أثارت تصريحات للشيخ عبود الزمر عضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية، حول بدء انسلاخ الإخوان عن ما يسمى "تحالف دعم الإخوان" جدلا كبيرا حيث اتهم الإخوان بأنها بدأت تغادر تحالفها وتهتم فقط بالانضمام إلى ما يسمى "المجلس الثورى" الذى دشنته فى تركيا، وشهدت التصريحات جدلا بين الإسلاميين الذى قالوا إن البعض لم يفهم تصريحات الزمر جيدا وبين من رفض تصريحاته.
ما يفسر تصريحات عبود الزمر، هو نشاط الجماعة فى تركيا، فالتنظيم خلال الـ 3 أشهر الماضية عقد 4 مؤتمرات صحفية فى اسطنبول باسم المجلس الثورى، ولم يعقد أى مؤتمر باسم تحالف دعم الإخوان فى الخارج، خاصة أن تحالف دعم الإخوان يضم إسلاميين فقط، بينما يضم المجلس الثورى عددا من الشخصيات المحسوبة على التيار الليبرالى.
وكذلك قبلت جماعة الإخوان مبادرة المجلس الثورى لحل الأزمة الداخلية بالاعتراف بالقيادة الحالية للجماعة وعلى رأسها محمود عزت القائم بأعمال مرشد الإخوان ومحمود حسين الأمين العام للتنظيم، كما ساهم فى الإطاحة بعمرو دراج ويحيى حامد من الجماعة، بينما رفض التنظيم مبادرة تحالف دعم الإخوان الذى دعا للتحاور بين أطراف الصراع داخل الجماعة.
من جانبه علق محمد أبو سمرة، القيادى بتحالف دعم الإخوان على تصريحات عبود الزمر، قائلا: "يجب أن نعى الأمر جيدا كما قال الشيخ عبود هناك بون شاسع بين الدولة والنظام أرجوا فهم ما بين السطور لأن المصالحة قادمة وستفرض فرضا من الخارج".
وأضاف فى بيان له عبر صفحته الرسمية على "فيس بوك": "هناك حالة فراغ سياسى تام كشف فيها عن إمكانيات تنظيم الإخوان وأنه أضعف من بيت العنكبوت وهذا ليس تحقيرا من شأنه أو تقليل من قيمة أعضائه لا سمح الله، فتقييم المشهد السياسى ولا مجال للعاطفة ولا نريد تكرار ما جرى مع الجهاد والجماعة واستمر أكثر من 15 عاما وأن القيادات التى موكل لها الأمر لا تملك أى رؤية للخروج من المشهد الحالى اللهم إلا انتظار رضا الغرب والأمريكان وهذا ما حدث من إبراهيم منير فى مجلس العموم البريطانى حين تبرأ من الجماعة والجهاد من أجل استرضاء رخيص والكل يعلم أن هذا رأى قيادات الإخوان فى السر والعلن".
وتابع: "لذا أرجوا عدم تسرع الإخوة فى الحكم على تصريحات الشيخ عبود واعلموا أن هناك ستون ألف فاضل لا يعلم أحد متى ولا كيف سيخرجون بخلاف عشرات الآلاف من الهاربين".
بينما قال عاصم عبد الماجد، عضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية، فى تصريح له عبر حسابه على "تويتر" إن على عبود الزمر أن يوضح للإسلاميين خطته بشأن حل الأزمة الحالية.
فيما قال أحمد بان، الخبير فى شئون الحركات الإسلامية، إن جماعة الإخوان بدأت تنسلخ بالفعل من تحالف دعم الإخوان وهو ما أصبح يزعج حلفاءها، موضحا أن الجماعة أيضا أصبحت تنسلخ من المجلس الثورى، لأن هذه اليكانات لم يعد لها أى قيمة بالنسبة اللجماعة، وأصبح قياداتها يهتمون فقط بالمجال الدعوى.
وأضاف بأن فى تصريحات لـ"انفراد" أن قيادات الجماعة أصبح ما يهمها فقط هوة البحث عن مشكلة لأزمتها السياسية وكيفية العودة للمشهد السياسى، وهو ما جعلها تقلل تواجدها فى تحالف دعم الإخوان لأن هذا التحالف لم يعد قادر على تحقيق الأهداف التى أعلنت عنها الجماعة.
بدوره قال طارق أبو السعد، القيادى السابق بجماعة الإخوان، إن الجماعة تركت تماما تمثيلها فى التحالف إلا لعدد من الشباب الصغير، ولم تعد تشارك فيه، نظرا لأنها بدأت تتحالف مع شخصيات من التيار المدنى فى الخارج وحركات مثل 6 إبريل والاشتراكيين الثوريين وتبتعد عن الإسلاميين.
وأضاف القيادى السابق بجماعة الإخوان، أن تخفيض الإخوان تمثيلها فى تحالف الجماعة سيحدث أزمة كبيرة مع حلفائها من الإسلاميين خاصة الجماعة الإسلامية وهى التى لوحت كثيرا بالابتعاد عن تحالف الإخوان خاصة فى ظل استمرار أزمة الجماعة.
كان عبود الزمر، عضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية، شن هجوما عنيفا على جماعة الإخوان، مشيرا إلى أنها "انسلخت" من التحالف، وانتقلت إلى ما يسمى بـ"المجلس الثورى"، وأصبح حضورها فى التحالف قليلاً جداً، حيث تخلفت كثيراً عن حضور الاجتماعات، وخفضت من مستوى التمثيل به، مما كان له أثر سلبى على التحالف، وأعتقد أن جماعة الإخوان وجدت بُغيتها فى المجلس الثورى، لذلك لم تعد تبالى بشركاء بالتحالف.