أنهت بطولة أمم أوروبا "يورو 2016" التى انتهت فعالياتها، أمس الأحد، بإقامة مباراة النهائى بين منتخبى فرنسا "المضيف" والبرتغال وانتهت بفوز الأخير وتتويجه باللقب القارى للمرة الأولى فى تاريخه، هيمنة أسلوب "تيكى تاكا" الإسبانى والذى اشتهر به نادى برشلونة لعدة سنوات على كرة القدم الأوروبية، حيث فشلت التيكى تاكا فى مواصلة تفوقها وسقطت أمام أسلوب الأداء الذى يعتمد فى المقام الأول على اللياقة والقوة البدنية وكذلك الحذر الدفاعى.
يورو 2016 يؤكد حاجة تيكى تاكا لإعادة صياغة
أكدت "يورو 2016" حاجة "التيكى تاكا" إلى إعادة الصياغة والتحديث، حتى لا تصبح مجرد ذكرى فى تاريخ اللعبة، حيث غلب على البطولة الأوروبية هذه النسخة الأسلوب الذى يعتمد على توليفة من التنظيم الدفاعى الهائل وعدم المجازفة والكرات الطويلة والأداء البدنى الهائل وبعض اللمحات من الحظ فى اللحظات الحاسمة، وأسفر هذا الأسلوب عن تتويج بطل جديد للقارة الأوروبية وهو المنتخب البرتغالى الذى أحرز اللقب للمرة الأولى بعد تغلبه على نظيره الفرنسى (1/0) فى المباراة النهائية.
نهائى يورو 2016 اعتمد على "سوبر مان"
واعتمد المنتخبان الفرنسى والبرتغالى فى المباراة النهائية باليورو على لاعبين يمكن وصفهم بـ"سوبر مان"، والذين يتسمون بقوة التحمل خاصة بعدما امتدت المباراة للأشواط الإضافية، مثل موسى سيسوكو وبول بوجبا وبليز ماتويدى (من فرنسا)، حيث قطعوا مسافة إجمالية بلغت 138 كيلومترا فى 128 دقيقة، بالإضافة إلى لاعبين كريستيانو رونالدو وريناتو سانشيز ووليام كارفالو وإيدر لوبيز (من البرتغال) حيث قطعوا مسافة 143.7 كيلو مترا.
إيطاليا تهزم إسبانيا بالدفاع والضغط القوى والهجمات المرتدة
ولجأ المنتخب الإيطالى لنفس الأسلوب الذى تغلب به المنتخبان الهولندى والتشيلى على الأسبان فى الدور الأول لبطولة كأس العالم 2014 بالبرازيل، عندما خسر المنتخب الإسبانى المباراتين وودع البطولة من المجموعات، حيث اعتمد الآتزورى فى مواجهة إسبانيا على 5 لاعبين فى الدفاع والضغط القوى على لاعبى الماتادور والسرعة الهائلة فى الهجمات المرتدة.
تشافى يعلن عن ميلاد أسلوب جديد فى الكرة الأوروبية
وشهد ملعب "استاد دو فرانس" فى سان دونى قبل دقائق من المباراة النهائية، لحظة تعكس هذا التغير فى الأسلوب المسيطر على البطولة، عندما حمل تشافى هيرنانديز نجم برشلونة والمنتخب الإسبانى سابقا كأس البطولة وطاف به أرضية الملعب ثم وضع الكأس إلى جوار خط الملعب، وكأنه ينقل عصا القيادة من مايسترو التيكى تاكا إلى نجوم الأسلوب الجديد.
وكان تشافى لاعب السد القطرى حاليًا هو النجم الأبرز فى تطبيق أسلوب "التيكى تاكا" سواء مع المنتخب الإسبانى أو فريقه السابق برشلونة، والذى ساهمت فى تتويجه بألقاب يورو 2008 و2012 وكأس العالم 2010 مع الماتادور، والعديد من الألقاب الأخرى مع البارسا.
برشلونة يعتمد فى الفوز على "MSN" بدلًا من تيكى تاكا
ولم يكن سقوط التيكى تاكا أو ما شابهها من أساليب اللعب مفاجأة فى يورو 2016، حيث شهدت السنوات القليلة الماضية المؤشرات على هذا فلم يعد فريق مثل برشلونة يحقق الفوز على منافسيه من خلال الاستحواذ على الكرة والأداء الخططى المحكم لنجوم التيكى تاكا، وإنما أصبحت انتصارات البارسا تعتمد على قوة الثلاثى الهجومى ليونيل ميسي ولويس سواريز ونيمار، حيث منحوا الفريق الكتالونى مزيجا من القوة والأداء الفنى الجمالى.
جوارديولا صاحب الفضل فى ظهور "تيكى تاكا"
وكان المدرب جوسيب جوارديولا هو من وضع برشلونة على طريق التيكى تاكا قبل سنوات، وحاول نقل هذا الأسلوب إلى بايرن ميونخ مع توليه تدريب الفريق البافارى قبل ثلاث سنوات، ونجح إلى حد ما، حيث قاد بايرن للقب الدورى الألمانى فى ثلاثة مواسم متتالية ولكن هذه المواسم لم يحصد البايرن خلالها لقب دورى الأبطال، حيث سقط فى المربع الذهبى للبطولة ثلاث مرات متتالية أمام ريال مدريد وبرشلونة وأتلتيكو مدريد على الترتيب.
أتلتيكو مدريد الحاضر الغائب فى يورو 2016
وكانت الهزيمة التى منى بها البايرن أمام أتلتيكو هذا العام، مؤشرا على ما حدث فى يورو 2016، حيث كان الدفاع الجيد الذى يطبقه الفريق المدريدى بقيادة المدير الفنى الأرجنتينى دييجو سيميونى هو الأسلوب صاحب اليد العليا فى البطولة الأوروبية من خلال المنتخبات التى طبقت نفس الأسلوب أمثال ويلز وأيسلندا.