لماذا تتهاون الدولة مع"بلطجية الكارتة"..شبيحة يسيطرون على مواقف السيارات بالمحافظات..سطوة المحافظين ذوى الخلفية الأمنية لم تمنع توغلهم..عمارات ومقاهى محصلة الإتاوات.. وتكسير السيارة عقوبة رافض الجباية

هل من المعقول أن الدولة لا ترى ما وصلت إليه الأحوال فى مواقف السيارات الأجرة فى جميع أنحاء الجمهورية؟، لا أعتقد، خاصة أن مواقع معظم هذه المواقف يكاد يكون ملاصقًا لنقاط أمنية.

بالرغم من أن جميعنا يشتكى من سوء تعامل أغلب سائقى السيارات "الميكروباص"، إلا أننا جميعًا تصدمنا نظرة الانكسار التى ترسم على وجه سائق السيارة الأجرة وهو يدفع الإتاوة للبلطجية فى المواقف.

الجميع يعرف ما يسمى بـ"الكارتة"، تلك الرسوم التى تجمعها المحليات لتطوير المواقف التى لم تطور منذ عقود مضت، ولكن عندما بدأت المحليات فرض الكارتة كان المكلف بجمعها شخص يبدو محترمًا يرتدى ملابس تدل على أنه ينتمى لقطاع موظفى الدولة، ذلك الشخص الذى لم يعد موجودًا فى المواقف فى الوقت الحالى، ليحل محله شخص يرتدى ملابس شبيحة أشبه ما يكون بشخصية "سيد سبرتو" فى فيلم شمس الزناتى إلا أنه حاملا لنبوت "جعيدى"، اتخذ من بعض "الشمامين" ومتعاطى الحشيش والبانجو أعوانًا ليزيد بطشه وقوته وسيطرته بالقوة على السائقين الذين يدفعون دون نقاش، خاصة أن من يناقش تهشم سيارته وربما يشوه وجهه.

بالرغم من كونى استعرت أسماء شخصيات من أفلام سينمائية، إلا أن المشاهد التى أوصفها ليست مشاهد مختلقة، فقد رأيتها بأم عينى، خاصة أننى استقل سيارات أجرة من أحد مواقف محافظة الجيزة إلى عملى، كل يوم أشاهد البلطجية يكسرون عيون السائقين لدفع إتاوة تتخفى فى كونها كارتة، حاملين للشوم والأسلحة البيضاء، بالرغم من كون الموقف على بُعد خطوات من إحدى إدارات المرور.

ليس هذا فحسب، بل إن السائق الذى يرفض دفع الجباية أو يتباطأ فى تنفيذ أمر من أوامر "المعلم" يكسر له فانوس سيارته أو إحدى المرايات أو الاثنتين معًا، وإن حاول أن يظهر رجولته ويعلن رفضه للوضع القائم تكسر سيارته بالكامل، وربما يتبرع أحد "صبيان البلطجى" بإظهار "مطواة" وتشويه وجه السائق.. هذا ليس مشهدًا من مسلسل الأسطورة بل إنه ما رأيته بنفسى.

وبحديثى مع سائق بعد دفعه لـ"الفردة"، أكد أنه يدفع ما يطلبونه فى كل مرة يخرج فيها محملًا بالركاب من الموقف خوفًا على سيارته وحياته، كاشفًا أن البلطجية يجمعون أموالًا منهم يوميًا جعلتهم يملكون مقاهى وعقارات تكاد ترقى لأبراج فى مناطق مثل فيصل والهرم.

المشهد ليس حصريًا فى بولاق أو إمبابة أو غيرها من مواقف القاهرة والجيزة، بل إنه يتكرر فى جميع مواقف الجمهورية، وكثير منا لديه ألف قصه لمشاهد بلطجة حدثت فى حضرته.

ورغم وجود محافظين ذوى خلفية أمنية فى عدد من المحافظات، وعلى رأسها الجيزة، إلا أن ذلك لم يحد من توغل البلطجة فى مواقف الأجرة التى تكاد تكون ملتصقة بنقاط أمنية، ما يجعلنا نتساءل، لماذا رغم أن الكثيرين تحدثوا عن بلطجة جامعى الإتاوة المقنعة بالكارتة فى المواقف إلا أن الدولة لا تتحرك لردعهم.. هل أصبح مقدرًا لنا نحن الذين لا نريد إهانة فى المواصلات أن نسمع ونرى هؤلاء الأشخاص يمارسون البلطجة فى القول والفعل أمام أعيننا؟.






الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;