هدد أعضاء بهيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، ومجمع البحوث الإسلامية، باعتزال الدعوة وعدم صعود المنابر مرة أخرى، إذا أصرت وزارة الأوقاف على قرار "الخطبة المكتوبة"، حيث اعتبر بعضهم أن هذا نوعا من أنواع القضاء على الإبداع، فيما اعتبره آخرين أنه قتل لروح الخطبة، فيما علم "انفراد" أن مجمع البحوث الإسلامية يتجه لرفض الخطبة المكتوبة عقب رفض العديد من وعاظ الأزهر الشريف هذا القرار، حيث كشف مصدر مسئول أن هناك اجتماعا قريبا بخصوص هذا الشأن قريبا إذا طبق لاتخاذ قرار بشأنه.
فى البداية أعلن الدكتور أحمد عمر هاشم، عضو هيئة كبار العلماء، رفضه التام لصعوده المنبر ليخطب خطبة الجمعة من ورقة مكتوب بها الخطبة، مضيفا فى تصريحات خاصة لـ"ليوم السابع"، قد يكون وراء هذا القرار تهيئة لبعض الذين تخرجوا حديثا ويحتاجون إلى مثل هذا، أما الخطباء أصحاب الكفاءة والقدرة والأداء المتميز الذى يحتاج إلى اتزان الكلمة المعدة المجهزة المدعمة بالأدلة والحديث فمما لا شك فيه أن الأداء يكون أقوى تأثيرا وأعظم فى نفوس المستمعين، فأنا لا أقبل أن أخطب الجمعة من ورقة مكتوبة فهذا يكون سائغا لبعض الذين يحتاجون إليه.
من جانبه قال الدكتور محمود مهنى، عضو هيئة كبار العلماء، لو أن القرار طبق فلن أقوم له بحال من الأحوال لأن الله تعالى أتانى من العلم علما كثيرا ومن غير المعقول أن أكون عضو هيئة كبار العلماء ونائب سابق لرئيس جامعة الأزهر وأقول للناس خطبة مكتوبة، لأن الناس أول ما يصفوننى يصفوننى بالجهل والله عز وجل قد من علينا بالعلم والعلماء وهذا القرار ينطبق على أنصاف العلماء أو المنتسبين إلى العلم الذين لا يفرقون بين الحديث لذاته ولغيره ولا يفرقون بين أراء الفقهاء ولا يفهمون فقه الواقع ولا فقه الضرورات، فمن العيب أن يكون عالما من العلماء المعدودين فى مصرنا وأن يكون الكلام فى ورقة مرسومة وهذا سبب كبير فى ضياع العلم لأننى وأننى على هذه الهيئة لا أقول العلم إلا بعد أن اطلع على كتب التفسير وعلى كتب السنة وعلى كتب الشعراء وكتب القصص الهادف التى يرمى إلى الهدوء والعلم ويرمى إلى تراثنا العظيم وتراثنا مكتوب ونحن نحفظ التراث.
وأضاف فى تصريحات لـ"انفراد"، هذا القرار ضياع للعلم وضياع للعلماء لو أن القرار طبق لن أعتلى منبرا وسأعتزل الدعوة، وأسأل الله أن يتدخل فيمن سيكون سببا فى هذا القرار أن يتدخل بعلمه، فلا يكتب لهم إلا الجاهلون.
إلى ذلك قال الدكتور حامد أبو طالب، عضو مجمع البحوث الإسلامية، أنا من المؤيدين لتوجيه خطباء المساجد فى اختيار موضوع معين وموحد للخطبة وأرى أنه يمكن الوصول إلى هذا الهدف السامى عن طريق إبلاغ الأئمة والخطباء بعناصر الخطبة بمعنى أن الوزارة تحدد موضوع الخطبة أسبوعيا وتحدد عناصرها، بمعنى أنها تحدد الآيات التى تقوم عليها الخطبة والأحاديث التى يستند إليها الخطيب وترك ما وراء ذلك للخطيب حتى تظهر الفوارق بين الخطباء فى المساجد لجذب رواد المساجد بحيث يذهب الناس لاستماع الخطبة من الخطيب المفوه من الخطيب النافع وهكذا.
وأضاف لـ"انفراد"، أرفض إلزام الخطباء بأن يصعدوا المنابر وفى أيديهم أوراق يلقون الخطبة منها وما كنت ولا زالت أعتقد أن هدف وزارة الأوقاف هو توحيد الخطبة وتوحيد التفكير فيها ولا أظن أبدا أن وزير الأوقاف يريد إلزام الخطباء بإلقاء خطبهم من أوراق، ذلك أن إلقاء الخطبة من أوراق يقتل روحها ويجعلها عملية مادية يمكن أن يقوم بها شخص عادى لم يحصل فقها ولا تفسيرا وإنما يجيد القراءة والكتابة وما أظن أن وزارة الأوقاف تستهدف إلى قتل الخطباء بالمساجد.