شباب بلدنا "الأمين".. سائق بالبحيرة يعيد حقيبة بها 150 ألف جنيه لسيدة فقدتها بسيارته التاكسى.. رفض الحصول على مكافآت رغم ظروفه الصحية وديونه.. وائل فرفور: ربنا سترها معايا علشان ما يدخلش بيتى لقمة حرا

"المال الحلال عمره ما بيروح ..والحمد لله ربنا سترها معايا عشان ما يدخلش بيتى لقمه حرام".. بتلك الكلمات تحدث الشاب الأمين "وائل فرفور" سائق التاكسى بمدينة دمنهور بالبحيرة، والذى أصبح حديث مواقع التواصل الإجتماعي خلال الفترة الأخيرة بعد إعادته حقيبة بها مبلغ كبير يصل لـ150 ألف جنيه، بجانب أوراق هامة لأصحابها فور العثور عليها داخل سيارته الأجرة، فعلي الرغم من ظروفه المادية الصعبة وإصابته بعدة أمراض مزمنة إلا أنه لم يفكر لحظة بأن يقترب من مبلغ مالى فى حقيقة عثر عليها وقرر إعادتها لأصحابها، ورفض تماماً الحصول على أي مكافأة نظير أمانته. "انفراد" التقى السائق الأمين ابن البحيرة، "وائل فرفور" البالغ من العمر 37 سنة، والذي سرد بداية القصة بأنه أثناء توصيله سيدة برفقتها ابنتها بسيارته الأجرة، عثر بعد مغادرتهما على حقيبة بها أوراق هامة وفيزا بنكية ومبلغ مالي قدره 150 ألف جنيه، ولم يجد أي عنوان أو أوراق يستدل منها على أصحاب الحقيبة لإعادتها إليهم، قائلاً "فضلت ألف فى نفس مكان نزول الراكب فترة طويلة ومفيش فايدة، لدرجة إنى تعبت وقررت أسلم الشنطة لقسم الشرطة وهما يتصرفوا فيها بطريقتهم، لكن القدر كان معايا وظهرت الست وبنتها فى نفس المكان وهما بيدوروا عليها ومش مصدقين إنهم ممكن يلاقوها تانى". ويضيف سائق التاكسي الأمين وائل فرفور، الشهير بـ"أبو شمس"، أنه لم يفكر لحظة فى أن تمتد يديه للنقود رغم ظروفه المادية الصعبة وإصابته بعدة أمراض مزمنة، حيث يتلقى علاج فى الكبد منذ عامين وعليه ديون كثيرة جراء العلاج ومسيرته اليومية فى شرائه، قائلاً "الحمد الله نفسنا عفيفة وأهلى علمونى من صغرى الفرق بين الحلال والحرام، وبعلم عيالى كده إنهم ميضعفوش قدام المغريات طالما فيها شبهات". وأوضح وائل فرفور السائق الأمين، أنه لم يتوقع كل تلك الضجة على مواقع التواصل الإجتماعى بعد تلك الواقعة، موضحاً أنه لم يفكر إلا فى أصحاب الحقيبة وظروفهم بعد ضياع ذلك المبلغ الكبير منهم، مؤكداً أنه فوجئ بما حدث على صفحات السوشيال ميديا، قائلاً "أنا فوجئت اصلا من اللى حصل، أنا لما بعمل شئ بعمله لوجه الله ومش منتظر تقدير من أى حد، لكن بعد الواقعة دى حد من قرايب الست صاحبة الشنطة صورونى ونشروا الصور على الفيس، وبعد ساعات لقيت مظاهرة حب لشخصي أنا لا أستحقها لأنى أنا معملتش غير الواجب، وأى واحد سوى وعنده ضمير هيعمل أكتر منى لأن الدنيا لسه بخير والمال الحلال عمره مايروح". وأكد سائق البحيرة الأمين لـ"انفراد"، أن هذه الواقعة لم تكن الأولى التي يعثر فيها على نقود أو أشياء قيمة، وذلك بطبيعة عمله كسائق تاكسى فيوجد عدد كبير من الركاب ينسون حقائب وأمتعة خاصة بهم فى التاكسيات، وقبل تلك الواقعة بأيام كان هناك راكب برفقته وترك ظرف بداخله مبلغ 5 آلاف جنيه وظل يبحث عنه عدة أيام حتى وصل إليه وأعاد له النقود كاملة دون المساس بها، مشيراً إلى أنه لم يسعى إلى شهرة أو إكتساب تعاطف من الأهالى كما يروج البعض على السوشيال ميديا. مضيفا " أنا عمرى ما سعيت في عمل الخير لأى شهرة أو ربح مادى رغم ظروفى الصعبة، لدرجة إني رفضت أى مكافآت من أصحاب الأموال التى عثرت عليها فى التاكسى، لكن هتعمل إيه دى تصاريف القدر إللى ممكن يعرف الناس بشخصيتك علشان تكون رسالة للناس خاصة الشباب، ويشجعهم على عمل الخير دون أن ينتظروا أي مقابل".