ينتظر والدا الشاب البريطانى المعروف إعلاميًا "بالجهادى جاك" المحاكمة لمحاولتهما إرسال المال إلى ابنهما فى سوريا، والذى يُعتقد أنه من أوائل البريطانيين البيض الذين التحقوا بداعش، بحسب تقرير للديلى ميل اليوم الأحد.
ونقلت الصحيفة البريطانية عن القاضى الذى أطلق سراحهما على ذمة القضية قوله إن الأب جون ليتس عالم النباتات ذو الـ55 عامًا وزوجته سالى لين محررة الكتب ذات الـ54 عاما شخصين غاية فى الاحترام انتهيا إلى السجن بسبب حبهما لابنهما.
ويقول الأبوان إن حساب ابنهما على فيس بوك مُخترق، إذا ظهرت عليه تعليقات تسخر ممن حزنوا على ضحايا هجمات باريس الأخيرة وتمدح مقتل جنود بريطانيين، كما يصران على أنه لا دليل على أن ابنهما "إرهابى".
من طفل موهوب لمريض نفسى
كان جاك الطفل نابغًا فى الإنجليزية والمسرح والموسيقى وكان دائمًا يقوم بالأدوار الرئيسية فى المسرحيات بالمرحلة الابتدائية، وكان يعيش مع أسرته التى تنتمى إلى الطبقة المتوسطة فى جراندبونت بوسط أوكسفورد، والتى يُقال إن بها أعلى نسبة من الحاصلين على الدكتوراه فى إنجلترا، بحسب الديلى ميل.
قالت سالى للصحيفة إن الأسرة لطالما كانت مهتمان بالسياسة، وإن أول مظاهرة يسير بها جاك كانت وهو فى السابعة فى لندن ضد غزو العراق، وإنه "يمكن القول الآن إنه ضحية أخرى من ضحايا سياسة تونى بلير الخارجية".
ولكن فى مرحلة الثانوية العامة ظهرت أعراض الأمراض النفسية على جاك وتم تشخيصه باضطراب الوسواس القهرى ومتلازمة توريت، وهو خلل عصبى يصاحبه حركات وأصوات عصبية متكررة.
وكان لجاك أصدقاء مسلمين بالمدرسة، وفى سن الـ16 التحق بمجموعة تقيم الصلاة بمنازل أعضائها وكان اعتناقه للإسلام يعطيه دعمًا نفسيًا لأنه كان يمر بوقت عصيب بسبب الوسواس القهرى، بحسب تصريحات أمه للديلى ميل.
وقالت سالى إن ابنها تعلم العربية فى 6 أشهر وكان يدرس الصلوات والطقوس الإسلامية بشكل مكثف لأنه كان يريد أن يكون "مسلمًا مثاليًا"، ومع الحرب فى سوريا قال إنه يريد مساعدة اللاجئين والسفر إلى الأردن والإقامة مع صديق له من أوكسفورد.
وهكذا ودع الأبوان جاك فى 26 مايو 2014 على أساس أنه سيعود بعد 10 أيام، ولكنه لم يعد منذ ذلك الحين.
وفى الأردن، قال جاك لأبويه إنه سيذهب للكويت فى شهر أغسطس لتحسين لغته العربية، فأرسل له أبويه مالًا للدروس والمعيشة، وفجأة فى 2 سبتمبر اتصل بهما على خط مشوش ليعلن أنه فى سوريا.
جاك "جائع وبردان" ويتمنى لقاء أبويه فى الجنة
وبعدما سافر جاك لسوريا، قال أحد أصدقاء جاك المسلمين لجون وسالى إن صوماليًا يذهب لمسجد أوكسفورد ويدعى عبد الله أقنع جاك بالتطرف، وعندما واجها عبد الله نفى أنه قام "بغسيل مخ" لابنهما أو أنه يدعم الإرهاب.
ومنذ ذلك الحين أصبح الاتصال بولديهما متقطعا وغالبًا من خلال الإنترنت. ونفى أنه أنجب طفلًا وأصبح اسمه "أبو محمد"، ولكن يقول الوالدان إنه تزوج من عراقية.
ولأن جاك قال لأبويه إنه يشعر بالبرد والجوع، سألا الشرطة إذا ما كان بإماكنهما إرسال المال إلى ابنهما، وقد سمحت لهما الشرطة بذلك بادئ الأمر ثم سحبت الإذن، ولكن الأبوين قررا إرسال المال على أية حال، وقالت سالى "إن حياة جاك كانت أهم من المخاطرة، وقررنا أن نفعل ما يمكننا فعله لإنقاذ ابننا".
ولكن جاك قال لهما إن المال لم يصل، وبعدها بأيام قليلة اقتحمت الشرطة منزلها فى 5 يناير 2015، ووقع الأبوان تحت طائلة القانون بتهمة جمع الأموال لصالح الإرهاب.
أما جاك، فقد قال أبوه جون إنه عمل فى تدريس اللغة الإنجليزية وعمل فى مستشفى، وطلب من أبويه أن يعتنقا الإسلام، متمنيًا أن يقابلهما يومًا ما فى الجنة.
وكان قد نشر بيانًا على فيس بوك يؤكد فيه إيمانه بالله ويقسم أنه يحب والديه.