نقلا عن العدد اليومى...
عندما نتحدث عن أهمية محاسبة المحافظين عن المخالفات التى تقع على الأراضى الزراعية فى محافظاتهم، نشير إلى المسؤولية التى يفترض أن يحملها كل مسؤول يتولى منصبا تنفيذيا مهما، لكن ما نراه حتى الآن أن بعض المحافظين لا يضعون من ضمن مسؤولياتهم مواجهة التعديات والمخالفات، وبعضهم يفعل ذلك بتواطؤ وقصد واضح. ونفس الأمر فى عمليات منظمة لهدم الفيلات وإقامة أبراج مكانها بالمخالفة للقانون. يضاف إلى ذلك ملايين من مخالفات المبانى التى تكبر وترتفع أمام بصر وتحت سمع المسؤولين فى الأحياء والإدارات الهندسية، نحن أمام آلاف المخالفات التى تستمر وتتواصل وتطلع لسانها للمحافظين ورؤساء الأحياء فى القاهرة والمحافظات، بل والمفارقات أن هناك شكاوى كثيرة من أصحاب مخالفات بسيطة يتم تعطيلعهم وحصارهم، بالرغم من أن القانون معهم، بينما يتم تجاهل أو التساهل مع المخالفات الضخمة التى تقدر بالملايين.
وبالإضافة إلى مشكلات التعديات على الأراضى الزراعية، وهدم الفيلات والمخالفات المستمرة، هناك مشكلات النظافة التى تكاد كل المحافظات ترسب فيها، وطبعا المرور والإشغالات إلى آخر القائمة التى تجعل الناس يعجون عن التماس أى تغيير، ويرون أن الفساد هو الذى يحكم الكثير من المحافظات، بينما المواطن غير مسموع ولا معروف وليس له أى قيمة فى نظر المسؤولين.
من هنا تأتى أهمية التغيير الشامل فى المحافظين والبحث عن مسؤول يمكن الاعتماد عليه وليس مجرد ديكور يخضع لكل أنواع الفساد والتواطؤ، أو يغرق فى الكسل والإهمال ويستسلم لبطانة السوء الذين يعلمونه الفساد أو يحيدوه تمهيدا للقفز على كل المقدرات.
ولهذا فإن حركة المحافظين المطلوبة يفترض أن تشمل تغييرات واسعة للمسؤول العاجز والفاشل واختيار قيادات تدرك معنى العمل وليس مجرد شخصيلات تحب الكلميرات وتستمتع هى تدار بهذ الطريقة، مع الأخذ فى الاعتبار أن أداء كثير من المحافظين لا يرقى إلى مستوى طموحات الشعب ولا تحركات الرئيس، بل إن بعضهم يتسبب بتقاعسه وفشله فى عرقلة الخطط والتحركات والإنجازات، ويكفى إلقاء نظرة على أحوال النظافة والنظام فى الأقاليم لنعرف الغياب التام للمحافظ ورؤساء المدن والأحياء.
القضية بالفعل أصبحت محيرة وبحاجة إلى عمق أكثر مع الأخذ فى الاعتبار صعوبة الاختيار وسط هذا الحال القائم، والأمر بالفعل يحتاج إلى السعى لتدريب كوادر إدارية يمكنها أن تحل مكان القيادات القديمة، وربما يكون الأمل فى المشروعات الخاصة بتدريب الكوادر الشابة على الإدارة بعد فرزهم بناء على الكفاءة، وقد نجد أنفسنا خلال أعوام قليلة ولدينا كوادر يمكنهم العمل وتحمل المسؤولية، وحتى تأتى هذه اللحظة، فإن أى مسؤول يفترض أن يكون تحت المجهر، ويتم حسابه بما حققه وما عجز عن تحقيقه، وهو ما يفترض أن يوضع فى الاعتبار فى حركة المحافظين المقبلة قريبا.