رغم وعود قيادات جماعة الإخوان بالانتهاء من إجراء الانتخابات الداخلية للجماعة ، قبل نهاية شهر يونيو الماضى، إلا أن التنظيم لم يشهد أى انتخابات داخلية سوى فى محافظتى الإسكندرية والشرقية فقط، بالإضافة إلى مكتب شورى المجاعة فى إسطنبول بتركيا، وفشلت باقى المكاتب الإدارية فى إجراء الانتخابات الداخلية فى الموعد الذى حددته اللجنة، فيما تبادل أطراف الصراع داخل الجماعة الاتهامات حول أسباب فشل التنظيم فى إجراء انتخاباته الداخلية.
فى البداية كشف عز الدين دويدار، القيادى الإخوانى، أن محمد عبد الرحمن المرسي، رئيس اللجنة الادارية العليا الجديدة للجماعة، أجرى جولات نهاية الأسبوع الماضى مع عدد من مكاتب الإدارية بالمحافظات، لمطالبتهم بعدم البدء فى إجراء أى انتخابات تكميلية للتنظيم والاعتراف بالقيادات الحالية للجماعة.
القيادات الحالية للجماعة تحارب مفهوم التغير
واعترف قيادى بجماعة الإخوان، بأن القيادات الحالية للجماعة تحارب مفهوم تغير الجماعة، مشيرا إلى أن هناك مجموعة كوادر أصبحت تقاوم تصعيد قيادة جديدة للتنظيم.
وقال عز الدين دويدار، القيادى بجماعة الإخوان، فى تدوينة له عبر صفحته على "فيس بوك" إن أكبر خطيئة للقيادات التاريخية أنها نزعت من نفوس الصف ثقته بنفسه وأوهمته أنه غير قادر على إنتاج بديل لهم، وأن القيادات التاريخية "ربانية ملهمة حكيمة بدرجة غير قابلة للتعويض مهما ضربهم السن والعجز".
وتابع:" لسنوات علموا الصف جلد واتهام الذات وتبرئة القيادة وتنزيهها حتى وصلنا لمرحلة أن البعض يجلد الشباب ويتهمهم بالفشل رغم كل تضحياتهم وثباتهم، وقبل أن يأخذوا فرصة ليمارسوا تجربتهم فى القيادة حتى وصلنا لمرحلة أن جزء من الصف يقاوم بشدة فكرة أن تخرج من بين صفوفه قيادة جديدة، ويتهم أى منادى بالتغيير بأنه ينازع القيادة على مقاعدها التى استحقوها بماضيهم وملكوها لعقود حتى يورثوها لمن يختارونهم هم بلا دور حقيقى للصف فى اختيار قيادته".
تبادل الاتهامات بين القيادات
ومن جانبه اتهم البدراوى ناصف، القيادى الإخوانى ، جبهة اللجنة الإدارية العليا القديمة، وقيادات التنظيم بالخارج، بأنهما السبب فى تأخر إجراء الانتخابات التكميلية، وعدم الانتهاء منها حتى الآن.
وأضاف القيادى الإخوانى ، فى تدوينه له عبر صفحته الرسمية على "فيس بوك":"قيادات إخوان الخارج سعوا لتدشين كيانات وهمية تابعة للجماعة بزعم إجراء انتخابات داخلية، ولكن اكتشف القواعد فيما بعد كذب هذه الكيانات".
من جانبه قال هشام النجار، الباحث الإسلامى، إن هناك مماطلة بشأن إجراء انتخابات داخلية للجماعة، حتى تتضح الأمور بشأن عدة ملفات على رأسها ما تردد حول التقارب التركى المصرى وبوادر تحسين العلاقات بين البلدين، وملف أحكام القضاء بشأن القيادات ومصيرها أمام النقض وكذلك ملف حالة المرشد الصحية .
وأضاف فى تصريح لـ"انفراد" أن هذه الملفات من شأنها ترجيح كفة تيار على آخر ورموزه فى الانتخابات سواء بالإيجاب أو السلب، ولذلك تتم المماطلة لتحقيق المصلحة المرجوة على ضوء نتائجها النهائية.
انتخابات صورية
وفى السياق ذاته قال طارق البشبيشى، القيادى السابق بجماعة الإخوان، إن سبب تأخر التنظيم فى إجراء انتخابات الداخلية هو معاناة التنظيم الإخوانى من الملاحقات الأمنية وسجن الكثير من كوادره، وخوف أعضائه الذين لم يسجنوا من القبض عليهم.
وأضاف فى تصريح لـ"انفراد" أنه فى تاريخ التنظيم أوقات للصدام الشديد مع أنظمة الحكم يسميها الإخوان أوقات المحنة وما يمرون الآن بزمن ما يسمى المحنة، لذلك الأمور ليست طبيعية بالنسبة للتنظيم حتى يجرى انتخابات يفترض أن تجرى فى أوقات هدوء واستقرار وأمان لهم.
وتابع: "بصورة عامة الانتخابات داخل التنظيم صورية أكثر منها حقيقية، ويتم اختيار من سينتخبون القيادات بعناية من الموالين لقيادة التنظيم بشدة، التنظيم الآن همه الوحيد أن يمتص هذه الضربات ولا يتفكك".
بالفيديو.. وجدى غنيم يفتى: من يسمع أغنية تسلم الايادى "مرتد"