انتشرت فى الفترة الأخيرة ظاهرة اختفاء "الفكة" أو الفئات الصغيرة من العملات بالأسواق المصرية، وهو ما دفع بعض السلاسل التجارية إلى وضع لافتات تعتذر فيه لعملائها عن عدم توافر "الفكة".
ورغم انتشار الظاهرة إلا أن تصريحات المسئولين جاءت لتعلن عن زيادة فى كمية المعروض منها بالأسواق خلال الفترة الماضية، ووفقا لمحمد السبكى، القائم بأعمال رئيس مصلحة سك العملة، فإن المصلحة سلمت البنك المركزى خلال الفترة من يوليو لعام 2015 حتى نهاية مايو 2016 نحو 28 مليون قطعة تحمل شعار قناة السويس، منها 5 ملايين قطعة من فئة 50 قرشا مقابل 24 مليون قطعة خلال العام المالى 2014-2015، بنسبة زيادة بلغت نحو 10%.
وأكد السبكى، فى تصريحات خاصة لـ"انفراد"، أن المصلحة وضعت خطة لزيادة تغذية السوق بالعملات المعدنية من خلال طرح مناقصة لشراء 200 مليون قطعة معدنية خلال 3 سنوات من فئات الجنيه والنصف والربع جنيه، والتعاقد على شراء ماكينة لسك 3.5 مليون قطعة شهريا.
وتستورد مصلحة سك العملة القطعة المدنية للعملة من الخارج، وتقوم بسكها بالمصلحة، وقدمت مؤخرا مقترحا لوزارة المالية، لإنشاء مركز لإنتاج القطع المعدنية بدلا من استيرادها، وإمداد الدول العربية المجاورة بالقطع المعدنية.
ومن جهتها كشفت بيانات البنك المركزى المصرى عن ارتفاع حجم النقد المتداول من فئة "الجنيه" فى الأسواق المصرية إلى 989 مليون جنيه، بنهاية مارس 2016، مقارنة بـ987 مليون جنيه بنهاية شهر فبراير 2016، بارتفاع قدره نحو 2 مليون جنيه، وتشمل العملات المعدنية من الجنيه الورقى والفئة الورقية منها.
وبدأ البنك المركزى المصرى، منذ الأول من شهر رمضان المبارك، طرح الجنيه الورقى الجديد بتوقيع المحافظ الحالى طارق عامر وطرحه للتداول بعد طباعة 500 مليون جنيه، فى صورة بنكنوت، بسبب احتياج الأسواق من الجنيه الورقى لتضيف إلى حجم النقد المتداول ليصبح نحو 1.4 مليار جنيه.
وبرر وقتها البنك المركزى تلك الخطوة بأن تكلفة طباعة الجنيه الورقى تصل تقريبًا إلى نصف تكلفة سك العملة المعدنية من الجنيه، على الرغم أن المعدنى فترة صلاحيته أطول من الجنيه الورقى، وأكد المركزى أن مصلحة سك العملة، مستمرة فى سك وطرح العملات المعدنية من الجنيه والفئات الأقل.
ومن جانبه رجح مسئول، انتشار الظاهرة رغم ارتفاع حجم المنتج من العملات، أنه ربما يكون البنك المركزى يسعى للانتهاء من مخزونه من العملات الورقية القديمة قبل طرح العملات المعدنية بالأسواق.
ودلل المسئول على حديثه بانتشار عملات ورقية جديدة خاصة من الجنيه الورقى موقعة من رؤساء البنك المركزى السابقين، رغم أن قرار عودة الجنيه صدر منذ فترة قريبة.
فيما قال أحد الباعة بإحدى المتاجر الكبرى، إن الأزمة بدأت منذ نحو 5 شهور باختفاء العملات ذات الفئات الصغيرة سواء المعدنية أو الورقية، وزادت فى الفترة الأخيرة، مما اضطررنا إلى وضع لافتة للاعتذار للعملاء بعدما اشتكوا للإدارة من عدم تواجد "الفكة"، وكانوا يتهموننا فى البداية بتعمد ذلك لنأخذها لصالحنا.
وأضاف البائع، والذى فضل عدم ذكر اسمه: "بنحاول نحل المشكلة ونصرف منتجات رخيصة إضافية للزبائن بدلا من الفكة، والبعض يعترض على الأمر، ونحاول نوضح لهم الأزمة".