أحلام كثيرة يتكرر فيها ربما بأشكال مختلفة لكن لونه الأبيض يظل هو السمة الواحدة التى تجتمع عليها كل الفتيات، تبدأ كل فتاة أن تحلم به فى صمت حتى تبلغ ويكون حلمها جهورى وتبدأ فى الحديث عن فستان الزفاف، ربما تكون علاقتها الأولى به من خلال مشهد لإحدى النجمات فى فيلم، أو فرح جيرانها أو إحدى قريباتها، تتوالى بعدها الأحلام حتى يدق قلبها البكر لأول مرة ويصبح ارتداء فستان الزفاف هو شغلها الشاغل وحلمها الذى لا يموت.
لحظة مميزة ورعشة تتملك القلب والجسد حيت تقع عين الفتاة وأمها على فستان ما يتخلا فيه ليلة العمر التى باتت قريبة، تبدأ الفتاة بقياسه فى "البروفة" فى أول نظرة حقيقية تتحسس فيها تفاصيله برفق وتبدأ بمزج الحلم بالواقع ولسان حالها "هل أشبه الأميرات"، ربما تكون إجابة الأم عبارة عن دمعة مخفية خلف ضحكة عريضة تظهر فى أول طلة لابنتها بفستان الزفاف، وعن هذه اللحظة كثير من الحكايات والتفاصيل التى لم تأت فى بال كثير من الفتيات.
منة أحمد صاحبة الـ26 عام تعمل بإحدى الأتيليهات وشاهدة على قصة حياة فستان وحكايته مع كثير من الفتيات تحكى عنها لـ"انفراد" وتقول "بقالى سنين شغالة فى الأتيليهات، وطبعا بيمر أمامى لحظات كتير حلوة أوى، بداية من دخول العروسة مع والدتها إلى المحل ومحاولة مساعدتها فى اختيار الموديل اللى يناسبها وأول مرة تقيس فيها البنت الفستان وطبعا الفصال فى السعر"، وأضافت "فى فستان بيكون هو ده موديل السنة، بس البنات مش بتكون مقتنعة بكدة، بتيجى كل واحدة منهن وتقولى أنا عاوزة حاجة مختلفة ومش تقليدية، وألاقيها تختار نفس الموديل، لكن بدايته بقى بتكون مع أول عروسة لبست الموديل ده أولاً لأنه بيتسمى على اسمها، وثانياً لأن سعر الفريست والسكند بيكون مختلف، إيجار الفريست بيبدأ من 2000 جنيه وممكن يوصل لحد 5000 جنيه، والسكند بيبدأ من 1500 وبيوصل لحد 3500 جنيه، وكل مرة جديدة بيتأجر فيها سعره بيقل، لأن بيكون اتهلك من كتر التنظيف والكى وأحياناً بنلاقى الفستان اللى كنا بنأجره بـ4000 جنيه وصل سعره لـ500 جنيه".
وعن سوق فساتين الزفاف تقول منة "ده بيزنس كبير جداً، فى كثير من الأوقات بتيجى شحنات من برة سواء من تركيا أو إسبانيا وإيطاليا ودول طبعا فى الأماكن الراقية أوى، لأن إيجارهم بيكون غالى جداً، ومعظم الفساتين كانت بتيجى من الصين ومن سوريا قبل الحرب هناك، ده غير بقى إن فيه فساتين البنات بتيجى تبيعها، لأن فى بنات بترفض فكرة الإيجار وبالتالى بتشترى فستان الزفاف بتاعها بتلبسه مرة وخلاص بيتركن وبيبيعوه لأتيليه يستفادوا بتمنه، بس طبعاً بيخسروا جامد، لأن لو البنت شارية الفستان بـ7000 جنيه مثلاً هتبيعه بـ3000 جنيه، والأتيليه هو الكسبان فى كل الحالات".
عن لحظات الدموع والفرح تحكى منة "أنا بشوف لحظات بكاء وحزن كتير جداً لما بتكون العروسة يتيمة أو هتتجوز غصب عنها، ودى بتبان من أول دخولها لأنها مش بتكون عاوزة تنقى حاجة، وبتشوف أوحش فستان وتاخده، وبيصعبوا عليا جداً، وعلى الصعيد الآخر فيه بقى لحظة الفرحة والزغاريط والبنت اللى بتصور الفستان عشان توريه لخطيبها، وساعات بتجيبه عشان يشوفه وببقى فرحانة معاهم جداً وساعات أنا اللى بزغرطلهم"، وأضافت "الغريب بقى إن فيه فستان واحد بيبقى شاهد على أكتر من 50 لحظة من دول لأنه بيتأجر كتير وبيبقى عليه الطلب، وفيه فستان تانى ببقى عارفة إنه نحس، كل ما واحدة تيجى تأجره تحصل حاجة يا إما الفرح يتأجل أو يتخانقوا ويسيبوا بعض خالص، وساعات كتير البنت بعد ما تنقيه أحاول أقنعها تشوف حاجة تانية وإن ده مش أحلى حاجة بس أهو بيبقى نصيبها".
وعن قوانين إيجار فستان الزفاف تحكى منة "أولاً لازم العروسة تدفع عربون، وتكتب وصل أمانة بسعر الفستان، وتمضى عليه هى أو حد من أهلها، وقبل الفرح بكام يوم أو وقت استلامه بتدفع باقى الفلوس وتسيبلنا بطاقتها الشخصية أو بطاقة حد من أهلها، ودلوقتى بقينا بنسلم لها الفستان يوم الحنة، لكن زمان كان لازم يوم الفرح، ولو الفرح اتأجل وعدى على وقت دفع العربون أسبوعين بناخد نصف العربون، لكن لو الفرح اتأجل أو اتلغى بعد الوقت المتفق عليه، بتدفع العروسة باقى إيجار الفستان وبيبقى راحت عليها الفلوس، عشان متخسرش المحل".