سيطر حس الفكاهة على الظهور الأخير لرئيس الوزراء البريطانى المستقيل ديفيد كاميرون فى البرلمان، حيث ألقى خطابا مؤثرا عن قوة المجلس التشريعى، وقال فى البداية" بصرف النظر عن اجتماع واحد مقرر مع الملكة فى فترة ما بعد الظهر، فإن يومياتى خفيفة بشكل ملحوظ".
وقالت شبكة "سى إن إن" الأمريكية إن كاميرون بدا فى مزاج جيد، وهو يقول لنواب البرلمان إنه واجه 5500 سؤال من صندوق بريده، و"سأترك الأمر للآخرين ليحددوا كم عدد ما قمت بالرد عليه من هذه الأسئلة".
كما التقط كاميرون صورة لنفسه مع قطه داوننج ستريث، مضيفا إنه يشعر بأسى لأنه لن يصطحب معه " صائد الفئران الرئيسى" عندما يخرج من منصبه.
وبلهجة أكثر جدية، قال كاميرون إنه يهتم بمصير المملكة المتحدة، لكنه أضاف أن هناك حاجة للتأكد من أنه فى الوقت الذى ستترك فيه بريطانيا الاتحاد الأوروبى فإنها يمكنها الحفاظ على فوائد السفر المشتركة مع دوله.
وكان اليوم الأربعاء هو الأخير لكاميرون فى رئاسة الحكومة بعدما قدم استقالته، وشارك لآخر مرة فى الرد على أسئلة نواب البرلمان قبل أن يتوجه لتقديم استقالته رسميا للملكة إليزابيث الثانية.
بينما نشرت صحيفة "الجاريان" البريطانية صورة أظهرت اصطفاف العاملين فى مجلس العموم البريطانى أمام سيارة كاميرون لتحيته وهو يستقل سيارته فى طريقه للمغادرة.
وقالت الجارديان إن خطاب كاميرون لم يكن شاعريا كهذا الذى ألقاه تونى بلير قبل تسع سنوات عندما تخلى عن رئاسة الحكومة لخلفه جوردون براون، لكنه اختار أن ينهى مهام بتعبيره عن إيمانه بمجلس العموم وبالسياسة بشكل عام. ودافع كاميرون عن إنجازاته أثناء منصبه قائلا إنه كانت هناك العديد من اللحظات الرائعة خلال السنوات الستة التى قضاها فى المنصب. واندلعت حالة من التصفيق الحار لكاميرون عقب إنهائه خطابه.
وأكد كاميرون أنه ينوى البقاء فى الحياة العامة، مؤكدا أنه ليس هناك مستحيلا. وفى آخر تعليق له كرر تصريحات أدلى لتونى بلير أثناء أول جلسة له فى البرلمان البريطانى باعتباره زعيما للمعارضة عام 2005، وقال "لقد كنت المستقبل ذات مرة".