ألقت الرئاسة المصرية الضوء على عدد من النماذج الشبابية خلال تدشين مشروع بنك المعرفة، الذى سيبدأ العمل الرسمى يوم 23 يناير، وإعلان الرئيس عبد الفتاح السيسى تخصيص 2016 ليكون عاماً للشباب، لذا قررنا الحديث مع ثلاثة نماذج شاركت فى لحظة إطلاق مشروع بنك المعرفة للتعرف على مطالبهم خلال الفترة المقبلة.
البداية مع محمد فريد مهندس برمجيات 28 عاما، حاصل على ماجستير إدارة الإعمال من جامعة هارفارد فى ولاية بوسطن بالولايات المتحدة، بعد دراسة الهندسة رغم ظروفه الخاصة "ضعيف البصر"، يرفض نغمة قهر المستحيل حتى الوصول إلى قمة المجد، قائلا: "الإنسان لمّا بيحس إنه صعبان على الناس معنوياته بتموت"، مضيفًا: "فوجئت باختيار الرئاسة لىّ لحضور يوم الشباب المصرى بدار الأوبرا خصوصا أن هناك نماذج كثيرة أفضل منى، ولهم قصص مؤثرة لكن فى النهاية أنا كنت نموذجا لتمثيل فئة معينة.. وهو اتجاه لتصحيح أخطاء الماضى".
محمد فريد كشف عن أن والديه اضطرا للسفر إلى كندا فى صغره بسبب عدم قدرتهم على توفير الدراسة الأمثل له داخل مصر، مضيفًا أنه قضى "5 سنوات" فى كندا ثم أراد والديه العودة للوطن مجددًا، لذا اضطرت والدته للحصول على ماجستير فى الدمج، ما يعنى قدرتها على التعامل مع الشخصيات الذين لهم ظروف خاصة بهم.
وتابع مهندس البرمجيات: "بعد العودة من كندا تم إلحاقى بالمدرسة البريطانية فى مراحل التعليم الأساسى إلى أن سافرت لكندا ودراسة الهندسة فى جامعة جامعة واترلو"، مضيفًا: "عملت كمهندس برمجيات متخصص فى كندا والهند لمدة عامين ثم انتقلت للعمل فى شركة ماكيندى فى دبى"، لافتًا إلى أنه لم يتعامل مع الشركات المصريات إلا فى حالات قليلة من منطلق الاستشارات.
أوضح فريد أن الأزمة فى مصر فى التعامل مع أصحاب الاحتياجات الخاصة تعتمد على بالأساس على إحاطتهم ما يسمى بـ"عالم الصعبانيات"، موضحًا أن مساعدة ذوى الاحتياجات الشخص يكون بتعليمه طريقة التغلب على عقباتهم على أساس علمى وليس بمجرد المساعد.
ولفت فريد إلى أن المكفوفين فى مصر لا يُمكنهم التخصص فى المجال العلمى وذلك على عكس ميوله تمامًا، كونه لا يُجيد التعامل مع المواد الأدبية، قائلا: "الأزمة فى مصر أن أصحاب الإعاقات المختلفة لا يمكنهم دراسة ما يشاءون أعرف شخص على كرسى متحرك فشل فى الالتحاق بكلية هندسة جامعة القاهرة، إلا بعد فترة طويلة من تقديم الشكاوى"، مضيفًا أن عدم تطوير المناهج الدراسية منذ فترة طويلة أزمة أخرى فى التعليم المصرى بشكل عام.
وأوضح مهندس البرمجيات أنه يُفضل الاستمرار فى عمله بالخارج لمدة 5 أو 10 سنوات مقبلة، مضيفًا أنه هناك العديد من المزايا للعمل فى الخارج مثلما يكون مميزات كثيرة للتعليم بالخارج.
الرباع الذهبى
من النماذج الأخرى الرباع شريف عثمان البطل متحدى الإعاقة والمتوّج بأربعة ميدالية ذهبية بارليمبية، الذى أكد سعادته بالاهتمام بالأبطال متحدى الإعاقة فى الفترة الأخيرة، موضحًا أن 90% من مطالبهم استطاع المهندس خالد عبد العزيز وزير الشباب والرياضة توفيرها وعلى رأسها مساواتهم فى المكافأة الشهرية للميداليات الأولمبية مع الأبطال الأصحاء.
ولفت الرباع البارليمبى إلى أن المطلب الأساسى لكل الأبطال متحدى الإعاقة المساواة فى مكافآت الحصول على الميداليات فى الدورات البارالمبية مع الأولمبياد، موضحًا أن الفرق كبير فمكافأة الأولمبياد مليون جنيه بينما يحصل الأبطال متحدى الإعاقة على 350 ألف جنيه.
وأشار بطل رفع الأثقال إلى أنه يعمل حاليًا فى الشركة المصرية للاتصالات، وكذلك أغلب أبطال المنتخب الوطنى يعملون فى وظائف حكومية، مؤكدًا أن مشاركته بيوم الشباب فى حضور الرئيس السيسى تكريم رائع وتتويج لمسيرته.
الحافز الرياضى
بطلة الكاراتيه الشابة جيانا فاروق كانت أحد الحاضرين.. بعد إنجازها العالمى بالحصول على خمس ميداليات ذهبية متتالية فى بطولات العالم للناشئين والكبار.. الطالبة فى كلية الصيدلة، أكدت أن الحضور كانت بمثابة التكريم لها كبطلة للألعاب الفردية لكن ما يحتاجه الجميع فى مجالها الاهتمام العالمى حتى تظهر الإنجازات المحققة على أرض الواقع.
وأشارت جيانا فاروق إلى أن دعم وزارة الرياضة للعبة للكاراتيه زاد فى الفترة الماضية مقارنة بالماضى، قائلة: "حصلت على 15 ألف جنيه مكافأة للفوز بأول بطولة عالم فى 2011.. لكن فى 2015 حصلت على 100 ألف جنيه"، لافتًا إلى أن أبطال الألعاب الفردية يستحقون مزيد من الدعم بكل تأكيد.
وشددت بطلة الكاراتيه على أن إلغاء درجات الحافز الرياضى فى الثانوية العامة سيقضى على الرياضة فى مصر تمامًا، مطالبة بضرورة إعادة النظر فى ذلك الموضوع، مضيفة أنها طالبت منذ فترة بضرورة درج الحافز الرياضى فى الجامعات من أجل تشجيع طلاب الجامعة للممارسة الرياضة بجانب الدراسة، مستدركة أن الأمور سارت بشكل عكسى وتم إلغاء الحافز بشكل نهائى.