لم ينس الفرنسيون ذكريات مونديال 1982 وحادثة باتريك باتيستون الشهيرة ودابتهم السوداء ألمانيا، وعليه سيكون عنوان الثأر هو الأبرز فى الـ"فيلودروم"، ..وتبدو الفرصة سانحة أمام فرنسا للثأر من غريمتها ألمانيا التى تعانى من إصابة أبرز ثلاث تروس فى ماكيناتها، فى نصف نهائى بطولة أوروبا يورو 2016، فى المباراة المقرر لها التاسعة مساء اليوم الخميس فى مرسيليا فى موقعة منتظرة بين المضيفة وبطلة العالم.
صحيح أن ألمانيا، المتوجة على العرش العالمى فى 2014، كانت ستبدو مرشحة قوية لانتزاع بطاقة التأهل إلى المباراة النهائية الأحد المقبل لملاقاة البرتغال، إلا أنها تعرضت لسلسلة من الصفعات بعد مباراة إيطاليا فى ربع النهائى.
خاض فريق المدرب يواكيم لوف مواجهة فى غاية الصعوبة أمام الأتزورى، وأنقذته ركلات الترجيح 6-5 بعد التعادل 1-1 فى الوقتين الأصلى والإضافى، لكن قلب دفاعه الأنيق ماتس هوملس نال بطاقة صفراء ثانية ستحرمه خوض نصف النهائى.
كما تعرض لاعب وسطه سامى خضيرة ومهاجمه ماريو جوميز لإصابتين قويتين، فيما يحوم الشك حول مشاركة لاعب الوسط الآخر وقائد الفريق باستيان شفاينشتايجر العائد أصلاً من إصابة أبعدته عن الدور الأول.
فرنسا تتسلح بدعم الجماهير
وستكون فرنسا فى أمس الحاجة لدعم مشجعيها المتفانين فى مرسيليا من أجل تجاوز الماكينات الألمانية، وهى تخوض اللقاء بمعنويات مرتفعة بعد اكتساحها الضيفة الجديدة آيسلندا 5-2 فى ربع النهائى.
صحيح أن فرنسا فازت على ألمانيا 6-3 فى أولى مواجهاتهما فى البطولات الكبرى، لكنها كانت فى مباراة هامشية لتحديد المركز الثالث فى مونديال 1958، بعدها عقّد الألمان حياة الفرنسيين فى ثلاث مناسبات.
تاريخ المواجهات
الأولى فى مواجهة تاريخية فى نصف نهائى مونديال 1982 انتهت بالتعادل 3-3 وشهدت أحداثاً درامتيكية ثم انتهت بركلات ترجيح ابتسمت للألمان 5-4، وفى نصف نهائى مونديال 1986، سقط ميشيل بلاتينى ورفاقه مرة ثانية أمام ألمانيا صفر-2.
آخر مواجهات البطولات الكبرى بين الطرفين، حسمتها ألمانيا أيضاً فى ربع نهائى مونديال البرازيل 2014 بهدف هوملس الغائب عن مباراة الخميس للإيقاف.
تحمل ألمانيا سجل إنجازات خارقاً، فهى بطلة العالم أربع مرات آخرها فى 2014 وأوروبا ثلاث مرات آخرها فى 1996، فيما توجت فرنسا بلقب المونديال مرة وحيدة على أرضها فى 1998، وكأس أوروبا عام 1984 على أرضها أيضاً و2000
مشوار ألمانيا
استهلت ألمانيا مشوارها بالفوز على أوكرانيا 2-صفر بهدفى شكودران مصطفى وباستيان شفاينشتايجر ثم تعادلت مع بولندا سلباً، قبل أن تضمن صدارة مجموعتها بفوز صعب على آيرلندا الشمالية بهدف مهاجمها ماريو جوميز، وفى الدور الثانى، سحقت سلوفاكيا بثلاثية مدافعها جيروم بواتنج وجوميز والمتألق يوليان دراكسلر.
وفى ربع النهائى، تقدمت عبر مسعود أوزيل قبل أن تعادل إيطاليا، ويتألق حارسها مانويل نوير بإبعاد ركلتى ترجيح من أصل أربع محاولات فاشلة للطليان.
فيديو | ملخص مباراة ألمانيا وإيطاليا ضمن دور الثمانية لبطولة يورو ٢٠١٦https://t.co/4u0xgIGsGb— جريدة سبر (@Sabrnews) ٢ يوليو، ٢٠١٦
مشوار فرنسا
فى المقابل، كان المشوار الفرنسى أقل صخباً، إذ احتاجت إلى هدف رائع من ديميترى باييت، أحد أبرز نجوم الدورة، لإنقاذها أمام رومانيا افتتاحاً (2-1)، ثم هدفين فى الوقت الضائع من أنطوان غريزمان وباييت لتخطى ألبانيا المتواضعة 2-صفر قبل أن تتعادل مع سويسرا سلباً
وفى ثمن النهائى، عانت متاعب كبرى أمام جمهورية آيرلندا فتخلفت بعد دقيقتين بركلة جزاء عوضها جريزمان بثنائية رائعة فى الشوط الثانى.
وخاض رجال المدرب ديدييه ديشامب أفضل مبارياتهم فى ربع النهائى، فتقدموا الأيسلنديون برباعية نظيفة فى الشوط الأول، قبل حسمها 5-2 بثنائية لجيرو وأهداف من بول بوجبا وباييه وجريزمان الذى تصدر ترتيب الهدافين (4)
يقول مهاجم ألمانيا توماس مولر الذى عانده الحظ حتى الآن فى هذه البطولة: "بالنسبة لنا لسنا خائفين، نعرف أن فرنسا لديها الكثير من اللاعبين الموهوبين، لكنها تحت الضغط بسبب الاستضافة".
وتابع لاعب بايرن ميونيخ: "نحترمهم، لكنى متفائل بإيجاد حلول للإصابات".
غيابات بالجملة
فى ظل غياب هوملس الموقوف، جوميز وخضيرة المصابين فى الركبة والفخذ على التوالى، وشفاينشتايجر لإجهاد فى ركبته، تبدو مهمة المدرب يواكيم لوف حساسة.
فبعد تعديل خطته كى تتناسب مع مكامن القوة الإيطالية إلى 3-5-2، قد يعود إلى خطته الأساسية 4-2-3-1 أو يبقى على التكتيك السابق من خلال الدفع بشكودران مصطفى بدلاً من هوملس إلى جانب جيروم بواتنج وبنديكت هويديس.
وبدلاً من جوميز، يرجح إشراك ماريو جوتزه الذى لم يقدم المطلوب منه فى الدور الأول، أو الدفع بمولر فى رأس الحربة.
لكن السؤال الأصعب يبقى حول هوية بديل خضيرة فى الوسط للعب إلى جانب المتالق طونى كروس، ويبدو الشاب يوليان فايجل صاحب فرصة أكبر من إيمرى جان، برغم أنّ فايغل (20 عاماً) لم يخض سوى مباراة دولية واحدة، فيما قدّم جان (22 عاماً) موسماً جيداً مع ليفربول الإنجليزى وخاض 6 مباريات دولية.
وبالنسبة لفرنسا، يعود إلى صفوف الزرق قلب الدفاع عادل رامى ولاعب الوسط نجولو كانتى بعد انتهاء إيقافهما، بيد أن الآداء الجيد الذى قدمه قلب الدفاع الشاب صامويل أومتيتى المنتقل حديثاً من أولمبيك ليون إلى برشلونة الإسبانى، فى مباراة أيسلندا، قد يدفع ديشامب لتركه فى التشكيلة الأساسية.
وقال مهاجم أرسنال الإنجليزى أوليفييه جيرو، صاحب ثلاثة أهداف حتى الآن: "نريد أن نكتب فصلاً جديداً فى تاريخ الكرة الفرنسية"، فيما عنونت صحيفة "ليكيب" الواسعة الانتشار: "متعطشون للثأر".
وقال نوير عن مهاجم فرنسا أوليفييه جيرو الذى سجّل آخر 3 مرات فى مرماه مع فرنسا أو فريقه أرسنال الإنجليزي: "هو لاعب صياد داخل منطقة الجزاء، قوى فى الهواء وخطير على مدافعى الوسط، لكننا نعرفه وسنكون مستعدين له".
ذكريات إشبيلية
لم يسامح الفرنسيون الألمان بشأن ما حصل فى نصف نهائى مونديال 1982حفلت المواجهة الحدث بكل شيء فى عالم المستديرة: أهداف استعراضية، التحامات بدنية قاسية، عودة دراماتيكية واحتكام المنتخبين إلى ركلات ترجيحية لتحديد هوية الفائز.
خلال المباراة تلقى البديل باتريك باتيستون كرة بينية وانفرد بالحارس شوماخر وسدد باتجاه المرمى، لكن الأخير صدمه بعنف عمداً، فوقع على الأرض دون أن يحرك ساكناً فى الوقت الذى لامست فيه الكرة القائم،تعرض باتيستون للإغماء ولم يحرك ساكناً، فظن زملاؤه بأنه توفّى وصرخ بلاتينى طالباً النجدة، فى الوقت الذى نهض فيه شوماخر ولم يكترث بما فعل وراح يلاعب الكرة، واضطر المدرب ميشيل هيدالجو إلى القيام بالتغيير الإضطرارى الثانى فأدخل كريستيان لوبى.
تقدمت فرنسا 3-1 لكن ألمانيا أدركت التعادل فى الوقت الإضافى وابتسمت لها ركلات الترجيح.
تاريخ مواجهات المنتخبين
التقى المنتخبان 27 مرة، ففازت فرنسا 12 مرة مقابل 9 لألمانيا و6 تعادلات، علماً بأن مواجهتهما الأخيرة كانت يوم الاعتداءات المشؤومة فى العاصمة الفرنسية فى نوفمبر الماضى ويوم ذاك فازت فرنسا 2-صفر بهدفى جيرو وأندريه- بيار جينياك.
والتقى الفريقان مرة وحيدة فى مرسيليا عام 1968 وتعادلا 1-1
وبحال مشاركة الفرنسى الشاب كينجسلى كومان، قد يواجه زملاءه فى بايرن ميونيخ نوير وبواتنج وجوشوا كيميش وجوتزه ومولر، فيما لن يواجه باتريس إيفرا وبول بوجبا زميلهما فى يوفنتوس الإيطالى سامى خضيرة لإصابة الأخير، على غرار الفرنسى أنطونى مارسيال وشفاينشتايجر لاعبى مانشستر يونايتد الإنجليزي، فيما سيتنافس الألمانى مسعود أوزيل مع زميليه فى أرسنال جيرو والمدافع لوران كوسيلينى.