يزداد العنف الذى يستهدف السياسيين فى الولايات المتحدة، بوتيرة كبيرة منذ أحادث اقتحام الكونجرس العام الماضى، حتى أن إحدى المشرعين قالت إنها لن تتفاجأ لو قُتل أحدهم.
قالت صحيفة نيويورك تايمز إن أعضاء الكونجرس الأمريكي من كلا الحزبين، الديمقراطى والجمهورى، يتعرضون لزيادة فى التهديدات والمواجهات فى الوقت الذى تحول فيه صعود الخطاب السياسى العنيف بشكل متزايد إلى ترهيب شخصى.
وأشارت الصحيفة، إلى أن الأشهر التي تلت اقتحام مبنى الكونجرس فى يناير 2021، والذى وضع المشرعين ونائب الرئيس فى مواجهة مثيرى الشغب الذين هددوا حياتهم، واجه الديمقراطيون والجمهوريون المطاردات والزيارات المسلحة لمنازلهم والتخريب والاعتداءات.
وأوضحت نيويورك تايمز، أن هذا جزءا من اتجاها مروعا يخشى كثيرون أنه يزداد فى الوقت الذى يكثف فيه النواب حملاتهم للقاء مع الناخبين حول البلاد قبل إجراء الانتخابات النصفية الشهر المقبل.
ورصدت الصحيفة بعض حوادث العنف ضد النواب، منها قيام زائر مجهول بكسر زجاج نافذة منزل السيناتور سوزان كولينز. وفى سياتل، أرسل رجل رسالة غاضبة للنائبة براميلا جايابال، وظهر مرارا أمام منزلها مسلحا بسلاح يدوى شبه آلى ووجه إليها تهديدات.
وقالت النائبة الجمهورية كولينز، التي تقضى فترتها الخامسة كعضو بالكونجرس، إنه لن تتفاجأ لو أن سيناتور أو عضوا بمجلس النواب قُتل، فما بدأ بمكالمات هاتفية مسيئة يترجم الآن إلى تهديدات نشطة من العنف، والعنف الحقيقى".. وتابعت الصحيفة قائلة إنه فى السنوات الخمس التي تلت انتخاب الرئيس السابق دونالد ترامب فى 2016، بعد حملة شهدت مستوى ملحوظا من اللغة العنيفة، فإن عدد التهديدات المسجلة ضد أعضاء الكونجرس زادت أكثر من عشر أضعاف، لتصل إلى 9625 فى عام 2021، وفقا لأرقام شرطة الكابيتول، والمسئول عن حماية الكونجرس.
وفى الربع الأول من 2022، أحدث فترة متاحة بيانتها، فتحت شرطة الكابيتول 1820 قضية. ولو كان هناك أي دروس تاريخية مستفادة، فإن تلك الوتيرة ستزداد على الأرجح فى الأسابيع القادمة مع اقتراب الانتخابات.
وعلى الرغم من سيل التهديدات، إلا أن عددا قليلا فقط من القضايا يسفر عن اعتقالات. وقال متحدث باسم شرطة الكابيتول إن الضباط قد أجروا عدة عشرات من الاعتقالات، إلا أن أقل من 100 فقط كانت ردا على التهديدات ضد الأعضاء الكونجرس على مدار الأسابيع الثلاثة الأخيرة، مضيفا أن الأغلبية تأتى من أشخاص لديهم أمراض عقلية، والذين لا يعتقد أنهم يمثلون خطرا وشكيا.
وقال تيم باربر، المتحدث باسم شرطة الكابيتول إن الهدف هو وقف تصعيد هذا السلوك، ففى أغلب الوقت، ربما يكون علاج الصحة العقلية أكثر نجاحا من السجن من أجل إبقاء الجميع فى أمان. وعندما لانعتقد أن الوضع هكذا، أو أن التهديد جدى ووشيك، نقوم باعتقالات.
وفى مراجعة أجرتها صحيفة نيويورك تايمز هذا العام للتهديدات التي أسفرت عن توجيه اتهامات، فإن أكثر من الثلث كانت من قبل أفراد جمهوريين أو مؤيدين لترامب ضد الديمقراطيين أو الجمهوريين الذين يعتبرونهم ليس لديهم ولاء كاف للرئيس السابق، ونحو ربعهم كانوا ديمقراطيين يستهدفون الجمهوريين. وفى قضايا أهرى، لم يتم تحديد الانتماء الحزبى.
وأصبحت المخاوف الأمنية، أكثر إلحاحا حتى أن الكثير من أعضاء الكونجرس يلجأون حساباتهم الرسمية أو الخاصة بحملاتهم الانتخابية من أجل حماية أنفسهم، وأنفقوا أكثر من 6 مليون دولار على الأمن منذ بداية العام الماضى، وفقا لتحليل أجرته التايمز لتمويل الحملات الانتخابية وبيانات الكونجرس.
وتشير البيانات إلى أن التهديدات أكثر حدة ضد النواب الملونيين من اليود والآسيويين واللاتينيين والأمريكيين الأصليين، الذين ينفقون أكثر من أقرانهم على الأمن بمعدل أكثر من 17.500 فى المتوسط.