على مدار الأشهر الماضية، ومنذ صعود نجمه على الساحة السياسية الأمريكية، أبدى دونالد ترامب المرشح الجمهورى المفترض فى انتخابات الرئاسة بالولايات المتحدة إعجابا بعدد من الحكام المستبدين فى العالم، كان آخرهم صدام حسين.
وتقول صحيفة واشنطن بوست إن ثناء ترامب للحكومات المتستبدة وللحكام الديكتاتوريين قد أصبح محل تدقيق جديد بعد تصريحاته الصاخبة الأخيرة عن الرئيس العراقى الراحل صدام حسين، والتى قال فيها إنه كان يقتل الإرهابيين بطريقة جيدة. وذلك رغم أن صدام ظل العدو الأول للولايات المتحدة بسبب انتهاكاته الحقوقية ودعمه للإرهاب الدولى، كما تقول الصحيفة.
وقال ترامب عن صدام "كان شخصا سيئا، لكن هل تعرفون ما المعروف الذى عمله، قتل الإرهابيين وفعل ذلك بشكل جيد جدا. فلم يقرأ عليهم حقوقهم، ولم يتحدثوا، فهم إرهابيون، وانتهى الأمر".
وأحيت تصريحات ترامب القلق بين النواب الجمهوريين وأعضاء مؤسسة السياسية الخارجية بالحزب، الذين أصبح كثيرون منهم يفتقرون للصبر إزاء خطاب التهديد الذى يتبناه ترامب فى السياسة الخارجية.
وقال معارضون من كلا الحزبين إن المرشح الجمهورى يقدم نظرة للعالم قاتمة بشكل مثير للقلق ينبغى أن تدفع الناخبين إلى وقفة.
وأوضح المخطط الاستراتيجى الجمهورى تيم ميلر المساعد السابق لجيب بوش الذى يلعب دورا هاما فى الحركة المعادية لترامب إن هذا يأتى بعد اتجاه مقلق من ترامب فيما يتعلق بالطريقة الوحشية التى ينفذ بها الطغاة سياسيتهم فى بلادهم. وأشار إلى أنه يرى أن هناك شىء قاتما فى رؤية ترامب للعالم.
لمحة للطريقة التى سيحكم بها
من جانبها، قالت شبكة "سى.إن.إن" الأمريكية إن تكرار ذكر أسماء الحكام المستبدين يقدم لمحة للطريقة التى سيحكم بها ترامب فى حال انتخابه. وكما قال مستشار حملة كلينتون جيك سوليفان، فإن ترامب يقدم مجاملات متعجرفة للطغاة الدوليين. وأبرز من أشاد بهم من الحكام المستبدين هم..
صدام حسين
فى حين أن ترامب ليس وحده الذى قال إن تغيير النظام فى العراق بتدخل أمريكا كان ضرره أكثر من نفعه للشرق الأوسط، إلا أن تقييمه لجرائم صدام حسين بدا معه وكأنه يوافق عليها.
ففى ديسمبر الماضى، قال ترامب إن صدام ألقى قليل من الغاز، فجن جنون الجميع"، مشيرا إلى استخدام الرئيس العراقى للسلاح الكيماوى ضد الأكراد فى شمال العراق عام 1988. وفى مقابلة فى أكتوبر الماضى مع "سى إن إن"، قال ترامب إن حسين كان يقتل الإرهابيين فورا، والآن أصبح العراق هارفاد الإرهاب.
وكرر ترامب تصريحاته عن صدام حسين أمس الثلاثاء حينما قال إنه يقتل الإرهابيين بطريقة جيدة.
كيم يونج أون
كان ترامب الأمريكى الوحيد تقريبا الذى أشاد برئيس كوريا الشمالية حين قال: كم عدد الشباب أمثاله (فى عمر الخامسة والعشرين أو السادسة والعشرين عند وفاة والده)، الذى تولى الإشراف على هؤلاء الجنرالات الصارمين، وكل ذلك بشكل مفاجئ.. إن الأمر مدهش عند التفكير فيه.
وفى تصريحات أخرى، قال ترامب إنه يعتزم الحديث مع زعيم كوريا الشمالية لمحاولة وقف البرنامج النووى لها. وأضاف أنه لا مشكلة لديه فى الحديث معه.
معمر القذافى
غالبا ما يأتى ترامب على ذكر الرئيس الليبى الراحل معمر القذافى كوسيلة لانتقاد منافسته هيلارى كلينتون، التى صوتت فى مجلس الشيوخ ضده، ودعمت التدخل العسكرى فى بلاده وقت أن كانت وزيرة للخارجية.
وفى أكثر من مرة، كرر ترامب حديثه عن أنه مؤمن بأن القذافى لو كان موجودا فى السلطة لكانت الأمور لتكون أفضل بكثير الآن.
فلاديمير بوتين
على مدار حملته الانتخابية التى وعد فيها باستعادة مكانة أمريكا فى العالم، ظهر الرئيس الروسى فلاديمير بوتين مرارا كمنارة لترامب.
فقال عنه الملياردير إمبراطور العقارات إنه يدير بلاده وهو قائد على الأقل، على العكس مما نراه فى أمريكا. بعدها وصفه الرئيس الروسى بأنه شخصية مذهلة ويتمتع بالموهبة، الذى ظهر باعتباره القائد المطلق للسبق الرئاسى.
موسولينى
لم يصل ترامب إلى حد تأييد أسلوب الديكتاتور الإيطالى الراحل موسولينى فى الحكم، لكنه لم ينكر انجذابه إلى جملة شهيرة تنسب لهذا الرجل الذى قاد إيطاليا وقت الحرب العالمية الثانية، وكان الحليف الفاشى للزعيم النازى أدولف هتلر.
وفى فبراير الماضى أعاد ترامب تغريد عبارة موسولينى "من الأفضل أن تعيش أسدا يوم واحد عن أن تعيش حملا لسنوات". وعندما سأله مذيع قناة "إن بى سى" بعدها تشاك تود عما إذا كان يعرف أن هذا القول لموسولينى، قال لا بأس أن يكون قوله، فهو قول جيد للغاية ومثير للاهتمام.