محفوظ فى عام 1988، والذى قال عنه واسينى الأعرج "نجيب محفوظ معلمنا الكبير"، علق واسينى خلال حوارة مع انفراد فى 2021، قائلا : أنا متابع للحركة الأدبية فى العالمين العربى والغربى، والعالم العربى لا ينقصه شىء حتى يحصل على الجائزة، وقد يرى القائمون على الجائزة أنه عندما يحصل عليها كاتب عربى لا تحدث مردودًا قويًا مثلما يحصل عليها كاتب فى أمريكا اللاتينية، فصورة العالم العربى منحدرة، ونحن المسئولون عنها، فما الذى كان ينقص أدونيس ومحمود درويش وآسيا جبار، حتى يحصلوا على نوبل، وكنا نظن أن الكاتب العالمى نجيب محفوظ سيفتح الباب على العالم العربى، ولكن لم يحدث ذلك وغلق الباب. وعبر مشوار حافل للروائى واسينى الأعرج بالإبداع هل يكتب فى يوم ما سيرته الذاتية؟، وعن هذا الأمر جاوب هو بشكل عام عن كتابة السير الذاتية حيث قال: أن السيرة الذاتية للأديب هى نوع إشكالي، لأن لا قارئ محدد له، ولا شواهد عليه، واصفاً إياه بالفضفاض قائلا: هذا النوع من الأجناس الأدبية لديه خصائص مشتركة بين جميع الكتابات الأخرى، ويمكن لأى كاتب أن يكتب السيرة لكن ليس من السهل أن نطلق عليه لقب أديب، وهنا تكمن نقطة الحسم. وأضاف واسينى، السيرة الذاتية هى ترميم لثقوب الذاكرة، وأهم ما يكمن فيها هو اعتراف الكاتب منذ البداية بأنه يكتب سيرته الذاتية دون اختباء أو خوف، لكن الأهم هو الصدق، وأن يسرد الكاتب ما حدث فى حياته وكأنه أمام مرآة، وأسوء ما فى السيرة أنك تشعر وأنت تبدأ فى كتابتها وكأنك تقف أمام الموت الذى تتلمس خطواته بداخلك وهى تقترب، لكنك تقوم بهذا الفعل الأدبى كونك لا تريد أن يكتب آخرون سيرتك. وتابع الأعرج، على الكاتب الذى يخوض فى كتابة سيرته أن يتحمل المسؤولية كاملة عن هذا النوع من الكتابة، كون السيرة فى ظروف ما يمكن لها أن تقتل صاحبها، وهذا ما حصل مع عدد من الأدباء الذين ارتطموا فى واقع الحال بحقيقة مجتمعاتهم فالمجتمعات العربية لا حرية للرجل فيها فكيف المرأة، ومن يريد أن يكتب سيرته عليه أن يعيش فى مجتمع يراعى الحرية بأبسط تجلياتها. كما أن للكتاب الكبير واسينى الأعرج مجموعة من الآراء حول مجريات العصر ومع التقدم التكنولوجى الذى يشهده العالم، مثل انتشار مواقع التواصل الاجتماعى فراى أن هناك جيل يستسهل الكتابة وهذا حقه مع وجود وسائل التواصل الاجتماعى، وأصبح "االلايك " على الفيس بوك معوضا للنقد، وتجد التعليقات "ما أحلاها وما أجملها"، لكن فى نفس الوقت هذه الأشياء تربى وهماً، لأن الناس يعتقدون أن ما كتبوه شيئا جميلا، لكن عندما يصطدمون بالواقع يرون شيئا آخر، والفيس بوك سهل وسائل الاتصال ولهذا نفع انتشار المقالات والكتابات لكنه فى نفس الوقت خلق أوهاما بحركة مزدوجة، ونجد من ناحية أخرى كتاب لهم تجارب مفرحة، وأنا نفسى أتلقى النقد على "الفيس بوك" عكس زمن فات كنت أنتظر وقتا طويلا حتى تصلنى آراء كتاباتى، كما أن وسائل التواصل الاجتماعى جعلت هناك ديمقراطية وسهولة فى التعبير عما بداخله، فهو سلاح ذو حدين. وعما يفعله واسينى الأعرج داخل عالمه الإبداعى خلال الوقت الحالى، فهو يقوم خلال تلك الأيام على ترجمة الأعمال الأدبية لألبير كامو، وسوف ينتهى من هذا المشروع فى غضون عام 2023م. واسينى الأعرج والجوائز وعلى أثر مشواره الأدبى فقد حصل الكروائى الكبير واسينى الأعرج على العديد من الجوائز ففى 1997، اختيرت روايته "حارسة الظلال" ضمن أفضل خمس روايات صدرت بفرنسا، ونشرت فى أكثر من خمس طبعات متتالية بما فيها طبعة الجيب الشعبية، قبل أن تنشر فى طبعة خاصة ضمت الأعمال الخمسة، كما حصل فى 2001 على جائزة الرواية الجزائرية على مجمل أعماله، وفى 2006 حصل على جائزة المكتبيين الكبرى عن روايته: كتاب الأمير، التى تمنح عادة لأكثر الكتب رواجا واهتماما نقديا، وفى 2007 حاز على جائزة الشيخ زايد للكتاب (فئة الآداب)، وحصل 2010 على الدرع الوطنى لأفضل شخصية ثقافية من اتحاد الكتاب الجزائريين و كذلك على جائزة أفضل رواية عربية عن روايته البيت الأندلسى، و2013 حاز على جائزة الإبداع الأدبي التى تمنحها مؤسسة الفكر العربى ببيروت عن روايته أصابع لوليتا"، كما ترجمت أعماله إلى العديد من اللغات الأجنبية من بينها: الفرنسية، الألمانية، الإيطالية، السويدية، الدانمركية، العبرية، الإنجليزية و الإسبانية.



الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;