- مجموعة محدودة من مكتب الرئيس تسبقه إلى القاعة بـ60 دقيقة والسيسي يدخل من باب "الطلبة" مراسم والدارسون يستقبلونه بتصفيق حار
- الشباب وجهوا 18 سؤالاً للرئيس حول قضايا التعليم وارتفاع الأسعار وأزمة الدولار وتجديد الخطاب الدينى والعلاقات السياسية الخارجية لمصر ومواجهة الفساد الإدارى ونقص الخدمات فى الصعيد والعدالة الاجتماعية
- السيسى: مصر ستقود تغيير الخطاب الدينى فى العالم
كشفت مصادر مطلعة، كواليس لقاء الـ3 ساعات بين الرئيس عبد الفتاح السيسي والمجموعة الثالثة من الدارسين بالبرنامج الرئاسى لتأهيل الشباب للقيادة، الذين زارهم الرئيس بشكل مفاجئ مساء، الأربعاء.
وقالت المصادر، عن الرئيس السيسى وصل إلى قاعة المحاضرات التى تضم 100 من الدارسين الشباب والفتيات فى الساعة الثامنة مساء الأربعاء، حيث سبقته مجموعة محدودة من مكتب الرئيس، بنحو ساعة، للإعداد للقاء، وقد فوجىء الدارسون بوصول مجموعة "مكتب الرئيس"، وهنا علموا ن الرئيس قرر أن يلتقى بهم، إيفاء بوعده الذى وعده لشباب البرنامج فى الإفطار الرمضانى، بأنه حريص على الالتقاء بهم كلما سنحت له الظروف، لأنهم مستقبل مصر.
وأضافت المصادر، أنه بمجرد وصول الرئيس السيسي وقف الدارسون لتحيته، وقابلوه بالتصفيق الحار، وكان الرئيس قد دخل من باب قاعة المحاضرات المخصص للدارسين ودون أية مراسم، وهو ما آثار اندهاشهم.
وبدأ الرئيس حديثه إلى الشباب والفتيات، بالتأكيد على أن اللقاء فى الأساس غرضه الاستماع لصوت الشباب والرد على استفساراتهم، مؤكداً ثقته الكبيرة فى قدرات الشباب المصرى ونقائه وعزيمته وإرادته.
وأشار الرئيس إلى أن الغرض من هذا البرنامج هو تأهيل الشباب على تولى المسئولية، من خلال تشكيل حالة من الوعى والرؤية المتكاملة تجاه التحديات التى تواجه الدولة المصرية، مؤكدا ضرورة وعى الشباب المصرى بالواقع وتكوين رؤية متكاملة وسياق شامل لتحقيق أحلامهم لبلدهم.
وحرص الرئيس السيسي، على فتح حوار مطول مع الشباب حول أهم القضايا التى تشغل الرأى العام، حيث وجه له الشباب 18 سؤالاً حول قضايا التعليم وارتفاع الأسعار وأزمة الدولار وتجديد الخطاب الدينى والعلاقات السياسية الخارجية لمصر وخاصة فى إفريقيا ومواجهة الفساد الإدارى ونقص الخدمات فى الصعيد والعدالة الاجتماعية وكيفية الاستفادة من قدرات الكليات والمعاهد العلمية لحل المشكلات، التى تواجه الدولة وتنشيط السياحة والحفاظ على الآثار.
وفى إجاباته عن تساؤلات الشباب، قال الرئيس، إن الدولة تبذل جهودا كبيرة لتحسين وتطوير منظومة التعليم، وأنه سوف يتم استعراض خطة تطوير التعليم التى سيتقدم بها المجلس التخصصى للتعليم والبحث العلمى للمناقشة والتقييم من كل العناصر المتخصصة فى سبتمبر المقبل، مضيفا: "لكنه من الضرورى أن يكون هناك إدراكا أن إصلاح منظومة التعليم يتطلب فترة زمنية لاستشعار نتائجه".
وحول أزمة الدولار، قال السيسي، إن هناك إرادة للتغلب عليها، كونها جزء من التحدى الاقتصادى، قائلا: "قبل نهاية العام الجارى سيكون هناك انفراجة فى هذه الأزمة.. هناك رؤية شاملة لتحسين مؤشرات الاقتصاد وزيادة معدلات النمو".
وفيما يتعلق بتجديد الخطاب الدينى، قال الرئيس إنها مسئولية مشتركة بين الدولة والمجتمع، مشيرا إلى أنه قد خاطب المؤسسات الدينية للتصدى لهذا الملف وتحمل مسئوليتها، ولكن علينا أن ندرك أن العمل على تجديد الخطاب الدينى يتم من خلال جهود متكاملة؛ وحرص الرئيس فى هذا الصدد على توصيل رسالة قوية واثقة قال فيها: "مصر ستقود تغيير الخطاب الدينى فى العالم".
وحول المشروعات القومية التى يتم تنفيذها، قال الرئيس السيسى، إنها تهدف إلى تعظيم الاستفادة من موارد الدولة وجذب الاستثمارات بما ينعكس على المواطن بشكل مباشر من خلال توفير فرص عمل للشباب، وقال إن مصر دولة مؤسسات وأننا نحرص على إعلاء مبادئ الدستور والفصل بين السلطات.
وأشار الرئيس إلى حجم الجهود التى تبذلها الدولة فى ملف السياسة الخارجية لاستعادة دورها الدولى والإقليمى البارز، موضحا أن مصر قد حققت بالفعل نتائج عظيمة فى استعادة دورها الإقليمى، لا سيما على المستوى الإفريقى.
وقال السيسى إن الدولة تنفذ خطة متكاملة للقضاء على العشوائيات والمناطق الخطرة من خلال مشروع قومى ضخم كان باكورته مشروع مدينة الأسمرات.
وكشف الرئيس، عن أنه سيتم الإعلان خلال فترة وجيزة عن عدد من مشروعات الامتداد العمرانى بالصعيد ومطروح ومدن القناة، موضحا أن الدولة تولى اهتماما كبيرا بالصعيد، وأنه خلال عامين سيكون هناك تحسن كبير فى البنية الأساسية بمحافظات الصعيد.
وفيما يتعلق بـ"العدالة الاجتماعية"، قال الرئيس السيسى إن الجهود التى تبذلها الدولة فى هذا الملف كبيرة، وهو أمر طبيعى نحو تحقيق إرادة المصريين فى التغيير للأفضل، موضحاً أن مشروعات الإسكان الاجتماعى وتطوير المناطق الخطرة ومظلة الحماية الاجتماعية "تكافل وكرامة" خير دليل على صدق إرادتنا فى تحقيق العدالة الاجتماعية.
وفى ختام اللقاء، وجه الدارسون الشكر للرئيس السيسى على رعايته واهتمامه بالبرنامج وعلى الدعم الكامل لهم واهتمامه بلقائهم بشكل دورى ومشاركتهم فى جميع الالتزامات والافتتاحات الرئاسية.
وأثنى أحد الدارسين وهو يوجه سؤالاً للرئيس على مبدأ الشفافية والحياد فى اختيار الدارسين، وقال الطالب للرئيس أنه لم ينتخبه وكان من المعارضين له، وأنه عندما تقدم للبرنامج كان متشككاً فى إمكانية قبوله، ولكنه فوجىء بقبوله ضمن الدفعة الأولى، وأنه الآن يتحدث إلى الرئيس؛ وهو ما رد عليه الرئيس السيسى بأن هذا مبدأ يجب أن نعمل عليه جميعا، وهو أن مصر تجمعنا جميعاً وحلمنا نحوها أكبر من أى اختلاف؛ وهنا ضجت القاعة بالتصفيق تحية لهذا الموقف الذى أضفى أجواء إيجابية على اللقاء، بحسب ما وصفت المصادر.
وكان عدد الدارسين الذين حضروا اللقاء بلغ 100 من شباب المجموعة الثالثة بالدفعة الأولى، 18 منهم وجهوا أسئلة للرئيس، 6 من الإناث و12 من الذكور.
كما تنوعت محافظاتهم بين القاهرة والقليوبية والإسكندرية والبحيرة والمنوفية وكفر الشيخ وأسيوط وسوهاج وقنا وجنوب سيناء.
الجدير بالذكر، أن عدد الدارسين فى الدورة الاولى من البرنامج الرئاسى لتأهيل الشباب للقيادة قد بلغ 500 دارس من الشريحة العمرية من 20 إلى 30 عاما، ومن الحاصلين على مؤهلات عليا ويمثلون جميع محافظات الجمهورية، كما أن الدراسة فى البرنامج مجانية، فضلا عن تحمل البرنامج تكاليف الإقامة للطلبة المغتربين.
وتبلغ نسبة خريجى الجامعات الحكومية بالبرنامج 92.4 ? ونسبة الجامعات الخاصة أو الدولية 7.6?، كما أن 60 ? من الدارسين من خريجى جامعات حكومية إقليمية، وتبلغ نسبة تمثيل محافظات الصعيد 20? من إجمالى الدارسين والدارسات.
وتمتد مدة الدراسة فى البرنامج لثمانية شهور، يدرس خلالها الدارس 11 دورة فى العلوم السياسية والاستراتيجية والاقتصادية، فضلاً عن مبادئ الإدارة والتنمية البشرية والتسويق والإعلام والبروتوكولات.
كما يتم تدريب الدارسين بالتعاون مع أكاديمية ناصر العسكرية العليا ومعهد التخطيط القومى ومركز إعداد القادة ووزارة الخارجية والكلية العسكرية للعلوم والإدارة ووزارة الشباب والرياضة، بجانب عدد من أعضاء هيئة التدريس بالجامعات المصرية والدولية.