أثارت الإجازة الأخيرة للرئيس الأمريكي جو بايدن التي استمرت 14 يوم جدلا واسعا، حيث أشارت إحصائية غير رسمية إلى أن بايدن فضي وقتا بعيدا عن البيت الأبيض أكثر من اسلافه الثلاثة المباشرين في نفس الفترة، مع الاخذ في الاعتبار الأوضاع التي تمر بها الولايات المتحدة من ارتفاع أسعار وأزمات في تكلفة المعيشة، بالإضافة إلى اقتراب انتخابات التجديد النصفي التي يسعى فيها الجمهوريين لاستعادة السيطرة على الكونجرس مرة أخرى.
سيختتم بايدن إجازة استمرت أسبوعين في منزله الشاطئي في ريهوبوث بيتش ، بولاية ديلاوير الأربعاء، بعد أن غادر الرئيس الامريكي وعائلته ، بما في ذلك الابن الأول هانتر بايدن، واشنطن في أحدث عطلة لهم في 10 أغسطس ، حيث أمضوا ما يقرب من أسبوع في قصر قيمته 20 مليون دولار في جزيرة كياوا الحصرية في ساوث كارولينا.
كما ذكرت صحيفة نيويورك بوست في وقت سابق من هذا الشهر أن العائلة الأولى أقامت في عقار من تسع غرف نوم على ساحل المحيط تملكه المتبرعة الديمقراطية ماريا ألوين، أرملة مؤسس صندوق التحوط جيمس ألوين، وقطع الرئيس إجازته ليوم واحد للعودة إلى البيت الأبيض في 16 أغسطس والتوقيع على قانون خفض التضخم.
وكانت هذه الزيارة هي التاسعة والأربعين لبايدن إلى الولاية الأولى منذ دخوله البيت الأبيض في يناير 2021 ورفع عدد الأيام التي قضاها في ولاية ديلاوير إلى 150 ، وفقًا لإحصاء غير رسمي لمارك كنولر مراسل سي بي إس نيوز الذي يحظى باحترام البيت الأبيض.
وأظهرت حصيلة كنولر أيضًا أن الرئيس السابق دونالد ترامب أمضى ما مجموعه 132 يومًا بين منتجع مارالاجو الذي زاره 17 مرة ، ونادي الجولف الخاص به في بيدمينستر، نيوجيرسي ، حيث سافر 13 مرة.
وكان الرئيس السابق باراك أوباما قضى ثمانية إجازات خلال ولايتيه التي استمرت 8 سنوات من ضمنها 38 يومًا في هاواي ومارثا فينيارد، وزار الرئيس السابق جورج دبليو بوش مزرعته في تكساس 14 مرة ، لمدة 100 يوم.
انتقدت اللجنة الوطنية للحزب الجمهوري بايدن خلال عطلة نهاية الأسبوع لقضاء إجازة طويلة في وقت يكافح فيه الأمريكيون لدفع فواتيرهم وسط أعلى معدل تضخم منذ 40 عامًا.
وقالت إيما فون المتحدثة باسم اللجنة الوطنية للحزب الجمهوري في بيان: "إلى أي مدى يمكن أن يكون جو بايدن بعيدًا عن اللمس؟ يقضي بايدن كل شهر أغسطس تقريبًا في إجازة بينما يضطر الأمريكيون إلى إلغاء سفرهم الصيفي بسبب التضخم التاريخي وارتفاع أسعار الغاز والركود على بايدن التوقف عن ركوب الطائرات من الشاطئ إلى الشاطئ والتركيز على حل الأزمات التي أحدثها".
وأشار الجمهوريون أيضًا إلى أن بايدن كان غائبًا في الذكرى الأولى لسقوط العاصمة الأفغانية كابول تحت سيطرة طالبان مرة اخري في 15 أغسطس العام الماضي بالتزامن مع انسحاب الجيش الأمريكي.
وفقا لصحيفة واشنطن بوست، إجازة بايدن التي استمرت 14 يوم ليست الأطول بين الرؤساء في ولايتهم الأولى، حيث أمضى ترامب 17 يومًا بعيدًا في بيدمينستر في أول أغسطس له بعد أن أصبح ساكن البيت الأبيض.
ودافع المتحدثون باسم كلا الرئيسين عن اجازاتهم ، مشيرين إلى أن المطالب الملحة للبيت الأبيض تتبع القائد العام أينما سافر.
وقال نائب السكرتير الصحفي للبيت الأبيض أندرو بيتس لصحيفة واشنطن إكزامينر أثناء إقامة بايدن في ساوث كارولينا: "الرئاسة هي وظيفة متواصلة يمكن للرؤساء القيام بها من أي مكان في العالم".
وأضاف: "يركز الرئيس بايدن باستمرار على الأرقام الأكثر أهمية للشعب الأمريكي: خفض التكاليف للعائلات ، مثل الأدوية الموصوفة والطاقة ، وتقليل العجز لمحاربة التضخم ، وخلق معظم الوظائف في أي عام في التاريخ الأمريكي ، وعضوية الناتو ، وإقرار قانون إصلاح الأسلحة الأكثر أهمية منذ ما يقرب من 30 عامًا".