قال وزير القوى العاملة محمد سعفان، إن مصر تخوض منفردة حربا على أشدها مع الجماعات الإرهابية التى تحاول أن تسطو على مقدرات الشعوب العربية، مشيرا إلى أنه على الرغم من ذلك فإن الحكومة وضعت خطة طموحة للقضاء على البطالة من خلال منظومة متكاملة للتدريب والتشغيل تم إعدادها لتكون على رأس أولوياتها فى الفترة الحالية، إلى جانب الاهتمام بالتعليم بصفة عامة، والتعليم الفنى بصفة خاصة، وضمان أن تتناسب مخرجات التعليم مع متطلبات سوق العمل.
وقال وزير القوى العاملة، فى كلمة مصر خلال مشاركته فى أعمال اجتماع وزراء العمل والتوظيف بالدول الأعضاء والمدعوة بمجموعة العشرين، والذى تستضيفه مدينة بكين الصينية، تمهيدا لقمة المجموعة التى ستعقد فى شهر سبتمبر المقبل بمدينة هانشو، بمشاركة رؤساء الدول الأعضاء: إنه تم إعداد برامج للتدريب المهنى التى تعمل على اكتساب المهارات المطلوبة للباحثين عن فرصة عمل، وخاصة الشباب الذين لا تتناسب مؤهلاتهم مع الفرص المتاحة، وكذلك للعمال بما يساعدهم على مواكبة التطورات التى تستجد فى مجالات أعمالهم، وذلك بالمشاركة مع جهات الطلب التى يمثلها أصحاب الأعمال، وكذلك مساهمة أصحاب الخبرات من العمال ومنظماتهم النقابية.
وأكد "سعفان" أن حكومة بلادى أولت اهتماما كبيرا بالتشريعات العمالية المحفزة للشباب على العمل بالقطاع الخاص، مشيرا إلى أنها سعت إلى وضع نصوص تشريعية فى مشروع قانون العمل الجديد تحقق الأمان الوظيفى لراغبى العمل، وتحافظ فى ذات الوقت على مصالح رب العمل وتعظم من استثماراته.
وأشار الوزير إلى أن الحكومة انتهت -أيضا- من مناقشة مشروع قانون المنظمات النقابية العمالية وحماية حق التنظيم، تمهيدا لإصداره من البرلمان، لافتا إلى أنه سيعمل على ضبط العمل النقابى فى جميع المنشآت، لما لذلك من أثر إيجابى على مناخ الاستثمار، وعلاقات العمل بشكل عام داخل المنشأة، ويعزز من قدرة الدولة على توفير فرص عمل لائقة للشباب، مشددا على مراعاة حكومة مصر توافق التشريعات العمالية الوطنية مع معايير العمل الدولية.
وقال سعفان، إن إعداد منظومة تدريب ناجحة يتطلب عدة عوامل مهمة وضرورية من دراسات وأبحاث بصفة مستمرة لسوق العمل، ترصد المتغيرات وتحدد الاحتياجات الفعلية والمهارات المطلوبة الحالية والمستقبلية، فضلا عن الإعداد الجيد للمدربين وتوفير برامج ومراكز تدريب متطورة.
وشدد وزير القوى العاملة، على أن التخطيط الاقتصادى السليم لمواجهة البطالة، ينبغى أن يجمع بين تنمية موارد التمويل والاستثمار وتطوير مستويات التعليم الفنى والتدريب المهنى، فى إطار سياسات وطنية وترتيبات فنية وتشريعية ومؤسسية متكاملة تراعى التطور التكنولوجى والمتغيرات المستمرة فى احتياجات السوق لتوفير فرص عمل لائقة ومنتجة للراغبين فى العمل.
ولفت سعفان إلى الدور الكبير للإعلام الوطنى فى تحفيز الشباب على الالتحاق بالعمل الحر، كأحد القنوات الفاعلة لامتصاص فائض العمالة وخفض معدلات البطالة، وكذلك تنمية قدرات الشباب ومهاراتهم السلوكية فى التعامل مع التحديات التى تواجهها بلداننا لاسيما التى تتعلق بالأوضاع الاقتصادية.
وقال وزير القوى العاملة، فى بيان صحفى، إن القضاء على الفقر والبطالة يعد عاملا أساسيا لتحقيق التنمية المستدامة والشاملة، وهو هدف لا يمكن إدراكه إلا من خلال الإعداد الجيد للقوى العاملة، وتوفير فرص للتدريب لإكسابهم المهارات اللازمة التى تتناسب مع الاحتياجات الفعلية لسوق العمل.
وأعرب الوزير عن أمله أن تتمكن مجموعة العشرين تقديم الخبرات وإثراء النقاش حول الموضوعات المقرر مناقشتها خلال اجتماعها، وأن نتمكن من بلورة رؤية مشتركة فى صياغة سياسات واستراتيجيات تعمل على تحقيق النمو الشامل والمستدام لبلداننا.
ووجه وزير القوى العاملة محمد سعفان، الشكر باسم مصر إلى جمهورية الصين الشعبية على رئاستها لهذا الاجتماع وقمة مجموعة العشرين التى ستعقد فى شهر سبتمبر المقبل بمدينة هانشو، وما بذلته من جهد وما تحقق من إنجازات طوال فترة رئاستها للمجموعة، كما يمتد الشكر إلى ين ويمن، وزير الموارد البشرية والضمان الاجتماعى بالصين، لدعوة مصر لحضور اجتماع مجموعة العشرين.