وجه الشيخ عبدالله جهامة، شيخ مشايخ سيناء رئيس جمعية مجاهدى سيناء التحية لأرواح الشهداء، الذين لولا تضحياتهم ما كنا نحتفل اليوم بالذكرى الـ49 لانتصارات أكتوبر على حد وصفه، موجها التحية للقائد العام الفريق أول محمد زكى والقائد الأعلى الرئيس عبدالفتاح السيسى.
أشار الشيخ عبدالله جهامة فى حواره لتليفزيون «انفراد»، والذى يذاع اليوم الخميس، ألى أنه لولا القوات المسلحة الباسلة، ما كان نصر أكتوبر ولولا الشعب المصرى العظيم، الذى وقف مع الجيش ما كان النصر.
أضاف: «إنه انتصار غير عادى لأن إسرائيل أوهمت العالم، أننا لن نتجاوز خط بارليف، والحمد لله المقاتل المصرى، الذى كان يحمل غلا بداخله ضد العدو بعد هزيمة 5 يونيو 1967، هزم إسرائيل فى ساعات معدودة».
وتابع جهامه: إن النصر أعاد سيناء وأعاد العزة والكرامة لنا، وللشعب المصرى عامة، وللعرب بفضل الله.
وحول دور المجاهدين وأبناء سيناء قبل النصر، وما فعلوه ضد العدو خلال فترة الاستنزاف، أكد أن 5 يونيو كانت حربا غير متكافئة تماما، والعدو كان بقوة دولية وكان يوما مشؤوما علينا، حيث حصلت النكسة، لكن أبناء سيناء ومدن القناة جزء أساسى من نصر أكتوبر، موضحا أن الدور الوطنى لأبناء سيناء مع القوات المسلحة، دور مهم جدا وأبناء سيناء يتوراثونه جيلا بعد جيل.
وأضاف أن المجاهدين جعلوا سيناء كتابا مفتوحا أمام القوات المسلحة، من خلال رصد تحركات العدو وأماكن وجوده، وإرسالها للمخابرات المصرية، علاوة على أنه كانت هناك مجموعات كبيرة جدا من المجاهدين منهم مخصصين للتفجير، وآخرون لرصد معلومات وغيرها من العمليات.
وقال إن هناك عمليات كبيرة وبطولية، لا تعد ولا تحصى موثقة لدى القوات المسلحة، منها على سبيل المثال، عندما دمرت إسرائيل مطار جبل عتاقة بالسويس، تم الرد عليه من خلال مجموعة منظمة سيناء العربية، وفى العمق الإسرائيلى، كما أن أبناء سيناء نسفوا ودمروا خطوط الوقود وصهاريج البترول ومطار العريش، وأدوا أداء جيد جدا من خلال مئات العمليات الفدائيه وتم أسر الكثيرين منهم فى إسرائيل.
أضاف أن الرئيس عبدالناصر كرمهم وكذلك الرئيس السادات والرئيس مبارك، وتم منحهم نوط الامتياز من الطبقة الأولى.
وردا على سؤال حول التنمية فى سيناء وكونه كان شاهدا عليها خلال عضويته بمجلس الشعب، أشار إن سيناء أرض الخير، وفيها نحو 2 مليون فدان صالحة للزراعة، وبالتالى فإن الشعب المصرى يعلق آمالا كبيرة على ترعة السلام، ونحن طلبنا أن تكون فى منطقة وسط سيناء الخالية والصحراوية والمسطحة وذات التربة الجيدة.
كانت الدراسات تقول إن الترعة لا بد أن تصل لمنطقة السر والقوارير، وأن تاتى الترعة من وسط سيناء وتكلمنا وقتها مع المسؤولين أن تكون لوسط سيناء لأن فيها ملايين الأفدنة، وتحتاج مياه فقط وتتميز بميول 250 كيلو، لكن تم الرفض فى هذا الوقت وجاءت ترعة السلام من سهل الطينة، ولم تأت المياه لوسط سيناء حتى الآن.
أضاف: الآن لدينا قناعة أن هناك إرادة سياسية لتنمية سيناء تنمية حقيقية، خاصة أن التنمية السابقة لا ترقى للتنمية التى نرجوها، لافتا إلى أن الرئيس عبدالفتاح السيسى بعدما افتتح محطة بحر البقر، سيتم استزراع نحو 500 ألف فدان فى وسط سيناء من خلال مواسير مياه كبيرة الفترة المقبلة.
وأشار إلى أن الدولة لها العديد من الإنجازات الكبيرة فى سيناء وأنفقت 700 مليار جنيه، ونشعر بوجود تنمية حقيقية لا سيما أن هناك مناطق شاسعة، وتحتاج لعقلية مصرية لتنميتها، خاصة أن تنمية سيناء موجود على البحرين الأحمر والأبيض فقط؛ لكن القلب يحتاج لجهد الرئيس ومزيد من المشروعات فيها.
وقال عبدالله جهامة إن الرئيس يضع سيناء نصب عينيه، فهو خدم فيها ويعرف كل ربوعها والدليل أنه تم إنفاق نحو 700 مليار جنيه لتنمية سيناء.
وحول انعكاس الأنفاق الجديدة على حركة التنمية، قال إن هذا أكد أن هناك رؤية حقيقية للتنمية، كنا نقعد 5 أو 6 ساعات على المعدية للعبور، الآن فى 10 دقائق تعبر الأنفاق التى أنهت عزلة سيناء تماما.
موضحا أنه مع انتهاء تطوير ميناء العرش وربطه بميناء نويبع سيكون هناك شغل عير عادى.
ونوه إلى أن سيناء بحاجة إلى استغلال الكنوز المدفونة فى وسط سيناء، حيث لا توجد إلا مصانع قليلة فى وسط سيناء لا تكفى لاستخراج كنوزها وثرواتها.
وشدد رئيس جمعية مجاهدى سيناء على مشاركة رجال الأعمال فى مساعدة الدولة فى التنمية فى سيناء، ونطمح أن يكون فيه رواج كبير جدا بعد مؤتمر المناخ فى شرم الشيخ للتنمية فى سيناء، لافتا أن هناك 200 كيلو على ساحل البحر الأبيض كلها شواطى عالمية، تحتاج لتنمية سياحية بشكل كبير.
وحول خوف المستثمرين ورجال الأعمال من الاستثمار فى سيناء، وما تشهده من إرهاب، أشار إلى أنه فى الحقيقة يتوجه بالشكر إلى القوات المسلحة والشرطة ورجال المخابرات، الذين قاموا بدور كبير جدا فى القضاء على الإرهاب، والتنسيق مع القبائل فى سيناء «ولو أنا مسؤول سأعلن سيناء خالية من الإرهاب، أنا قلت قبل 6 أشهر إن شمس الإرهاب بدأت تغرب، وقريبا ستكون سيناء خالية من الإرهاب». وأضاف انه بلا شك أن رأس المال جبان، ويخاف على معداته وأمواله، والحمد لله الأوضاع تغيرت تماما وأصبحت آمنة، مؤكدا أن أبناء سيناء أحفاد المجاهدين لديهم الولاء والانتماء فى روحهم ودمهم يدعمون الأمن القومى المصرى فى سيناء ويقفون مع قواتهم المسلحة للقضاء على فلول الإرهاب تماما.
وحول سبل استغلال مياه السيول التى أهدرت السنوات الماضية بعد اختراق العريش، ونزلت للبحر المتوسط، كشف أن هناك دراسة بحجز مياه هضبة التية فيها 370 وادى، جزء منها على وادى وتير اتجاه البحر الأحمر ووادى العريش اتجاه البحر الأبيض، واذا تم استغلال ذلك بعمل ضلع ثالث لحجز المياه ستكون فيه بحيرة فى سيناء، تستخدم فى الزراعة، خاصة أن هناك ندرة مياه فى سيناء، وتمر سنوات بدون مطر.
أشار إلى أنه من المهم الاستفادة من الأمطار التى تسقط على المرتفعات، وتتحول لسيول جارفة لا نستفيد منها ويذهب جزء كبير منها فى وادى عربة نحو إسرائيل، وبالتالى لا بد من عمل سدود فى وادى الجرافى وسد فى هضبة التية، وحجز المياه بعد سد الروافع فى وسط سيناء، خاصة أنه سبق واهدرت ملايين الأمتار من المياه فى البحر الأبيض المتوسط.
وحول رؤيته لتوطين ملايين المواطنين فى سيناء، أشار جهامة إلى أن الفراغ مغر، وإن لم نشغله نحن ربما يفكر أن يشغله البعض، لكن القوات المسلحة حامية الدار بالمرصاد لأى محاولة، وبالتالى لابد أن تجذب الحكومة ملايين المواطنيين لسيناء، حيث نحتاج ما بين 4 أو 5 ملايين مواطن فى سيناء، أولا لتحفيف زحمة مدن الدلتا والصعيد، وذلك بمنح مزايا وانشاءات وزراعات وصناعات ثقيلة جديدة، موضحا أن هذا دور مهم للدولة، حيث إن هناك ملايين الأفدنة صالحة للزراعة، مع الأخذ فى الاعتبار أن المياه بعيدة فى الاعماق؛ لكن فيه مناطق المياه ليست بعيدة ولا بد أن نستغل المياه، خاصة أن التعداد لا يزيد على مليون، فى حين أن سيناء لكل شعب مصر فكل محافظة لها مصاب أو شهيد على أرض سيناء.
وحول موجة الإرهاب الأخيرة، وكيفية تسلل الفكر المتطرف لسيناء، كشف انه تحدث مع الامام الاكبر شيخ الازهر الدكتور أحمد الطيب حول احتياج سيناء لخطباء وأئمة يعتلون المنابر بانتظام «لأنه مش أى حد يطلع المنبر، ويخاطب الناس بالدين الوسطى للأسف غاب الخطباء فى فترة الإخوان وحاجات كتير تغيرت، وأى حد يطلع يتكلم باسم الدين ويثير النعرة بين الشباب بالكلام المتشدد».
أضاف أننا نحتاج خطباء فى القرى، وأن تكون المساجد بها أئمة أو من خلال تعيين مثقفين من أبناء سيناء، ليعتلوا المنابر من أصحاب الدين الوسطى، لافتا أنه رب ضارة نافعة «الإخوان شفنا سنة واحدة صعبة، وعرفنا حقيقتهم، الحمد لله إن نجانا الله منهم، انظروا إلى ليبيا واليمن وسوريا وتونس».
وقال إن وعى الشعب ودعمهم القيادة السياسية، وما شهدناه من تكاتف الشعب مع الجيش نجانا منهم ومن المصير المحيط بنا.
وحول كيفية الاستفادة المتبادلة بينا وبين الأشقاء الفلسطينيين، قال نأمل وندعوا الله أن الاخوة الفلسطينيين يهدوا مع بعض، ويصفوا داخلهم أولا، وثانيا مصر لم تبخل على الفلسطينيين أبدا من أيام حرب الفالوجا، ونحن ندعمهم، مقترحا إنشاء المناطق الحرة برفح، بحيث توفر احتياجات الفلسطينيين، بدلا من الأنفاق تحت الأرض.
حيث كانت الأنفاق مصدر شر، وهو ما سبق وحذرنا منه، ومن خلال المناطق الحرة يتم إدخال البضائع بشكل قانونى عبر المعبر، بجانب يقظة قوات حرس الحدود التى تبذل جهودا كبيرا لضبط الحدود فى سيناء، وبالتالى عمل منطقة حرة بمساحة معينة تفيد الطرفين بشكل كبير بعيدا عن التهريب.
وحول رسالته لأبناء مصر، قال: أرجو من شباب وشيوخ مصر، أولا لما نشوف الحرائق حولنا نحمد الله على الأمن والقيادة السياسية ونقف خلفها، ثانيا أطمنهم إن سيناء تحتاج لهم والمجاهدون والأبطال أعضاء منظمة سيناء العربية جمعية مجاهدى سيناء مجموعة مهمة، كلما اهتمت بها الدولة ترفع الانتماء لدى أبناء المجاهدين الذين لن يتأخروا عن مكافحة الإرهاب وحفظ البلاد.