حالة من الذهول تعيشها الولايات المتحدة فى أعقاب هجوم مسلح أسود على عناصر الشرطة فى مدينة دالاس الأمريكية، خلال مظاهرة غاضبة بسبب ممارسات الشرطة الأمريكية ضد السود واستمرار قتلها للسود العزل.
واستمرت التظاهرات فى أنحاء الولايات المتحدة حتى منتصف ليل الجمعة بقيادة حركة "بلاك لايف ماترز" أو "حياة السود مهمة"، الحركة التى تأسست لمناهضة ممارسات الشرطة الأمريكية ضد السود بعد توالى حوادث القتل خلال السنوات القليلة الماضية.
وأكدت الحركة على حسابها بموقع تويتر أنها تدافع عن الكرامة والعدالة والحرية وليس عن القتل حيث أعربت عن رفضها لما قام به الشاب ميكا إكس جونسون، وهو جندى سابق فى الجيش الأمريكى خدم فى أفغانستان.
وبحسب شبكة "سى.إن.إن" الإخبارية فإنه على الرغم من تراجع أعداد الحشود المتظاهرة مع حلول مساء الجمعة، إلا أن عشرات المتظاهرين لا يزالوا ينتشرون فى شوارع مدن أتلانتا وفونيكس حتى الآن. وقال عمدة مدينة أتلانتا أنه تم القبض على نحو 10 متظاهرين حاولوا القيام بأعمال شغب.
وفى مدينة فيونيكس، تقع مواجهات بين الشرطة والمتظاهرين وقال شهود عيان لشبكة "سى.إن.إن" إن الشرطة إضطرت لاستخدام رذاذ الفلفل لتوقيف الغاضبين. ونقلت عن لورا جوميز، مراسلة صحيفة "إيه زد سينترال"، أن الشرطة تحاول إقناع المتظاهرين بمغادرة الشوارع.
وأضافت جوميز "أعتقد أن الشرطة تحاول إقناع الناس بالعودة إلى منازلهم. هناك طائرات هيلكوبتر تحلق بالأعلى لإبلاغ الناس بضرورة مغادرة الشارع لكن البعض لا يزال يملئه الغضب".
وتابعت أن الشرطة استخدمت رذاذ الفلفل مما تسبب فى حالة من الذعر والتشتت بين الحشود الذين حاولوا الهروب، فيما أن البعض فقد نظاراته وهواتفه".
وأشارت إلى أنه ليس من الواضح ما الذى دفع الشرطة لاستخدام رذاذ الفلفل.
وعلى الرغم من أن البيت الأبيض سارع لإبعاد علاقة المتهم بالإرهاب، معلنا أن المحققين خلصوا لعدم وجود أى علاقة للرجل بأى منظمة إرهابية، فإن شبكة "سى.إن.إن" لم تتردد فى وصف ما حدث فى دالاس بأنه إرهاب داخلى.
وقالت الشبكة الأمريكية فى تقرير مطول، السبت، أن مقتل خمسة من ضباط الشرطة برصاص مسلح هو تذكير على أن التطرف العنيف والإرهاب لا يتعلق بأيديولوجية واحدة.
وأضافت أن العنف السياسى له تاريخ طويل داخل الولايات المتحدة ولا يتعلق فقط بأولئك الرجال أتباع أسامة بن لادن أو غيره من التكفيريين الإسلاميين حول العالم.
وأشارت إلى أن الإرهاب بشكل عام هو عمل عنيف ضد مدنيين لأغراض سياسية. وتابعت أن قتل ضباط الشرطة البيض الذين يحرسون مظاهرة سلمية هو بالتأكيد يرقى لوصفه بالإرهاب، مثله مثل الطريقة التى قتل بها شاب أبيض متطرف أمريكيين سود داخل كنيسة.
وكان موقع ديلى بيست الأمريكى، كشف عن أن ميكا جونسون، كان أحد المؤيدين لمجموعة تدعو لقتل مسئولى الشرطة البيض فى أنحاء البلاد.
حيث كان جونسون واحد من 170 شخصا فقط تابعين لصفحة رابطة الدفاع عن الأمريكيين الأفارقة.
وكتب لى ميللير، مؤسس الرابطة بعد دقائق من الحادث "لا بديل لدينا! علينا أن نقتل رجال الشرطة البيض فى أنحاء البلاد!".
وأضاف "ندعو الروابط فى أنحاء البلاد! هاجموا كل شخص يرتدى أزرق ماعدا ساعى البريد، ما لم يكن يحمل أكثر من رسالة!".
وفى رد فعل أكثر وعيا، قام المئات من سكان دالاس بالإصطفاف فى ميدان "الشكر" وسط المدينة، لتحية أعضاء الشرطة الأمريكية من الرجال والنساء.
وبحسب وسائل إعلام أمريكية، فإن رئيس الشرطة ديفيد براون استقبل موجة من التصفيق العالى قبل أن يلقى كلمة خلال إجتماع للصلاة. وقام المئات من السود والبيض بالإصطفاف وتوجيه التحية والشكر لأعضاء الشرطة.
ودعا تريفون نوا، الإعلامى الأسود مقدم برنامج "ذا ديلى شو"، الذى كان يقدمه الإعلامى الشهير" جون ستيوارت، خلال حلقة مساء الجمعة، إلى عدم الإنحياز لطرف على حساب الأخر محذرا من الإنقسام. وقال إنه يمكن للمرء أن يكون مواليا للشرطة وللسود فى نفس الوقت.