أودية حلايب وشلاتين تنتظر ظهور العشب وانتشار المراعى بعد سقوط الأمطار.. فرح بين الأهالى مع موسم شتاء جديد يكثر فيه الرزق بعد صيف جاف.. وشباب القبائل يقيمون الولائم ويكتشفون الوديان الأولى فى الخضرة..

شهدت الأودية الجبلية المختلفة بالصحراء الشرقية، وخاصة فى منطقة غرب الشلاتين سقوط أمطار غزيرة الأسبوع الماضى، والتى تعد أول سقوط الأمطار مع بداية شتاء جديد ينتظره أهالى قبائل حلايب وشلاتين لانتشار المراعى والعشب بالمناطق المختلفة لترعى ابلهم وأغنامهم. تنتشر بين أهالى القبائل المختلفة التى تقطن منطقة حلايب وشلاتين وهما قبائل العبابدة والبشارية والرشايدة حرفتين اساسيتين هما حرفة الرعى وحرفة الصيد لان النسبة الأكبر تعمل فى حرفة تربية المواشى ورعيها فى الأودية الجبلية المختلفة ثم يقومون ببيعها وبيع لبنها وعند ذبحها يستخدم صوفها فى كل شئ فى منزله من فراش وغطاء. ويعتبر موسم الشتاء بالنسبة لأهالى حلايب وشلاتين وخاصة البشارية والعبابدة لكونهم هم من يعملون اكثر فى حرفة الرعى، يعتبر موسم فرح تقام له الافراح والرحلات بين الشباب وتقام الولائم فرحا بقدوم الشتاء والمطر الذى يتبعه على الفور ظهور العشب وانتشاره فى كل الأودية الجبلية المختلفة. من جانبه يقوم حامد أدم، أحد شباب القبائل بمنطقة حلايب أن يعد فصل الشتاء عند قبائل حلايب وشلاتين فصل الخير والرزق الكثير، حيث تتساقط فيه الأمطار ويتبعها انتشار العشب فى الأودية الجبلية فتوفر الأغنام وتدر لبن كثيرا يتم الطعام منه وبيعه عند الآخرين ليكون مصدر لهم، كذلك توفر الأغنام والإبل وتنتشر حركة البيع والشراء للأغنام والإبل من ثم يوفر الراعى كل ما يلزم بيته بعد بيه الإبل والأغنام. واضاف أن عند سقوط الأمطار تقام الافراح ويقوم الشباب باستكشاف اماكن سقوط الأمطار وكذلك اماكن تخزين المياه بعد سقوط الأمطار واقامة الولائم هناك وتوجيه الأهالى إلى الأودية الجبلية التى يظهر فيها العشب لكى يقومون بالرعى فيها. ويمكث الرعاه بأغنامهم وابلهم فى الأودية الجبلية فترات طويلة تصل إلى شهور سعيا ورا العشب، بينما فى فصل الصيف يصطحب معه أهل بيته من وادى إلى وادى ومعه ابله وأغنامهم، ويقضى اغلب موسم الشتاء لكى تثمن أغنامهم ويقوم بعملية البيع والشراء من خلالها. من جانبه قال علاء عبد الله من أهالى قبلية العبابدة أن عقب سقوط الأمطار بالأودية الجبلية يتحول لون الصحراء ليصبحأخضر وتنتشر المراعى الخضراء التى تغير كل شئ حيث أن يتواجد العشب تزدهر حركة البيع والشراء لها فى سوق الشلاتين الدولى وكذلك يبتاع أهل البلدة أغنامهم وابلهم ويشترون ما يحتاجون، ويباع صوفها ولبنها وتصبح حالهم أفضل من الصيف التى لا تجد فيه الإبل ما يطعمها واضاف أن المتعه الحقيقية للشباب فى الصحراء الشرقية عقب سقوط المطر هو الرحلات المختلفة التى يتم فيها تجهيز الوجبة الأساسية لأهالى حلايب وشلاتين وهى شوى لحم الضأن على أحجار الكوارتز، وكذلك تجهيز مشروب الجبنة المشروب الرسمى لأهالى المنطقة. ولفت إلى أن عندما يقوم الأهالى برحلات الرعى يقومون بتجهيز ما يستلزمهم فى رحلة رعيهم التى تستمر لأيام وشهور فالكثير منهم يذهب بدون أسرته والأكثر من يقوم بالإقامة فى الوادى المليئ بالعشب حيث يتم التجهيز لوجبة السلات المعروفة والتى يقوم بها أهالى القبائل بحلايب وشلاتين فى احتفالاتهم وأفراحهم، وهى عبارة عن شواء اللحم الضانى، كاحتفال بالعشب بعد تصفية العظم منه، على نوع من الحجارة المحماة، وهى حجارة البازلت الموضوعة على طبقة من الجمر.