شاهد الجميع ما فعله المنتخب البرتغالى فى بطولة أمم أوروبا "يورو 2016" وفوزه بالكأس الغالية على حساب فرنسا صاحبة الأرض والجمهور، بهدف نظيف أحرزه اللاعب البديل إيدير فى الشوط الإضافى الثانى و تحديداً فى الدقيقة 109.
لكن مسيرة المدير الفنى فيرناندو سانتوس، الذى لعب 14 مباراة مع البرتغال دون هزيمة حتى الآن، تخللتها عدة مشاهد فى بطولة اليورو أهمها النهاية السعيدة، فى التقرير التالى نبرز أهم ما حدث مع البرتغال فى بطولة أمم أوروبا 2016.
نهاية أشبه بالأفلام:
مثل حبكة أى فيلم، نجد بداية صلبة، وسط عظيم ونهاية ترضى جميع الأطراف، هذا ما حدث بالتحديد مع المنتخب البرتغالى، فلقد رأينا معاناة من جانب برازيل اوروبا فى دور المجموعات بعد أن حققوا ثلاث تعادلات وتأهلوا بين أفضل الفرق أصحاب المركز الثالث، ثم بداية الحل فى الأدوار الاقصائية والتأهل للنهائى قبل أن حمل المباراة النهاية تراجيديا بإصابة كريستيانو رونالدو فى بداية الشوط الأول ثم ينتهى الفيلم السينمائى بالنهاية السعيدة مع تتويج البرتغال باللقب.
ورغم أن أكثر المتفائلين لم يكن ليتوقع فوز البرتغال باللقب مع بداية البطولة إلا أن المعجزة التى حققها ليستر سيتى بفوزه بالدورى الإنجليزى جعلت كل شيء ممكن فى كرة القدم، وجعلت منتخبات صغيرة مثل ويلز، أيسلندا، وأيرلندا تطمع فى تحقيق إنجاز وذهب البعض إلى تصديق أن واحد من تلك المنتخبات قادر على تحقيق المعجزة ولم ينظر أحد إلى البرتغال المستضعف الذى تعادل فى مباريات دور الـ16 كلها، لكن رفقاء صاروخ ماديرا حسموا اللقب ليخرسوا جميع المشككين.
المهندس وراء الإنجاز
فريناندو سانتوس كان محظوظاً حيث شهد ملعب "سان دوني" أولى مبارياته مع البرتغال كما شهد نفس الملعب تتويجه باليورو الأولى فى تاريخ البرتغال، حيث واجه البرتغال منتخب فرنسا ضمن وخسر أمامه وقتها 2-1، لكن سانتوس خرج ليقول للإعلام وقتها أنه لن يكون متفاجئاً إذا ما عاد فريقه مرة أخرى لنفس الملعب كأحد طرفى المباراة النهائية.
ورغم أن البرتغال لم يكونوا المنتخب الأقوى خلال البطولة، اعترف سانتوس بذلك، و كان يشير دائما لفريقه على انهم "البط صغير القبيح" الذى يلعب فى هذه البطولة، وكان يقول طوال الوقت أن لاعبيه سيتخذون موقفا براجماتياً.
خروج كريستاينو مصاباً أشعل حماسة لاعبى البرتغال
لا شك أن رونالدو لاعب حاسم للغاية مع أى فريق يلعب له، وكان حاسماً مع المنتخب فى عد مناسبات، ولا أحد يختلف على طبيعة رونالدو المهووسة، لكن بالتأكيد تلك الطبيعة تأتى من رغبته فى الفوز بكل شئ وإثبات انه الأفضل دائماً، وهو أمر طبيعى فى أى منافسة.
ورغم كونه احد اعظم لاعبى البرتغال على مدار التاريخ وأحد اسمين يعدان من افضل من لمسا كرة القدم فى عصرنا الحالي، إلا أن خروجه من مباراة النهائى مصاباً فى الشوط الأول و تحديداً فى الدقيقة21 كان له التأثير الأكبر على لاعبى منتخب بلاده، فمنذ خروجه من أرضية الملعب لم يعد هناك ضغط على اللاعبين للتمرير له، والمدرب أو باقى الجماهير لن يلوموا اى لاعب على عدم التمرير له او خلق المساحة له لتنفيذ ما يحلو له.
وللإنصاف يجب أن نقول ان لاعبى البرتغال كانوا على قدر المسئولية التى تركها لهم رونالدو وظهروا بحماسة بالغة من اجل الفوز وإهداء اللقب لقائدهم المصاب.
القدر:
ربما كان شبح يورو 2004 التى خسرها البرتغال على أرضه أمام اليونان، أو أى سبب آخر، إلا ان برازيل أوروبا كانوا يعلمون أنهم سيفوزون بتلك البطولة، فعندما كان أى بديل يدخل إلى أرضية الملعب فى تلك المباراة كان اللاعب الذى يخرج يهمس له ويشير بيديه للسماء، وهى إشارة إن دلت فستدل على ثقة البرتغاليين انهم مدعومين من الله من أجل الفوز بتلك البطولة اخيراُ.
بالتأكيد هناك حظ فى جميع المسابقات لكن الحظ يذهب من أجل المرشح الأول أم المرشح البعيد تماماً عن الصورة؟، الإجابة قد تكون انه يذهب للمستضعف، فألمانيا خرجت من نصف النهائى بخطأ ساذج من القائد شفاينيشتيجر، ولو لم يمنح لوران كوسيلنى او صامويل أوميتيتى المساحة الكافية لإيدير لكى يسدد هدف الفوز لكان الأمر أختلف ولو كانت العارضة قد تحركت عدة سنتيمترات لكن جينياك هو البطل القومى لفرنسا ولكان برج أيفل تلون بأعلام البلد المضيف ولوجدنا الشاب الفرنسى يواسى الطفل البرتغالى وليس العكس.