يصل وزير الخارجية سامح شكرى إلى إسرائيل فى أول زيارة لمسئول مصرى منذ تسع سنوات، وتأتى الزيارة فى إطار الجهود التى تبذلها مصر لإحياء عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين لنزع فتيل الأزمة بين الجانبين، وتأتى زيارة شكرى استكمالا للاتصالات والمشاورات التى تجريها الدبلوماسية المصرية مع عدد من الدول الإقليمية والدولية لإحياء مفاوضات السلام بين الجانبين عقب المبادرة التى طرحها الرئيس عبد الفتاح السيسى منتصف مايو الماضى لتحريك المياه الراكدة.
وتقود مصر جهود مكثفة منذ إطلاق مبادرة الرئيس السيسي لإحياء عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين والتى أعقبها استقبال الرئيس لوزير الخارجية جون كيرى بحضور سامح شكرى السفير الأمريكى فى القاهرة لبحث عملية إحياء مفاوضات السلام فى الشرق الأوسط، بحث الرئيس مع كيرى الجهود الدولية الرامية إلى إحياء عملية السلام بين الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى، حيث أشاد كيرى بالدعوة التى أطلقها السيسي إلى الفلسطينيين والإسرائيليين لإعادة إحياء عملية السلام.
وطالب السيسي فى كلمته أثناء افتتاح مشروع محطة كهرباء غرب أسيوط منتصف مايو الماضى الفصائل الفلسطينية المختلفة بالاتحاد من أجل إيجاد حل للقضية الفلسطينية، كما طالب القيادة فى إسرائيل والأحزاب هناك باغتنام الفرصة لإقامة سلام شامل.
وأعلنت وزارة الخارجية فى بيان صحفى، أن شكرى سيتوجه اليوم إلى إسرائيل فى زيارة هامة تستهدف توجيه دفعة لعملية السلام الفلسطينية-الإسرائيلية، بالإضافة إلى مناقشة عدد من الملفات المتعلقة بالجوانب السياسية فى العلاقات الثنائية والأوضاع الإقليمية.
وصرح المستشار أحمد أبو زيد المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية، بأن زيارة شكرى إلى إسرائيل تأتى فى توقيت هام، بعد الدعوة التى أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي للجانبين الفلسطينى والإسرائيلى بأهمية التوصل إلى حل شامل وعادل للقضية الفلسطينية، يحقق حلم إنشاء الدولة الفلسطينية المستقلة، والسلام والأمن لإسرائيل، وعقب الزيارة التى قام بها وزير الخارجية إلى رام الله يوم 29 يونيو الماضى، وانعقاد المؤتمر الوزارى الخاص بعملية السلام فى باريس فى الثالث من يونيو، وصدور تقرير الرباعية الدولية، وسط جهود إقليمية ودولية تستهدف تشجيع الطرفين الفلسطينى والإسرائيلى على استئناف المفاوضات، وتوجيه دفعة لعملية السلام من خلال إعادة وضع القضية الفلسطينية فى بؤرة الاهتمام الدولى بعد فترة من الجمود.
وأضاف المتحدث باسم الخارجية، أن شكرى سيجرى محادثات مطولة خلال الزيارة مع رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو من شأنها تناول العديد من الملفات المرتبطة بالجوانب السياسية فى العلاقات الثنائية والأوضاع الإقليمية، مع التركيز على القضية الفلسطينية وكيفية تفعيل مقررات الشرعية الدولية والاتفاقيات والتفاهمات التى سبق أن توصل إليها طرفى النزاع ووضع أسس ومحددات لتعزيز بناء الثقة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، تمهيدا لخلق بيئة مواتية داعمة لاستئناف المفاوضات المباشرة بينهما بهدف الوصول إلى حل شامل وعادل ينهى الصراع ويحقق هدف إنشاء الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
ونوه المتحدث باسم الخارجية، إلى أن الدعوة التى أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي مؤخرا إلى الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى بأهمية اغتنام الفرصة والاستفادة من تجارب السلام السابقة فى المنطقة لوضع حد للصراع الفلسطينى/ الإسرائيلى، قد اسهمت فى تحريك المياه الراكدة وتنشيط الجهود الإقليمية والدولية، بشكل بات يمثل فرصة مواتية أمام الطرفين، لإطلاق الإرادة السياسية الجادة لإنهاء الصراع وتحقيق السلام على أسس العدل والقانون ومقررات الشرعية الدولية.
ومن المنتظر أن يحمل شكرى لإسرائيل مقترحات مصرية لحل القضية الفلسطينية والتأكيد على ضرورة انجاح المبادرة الفرنسية ومبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسي لدفع عملية السلام فى المنطقة، وتشجيع الفلسطينيين والإسرائيليين على اتخاذ خطوات جادة لإحلال السلام والاستقرار فى المنطقة.
بدوره رحب رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو بزيارة وزير الخارجية سامح شكرى لإسرائيل والتى تستهدف توجيه دفعة لعملية السلام الفلسطينية- الإسرائيلية.
ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن نتنياهو قوله فى مستهل الجلسة الأسبوعية لحكومته صباح اليوم: " يسرنى أن أحيطكم علما أن وزير الخارجية المصرى سامح شكرى سيصل إسرائيل اليوم وسألتقى معه بعد ظهر اليوم ومرة أخرى هذا المساء".
وأضاف "يصل وزير الخارجية المصرى بتعليمات من الرئيس المصرى ونحن نرحب به". مشيرا إلى أن آخر زيارة لوزير خارجية مصرى إلى إسرائيل كانت فى عام 2007.
وأكد وزير الخارجية سامح شكرى خلال زيارته الأخيرة لمدينة رام الله "أنه لا توجه لتعديل المبادرة العربية للسلام مع إسرائيل"، موضحا أن فلسطين وباقى الدول العربية فى مشاورات مستمرة لاختيار الوقت المناسب للتحرك من جديد فى مجلس الأمن لاستصدار قرار يقضى بوقف كامل للاستيطان الإسرائيلى فى الأرض الفلسطينية المحتلة.
وجدد شكرى دعم مصر للمبادرة الفرنسية منذ إطلاقها، مشددا على أن مصر كانت فى تنسيق وثيق مع فرنسا لبلورة المبادرة مرورا بالإعداد للاجتماع الوزارى الذى عقد فى باريس الشهر الماضى، وحاليا للإعداد للمؤتمر الدولى الخاص بالقضية الفلسطينية.