تتجه الأنظار بعد ساعات قليلة إلى ملعب "ليون" فى ليون الذى يحتضن المباراة الاولى فى الدور نصف النهائى من كأس أوروبا 2016 بتمام التاسعة مساءً، وتجمع المنتخب البرتغالى الذى اعتاد التواجد فى هذه المرحلة المتقدمة ونظيره الويلزى الذى فرض نفسه نجم النهائيات.
ويأمل المنتخب البرتغالى مواصلة زحفه بكل ما للكلمة من معنى لأن وصوله إلى دور الأربعة للمرة الرابعة فى النسخ الخمس الأخيرة والخامسة من أصل سبع مشاركات لم يكن "سلساً" على الإطلاق رغم أن طريقه لم تكن شائكة كثيراً.
مشوار البرتغال حتى الوصول لمحطة نصف النهائى
ووصل كريستيانو رونالدو ورفاقه إلى هذه المرحلة من البطولة بعد أن تخطوا الدور الأول بثلاثة تعادلات ثم اصطدموا بكرواتيا فى الدور الثانى واحتاجوا إلى هدف من ريكاردو كواريزما فى الدقيقة 117 من الوقت الإضافى لكى يخرجوا فائزين فى مباراة كان المنافس الطرف الأفضل فيها.
وحجز برازيل أوروبا مقعدهم فى دور نصف النهائى عبر ركلات الترجيح بتخطيهم بولندا 5-3 بعد تعادل الطرفين 1-1 فى الوقتين الأصلى والإضافى فى لقاء كانت الأفضلية فيه لروبرت ليفاندوفسكى ورفاقه قبل أن يدخل الشاب ريناتو سانشيز على الخط وينقذ فريق المدرب فرناندو سانتوس.
أهداف #البرتغال_بولندا وضوح عالى، جميع الإعادات ( تعليق يوسف سيف )
*انتهت بالترجيح 5-3 #POR 1-1 #POL#EURO2016https://t.co/tMZV3tEdow— old Italian (@hassan3810) ٣٠ يونيو، ٢٠١٦
وغالبا ما يقال أن الفرق التى "تزحف" فى البطولات الكبرى تواصل طريقها حتى الفوز باللقب لكن المنتخب الويلزى سيحاول جاهداً الوقوف فى وجه البرتغال وحرمانها من الوصول إلى النهائى للمرة الثانية فى تاريخها بعد عام 2004 حين خسرت أمام اليونان (صفر-1) على أرضها.
ويلز ترفع لواء المملكة المتحدة
ويرفع المنتخب الويلزى المتواضع لواء المملكة المتحدة التى دخلت إلى هذه النهائيات بأربعة ممثلين لها على رأسهم بالطبع إنجلترا إضافة إلى جمهورية أيرلندا وأيرلندا الشمالية وويلز، لكن فريق المدرب كريس كولمان بقى وحيداً فى المعركة بعدما فرض نفسه نجم البطولة بامتياز وفى أول مشاركة له على الإطلاق.
منتخب #ويلز يفجر مفاجأة بتأهله لنصف نهائى #يورو2016 بأول مشاركة له بالبطولة بعد تغلبه على #بلجيكا بثلاثة أهداف لواحدhttps://t.co/AS8Tmn3Qgd— الجزيرة - رياضة (@AJASports) ٢ يوليو، ٢٠١٦
واستحق منتخب "ذى دراجونز" تواجده فى دور الأربعة فى أول مشاركة كبرى له منذ مونديال 1958 حين وصل إلى الدور ربع النهائى فى اختباره الكبير الأول والأخير، إذ تصدر مجموعته الثانية أمام العملاق الإنجليزى بالذات ثم تخطى جاره الأيرلندى الشمالى (1-صفر) فى الدور الثانى قبل أن يحقق المفاجأة الكبرى بإقصائه بلجيكا من الدور ربع النهائى بالفوز عليها 3-1.
وتتجه الأنظار فى موقعة "ليون" إلى المواجهة بين كريستيانو رونالدو وزميله فى ريال مدريد الإسبانى جاريث بيل الذى ارتقى إلى مستوى المسئولية الملقاة على عاتقه ولعب دوراً أساسياً فى وصول ويلز إلى هذه المرحلة، فى حين لم يقدم "سى آر 7" المستوى المأمول منه بل لعب كواريزما وريناتو سانشيز دور المنقذين، فيما اكتفى أفضل لاعب فى العالم ثلاث مرات بالثنائية التى سجلها فى الجولة الأخيرة من الدور الأول ضد المجر (3- 3).
مدرب البرتغال بطل الوصول إلى نصف نهائى اليورو
"فى بعض لحظات المباراة، على الجميع أن يتولى مسؤولية القائد"، هذا ما قاله مدرب البرتغال فرناندو سانتوس بعد الفوز على بولندا فى الدور ربع النهائى بركلات الترجيح.
ومن المؤكد أن سانتوس نفسه لعب دوراً هاماً فى وصول بلاده إلى هذه المرحلة بعدما زرع روح الوحدة فى الفريق وهو الذى درب المنتخب اليونانى، المثال الذى يحتذى به عندما يتحدث المرء عن "الزحف" لأنه توج بلقب 2004 حين كان بقيادة المدرب الألمانى أوتو ريهاجل بعد أن أنهى الدور الأول بفوز ضئيل على البرتغال بالذات (2-1) ثم تعادل مع إسبانيا (1-1) وخسر أمام روسيا (1-2) قبل أن يتخطى فرنسا فى الدور ربع النهائى بهدف وحيد وتشيكيا فى نصف النهائى بهدف فى الشوط الإضافى الأول ثم البرتغال مجدداً فى النهائى بهدف أنجيلوس خاريستاس.
واعترف حارس البرتغال السابق فيتور بايا، بأن الانتقادات وجهت للمنتخب البرتغالى لأنه لم يقدم كرة جميلة وهذا صحيح لأنه لم يلعب بالأسلوب المغرى الذى كان يقدمه فى الفترة الأخيرة لكنه كان فعالاً ويجب أن نشعر بالفخر لأننا نرى الآن فريقاً موحداً لا يعتمد على نجومية لاعب مثل رونالدو.
وواصل فى تصريحات لصحيفة "ريكورد" الرياضية البرتغالية: "بإمكاننا حتى أن نرى بأن رونالدو أصبح يعتمد على الآخرين وليس العكس".
الكرة الجميلة أو الفوز باللقب؟
ويأمل المنتخب البرتغالى دون شك أن يرتقى جميع اللاعبون إلى مستوى التحدى الذى ينتظرهم الأربعاء بغض النظر عن هوية اللاعب الذى سيقود بلاده إلى المباراة النهائية أن كان رونالدو أو ريناتو سانشيز أو كواريزما الذى شكر مدربه سانتوس على الثقة التى منحه إياها، قائلاً: "يستحق احترامى إلى الأبد. أنه من المدربين القلائل الذين منحنونى الثقة التى احتاجها".
وقد حدد سانتوس أولوياته بوضوح دون الاكتراث بالانتقادات، قائلاً: "هل أريد أن نلعب بطريقة جميلة؟ نعم. لكن بين اللعب بطريقة جميلة والعودة إلى وطننا أو اللعب بطريقة بشعة والبقاء هنا، فأنا أفضل أن نلعب بطريقة بشعة".
وستكون المواجهة بين البرتغال وويلز الأولى على صعيد البطولات لكنهما تواجها ودياً فى ثلاث مناسبات وأولها يعود إلى عام 1949 حين فازت الأولى 3-2 ثم خسرت بعدها بعامين 1-2 قبل أن تعود وتفوز 3-صفر فى المواجهة الأخيرة بينهما فى يونيو 2000.
الفوز فى متناول الفريقين
ومن المؤكد أن المواجهة الرابعة بين الطرفين ستكون الأهم على الإطلاق وسيكون الفوز فيها فى متناول الفريقين لأن تاريخ البرتغال لن يشفع لها كثيراً أمام منتخب ويلزى منظم ومندفع وطامح بأن يصبح أول منتخب بريطانى يصل إلى نهائى بطولة كبرى منذ 50 عاماً وتحديداً منذ فوز إنجلترا بلقبها الأول والأخير وكان فى كأس العالم 1966 على أرضها.
"نحن نعرف ما قدموه فى هذه البطولة، لقد شاهدنا جميع مبارياتهم على التليفزيون"، هذا ما قاله بيل عن المنتخب البرتغال، مضيفاً": "إنهم فريق خطير ووجوده فى نصف النهائى لم يأت من فراغ".
وواصل بيل الذى سجل ثلاثة أهداف فى الدور الأول وكان سبباً فى هدف تأهل بلاده إلى ربع النهائى لأنه كان خلف الكرة التى حولها جاريث ماكاولى بالخطأ فى مرمى أيرلندا الشمالية: "حتى وإن لم يحققوا الانتصارات، فهم حققوا النتائج التى يحتاجونها،سنقوم بدراسة الخصم كالعادة ونأمل أن نقدم أداء رائعاً آخر وصناعة التاريخ".
غيابات ويلز
وتخوض ويلز اللقاء بغياب لاعبين مؤثرين بشخص آرون رامسى وبن ديفيس بسبب الإيقاف، وقد يلجأ المدرب كريس كومان إلى جونى وليامز لسد فراغ الأول فى خط الوسط، لكن عليه إعادة ترتيب خط الخلفى بسبب غياب الثانى من خلال نقل كريس جانتر من مركز الظهير-الجناح الأيمن إلى قلب الدفاع، تاركاً المجال أمام جاز ريتشاردز ليخوض مباراته الأولى كأساسى فى هذه البطولة.
غيابات البرتغال
أما من الناحية البرتغالية، فسيغيب لاعب الوسط المحورى وليام كارفاليو بسبب الإيقاف ومن المرجح أن يعوضه سانتوس بدانيلو، كما أن مشاركة جواو موتينيو وأندرى جوميز فى الوسط مؤكدة بعد تعافيهما من الإصابة.