غادر وزير الخارجية المصرى سامح شكرى، إسرائيل عائدا إلى القاهرة بعد زيارة استغرقت يوم واحد ، التقى فيها برئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو وناقش معه العديد من الملفات فى مقدمتها القضية الفلسطينية وإعادة احياء عملية السلام من جديد مع الفلسطينيين.
وقال الوزير سامح شكرى فى المؤتمر الصحفى المشترك مع نتنياهو، أن إن الزيارة التى يقوم بها إلى إسرائيل، تأتى فى توقيت هام وحرج تمر به منطقة الشرق الأوسط، فيما بين صراع "فلسطينى-إسرائيلى" امتد لما يزيد عن نصف قرن راح ضحيته الآلاف، وتحطمت على جداره طموحات وآمال الملايين من أبناء الشعب الفلسطينى فى إقامة دولته المستقلة وفقاً لحدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وطموحات الملايين من أبناء الشعب الإسرائيلى فى العيش فى أمان واستقرار وسلام.
وأوضح شكرى، إن الزيارة التى يقوم بها لإسرائيل تأتى فى إطار جهد مصرى نابع من شعور بالمسئولية تجاه تحقيق السلام لنفسها وجميع شعوب المنطقة، ولاسيما الشعبين الفلسطينى والإسرائيلى بعد معاناة لسنوات طويلة من جراء امتداد هذا الصراع الدموى البغيض، تأتى الزيارة فى إطار الرؤية التى عبر عنها الرئيس عبد الفتاح السيسى فى السابع عشر من مايو الماضى لتحقيق سلام شامل وعادل بين الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى، ووضع حد نهائى لهذا الصراع الطويل، وهذا الإنجاز إذا تحقق سيكون له أثار إيجابية على منطقة الشرق الأوسط، واستعداد مصر للإسهام بفاعلية فى تحقيق هذا الهدف استناداً إلى تجربتها التاريخية فى تحقيق السلام والثقة التى تحظى بها كداعمة للاستقرار ونصير لمبادئ العدالة.
نتنياهو يرحب بمبادرة الرئيس السيسى ويطلب من مصر المساعدة
ومن جانبه قال رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، أن رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو رحب بعرض الرئيس عبد الفتاح السيسى من أجل المضى قدماً فى عملية السلام بالشرق الأوسط، قائلاً: "من المهم أن يكون هناك استقرارا شاملاً".
وطالب رئيس الوزراء الإسرائيلى، المواطنين الفلسطينيين باتباع نموذج خاص لتحقيق السلام، لافتًا إلى أن هذه هى الطريقة الوحيدة لتخطى المشكلات الموجودة بين الجانبين من أجل تحقيق السلام القائم على البلدتين.
وأضاف بنيامين نتنياهو، أنه يدعو للقاء يجمعه بالمسئولين الفلسطينيين فى إطار مفاوضات مباشرة مع الجانب الفلسطينى وهو الطريق الوحيد من أجل التعامل مع مسألة حل الدولتين لتحقيق السلام، طالبا وساطة مصرية فيما يتعلق بإطلاق سراح الجنود الإسرائيليين فى قطاع غزة خلال الحرب الأخيرة فى عام 2014 ، وذلك خلال لقاءه بوزير الخارجية المصرى سامح شكرى الذى اختتم قبل قليل.
ودعا نتنياهو، مصر المساعدة من أجل إعادة المفقودين والاسرى من الجيش الإسرائيلى فى قطاع غزة ، ورد الوزير شكرى ردا ايجابيا على هذا الطلب.
شكرى لم يلتقى ليبرمان
وعلى الرغم من زيارة وزير الخارجية سامح شكرى، لإسرائيل ولقائه رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو بمكتبه فى القدس، إلا أن شكرى لا يزال متمسكا بموقف مصر الرافض لعقد أى لقاء مع وزير الدفاع الإسرائيلى أفيجدور ليبرمان والذى هدد بضرب السد العالى فى عام 2002 وصاحب الأراء المتطرفة فى الحكومة الإسرائيلية .
ولم تشير وسائل الاعلام الإسرائيلية من قريب أو من بعيد إلى عقد لقاء بين شكرى وليبرمان خلال زيارة وزير الخارجية المصرى لإسرائيل رغم كون وزير الدفاع الإسرائيلى مسئول ايضا عن اتمام المفاوضات مع الفلسطينيين وعضو بالمجلس الأمنى المصغر الكابينت الذى يتخذ أهم الأجراءات والقرارات الهامة فى إسرائيل .
وكان" ليبرمان" الذى عين وزيرا للدفاع فى شهر مايو الماضى قد أدلى بتصريحات فى عام 2002 بأنه يدعو لضرب السد العالى المصرى ردا على دعم مصر للانتفاضة الفلسطينية التى اندلعت فى عام 2000 ردا على اقتحام رئيس وزراء إسرائيل الأسبق ارائيل شارون للمسجد الأقصى .
وفى عام 2008 أدلى "ليبرمان" بتصريحات من على منصة الكنيست هاجم فيها الرئيس المصرى الأسبق حسنى مبارك لكونه لا يزور إسرائيل بينما يقوم المسئوليين الإسرائيليين بزيارة مصر ويلتقون مبارك حيث قال :" إذا لم يأتى مبارك ها هنا فليذهب إذا للجحيم".
استقبال حافل ومأدبة عشاء لشكرى
وعقب انتهاء المؤتمر الصحفى المشترك وجلسة المباحثات بين نتنياهو وشكرى ، اقام رئيس الوزراء الإسرائيلى مأدبة عشاء على شرف وزير الخارجية المصرى ، حيث نشر المتحدث الرسمى بأسم الحكومة الإسرائيلية أوفير جندلمان صورا تجمع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وسامح شكري فى مقر رئاسة الوزراء بالقدس فى حضور سارة نتنياهو وقام شكرى بالتجول فى المقر ودون كلمة فى سجل كبار الزوار بعدها شاهدا معا مباراة كرة القدم فى نهائى اليورو التى جمعت منتخب فرنسا ونظيره البرتغالى .
ليفنى ترحب بزيارة شكرى
ومن جانبها ، قالت النائبة بالكنيست الإسرائيلى تسيفى ليفنى عن حزب كتلة المعسكر الصهيونى المعارض أن زيارة الوزير سامح شكرى لإسرائيل هامة ومرغوب فيها ، مضيفة أن العلاقات مع الدول العربية المعتدلة بشكل عام ومع مصر بصفة خاصة كنز استراتيجى.
وأضافت " ليفنى" فى تصريحات لموقع " واللا" الإسرائيلى أن العلاقات مع الدول العربية المعتدلة مرتبط بشكل مباشر مع ما تجريه إسرائيل فيما يتعلق بالصراع مع الفلسطينين، موضحة أن أخر لقاء جمعها كان مع الوزير أحمد أبو الغيط عندما كانت تتولى منصب وزيرة للخارجية.
وأوضحت ليفنى أنه ينبغى على القيادة الاسرائيلية تقديم ثمنا سياسيا من أجل دفع المفاوضات مع الفلسطينيين وتغيير الواقع ،وبهذه الطريقة يتم توطيد العلاقات مع دول المنطقة .