جاءت ورقة قائمة الاغتيالات التى رصدتها جماعة الإخوان المسلمين لاستهداف عدد من المسئولين بالدولة، وممثلى بعض الدول والبعثات الدبلوماسية، والتى كشفت عنها الأجهزة الأمنية بحوزة المتهمين الـ67 المتورطين فى عملية اغتيال النائب العام السابق المستشار هشام بركات، بالإضافة إلى التخطيط لتنفيذ عدة عمليات إرهابية بالبلاد، لتؤكد مجددا على النهج الانتقامى الذى سارت فيه الجماعة منذ 30 يونيو 2013.
قائمة اغتيالات الإخوان، شملت العديد من المسئولين أبرزهم المستشار هشام بركات، النائب العام الراحل الذى تم استهدافه بالفعل، يليه وزير الدفاع، وشيخ الأزهر، ووزير الداخلية السابق اللواء محمد إبراهيم، والمستشار محمد ناجى شحاتة، والمستشار شعبان الشامى، بالإضافة إلى العديد من القيادات الأمنية بوزارة الداخلية ووزير الشباب والرياضة، وعدد من الإعلاميين، وعدد من السفراء الأجانب بالقاهرة.
لماذا يضع الإخوان شيخ الأزهر على رأس قائمة الاغتيالات؟
العداء الذى يناصبه الإخوان لشيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب لم يكن وليد موقفه المؤيد لـ30 يونيو مثل باقى الأفراد على قائمة الاغتيالات، ولكنه متأصل منذ زمن بعيد وتحديدا منذ القضية المعروفة إعلاميا بميليشيات طلاب الأزهر، والتى كان "الطيب" وقتها يشغل منصب رئيسا لجامعة الأزهر، حيث نظم عدد من الطلاب المنتمين لجماعة الإخوان فى 2006، عرضا شبه عسكرى داخل الحرم الجامعى، ما أدى إلى تدخل الأجهزة الأمنية، وانتهت القضية بإحالة 40 متهماً إخوانيا للمحاكمة، وعلى رأسهم القيادى بالجماعة خيرت الشاطر، ثم تم فصل الطلاب المتورطين فى القضية، وهو ما يعتبر بداية العداء من جانب قيادات جماعة الإخوان للطيب.
تعديل قانون الأزهر ومنح شيخ الأزهر حصانة ضد العزل من منصبه، هو الإجراء الذى عمق من الخلافات من جانب الجماعة، فبعد قرار المجلس الأعلى للقوات المسلحة الحاكم للبلاد بعد ثورة 25 يناير بإصدار مرسوم يقضى بتعديل قانون الأزهر رقم 103 لسنة 1961، وهو القانون الذى يمنح شيخ الأزهر تحصينا ضد العزل من منصبه فلم يعد كما كان فى السابق معينا من قبل رئيس الجمهورية، ولكن أصبح منتخبا من قبل هيئة كبار العلماء، وهو ما أشعل الغضب الكامن فى صدور أفراد الإخوان ضد شيخ الأزهر الذين كانوا ينوون التخلص منه فى أعقاب صعودهم للسلطة وخاصة أن البرلمان الإخوان كان قاب قوسين من الانعقاد وقتها، وهو ما يبرر خروج التظاهرات المتتالية ضد شيخ الأزهر خلال العام الذى حكم فيه الإخوان، وذلك بسبب ضياع الفرصة الذهبية للتخلص من الطيب من مشيخة الأزهر.
إحراج مرسى وإخوانه بانسحابه من حفل التنصيب الرئاسى، كما يحكى شيخ الأزهر واقعة تركه الاحتفال بتنصيب الرئيس المعزول محمد مرسى فى جامعة القاهرة، قائلا: «كنت داخل صالة كبار الزوار، وتم منعى، وشاهدت الكتاتنى وعمرو موسى والإخوان جالسين، فقلت لهم أنتم جالسون هنا وشيخ الأزهر واقف بره؟ وانسحبت، وهرولوا خلفى، ولكنى لم أحضر، وحملت استقالتى فى جيبى بعدها.
وخلال معركة اختيار نواب رئيس جامعة الأزهر، وقف الإمام الأكبر حجر عثرة أمام محاولات الجماعة اختراق الأزهر وأخونة مؤسساته، فرفض تعيين ثلاثة نواب لرئيس جامعة الأزهر منتمين لهم، وظلت الجامعة دون نواب لمدة ثمانية شهور، الأمر الذى تكرر مرة أخرى فى معركة اختيار المفتى، حيث تم اللجوء إلى الانتخاب أيضا، والتى فاز بها د.شوقى علام بـ22 صوتا مقابل صوت واحد للمرشح الإخوانى.
تأييد 30 يونيو
وعن تأييد الطيب لـ30 يونيو، يقول شيخ الأزهر لو تخلفت "كنت سأسجل فى سجل الخزى والعار"، ويؤكد أنه كان حريصا على حضور اجتماع 3 يوليو، وجاء فى طائرة عسكرية من الأقصر وشاهد جموع المتظاهرين وأصر أن يكون مع غالبية الشعب، كما كان له موقف من حركة تمرد بعد أن أفتى بجواز التظاهرات السلمية ضد محمد مرسى.
لماذا كره الإخوان خالد عبد العزيز؟
يعتبر الكثيرون المهندس خالد عبد العزيز وزير الشباب والرياضة فى حكومات ما بعد 30 يونيو 2013 أحد المقربين للرئيس عبد الفتاح السيسى، وهو ما يفسر دخوله قائمة اغتيالات الإخوان، بالإضافة إلى تدميره لمخططات استمرار استيلاء الجماعة على مراكز الشباب، حيث قام بتطوير العديد من مراكز الشباب على مستوى الجمهورية، فضلا عن تحذيراته المستمرة من السيطرة الإخوانية على مراكز الشباب، حيث قال فى أحد اجتماعات لجان البرلمان: "لابد من الإسراع فى تعديل القانون، لأن بعض المراكز الشبابية يسيطر عليها الإخوان مثل مركز شباب العدوة"، الأمر الذى دفعه إلى تغيير قانون الرياضة، وخاصة تعديل المادة التى وضعها الإخوان على القانون من خلال وضع حد أقصى لسن المترشح لمجالس إدارات مراكز الشباب.
لماذا تصدر القضاة قائمة الاغتيالات؟
ليس من المستغرب أن تجد أسماء العديد من القضاة على رأس قائمة اغتيالات الجماعة، بسبب توالى الأحكام القضائية الصادرة بحقهم، فاسم المستشار شعبان الشامى الذى يشغل حاليا منصب مساعد وزير العدل للطب الشرعى ارتبط بأحكام الإعدام للعديد من قادة الجماعة منذ 30 يونيو، حينما كان رئيسا لدائرة 15 جنايات بمحكمة شمال القاهرة، التى صدر خلالها أول حكم بالإعدام على رئيس مصرى، فهو صاحب حكم الإعدام شنقا على الرئيس المعزول محمد مرسى فى القضية المعروفة إعلاميا " الهروب من سجن وادى النطرون".
كما أصدر الشامى الحكم بالسجن المؤبد لمرسى فى القضية المعروفة إعلاميا بـ"التخابر مع حماس"، كما أيد قرار النائب العام هشام بركات، بالتحفظ على أموال قيادات جماعة الإخوان الإرهابية بينهم محمد بديع وخيرت الشاطر والكتاتنى و22 آخرين، ورفض استئناف خيرت الشاطر وأحمد أبو بركة وسعد الحسينى و17 آخرين من قيادات الإخوان على خلفية سجنهم بدعوى الانتماء إلى جماعة محظورة والاشتراك فى القتل، كما قضى بالحبس المؤبد لعضو حركة حازمون بجانب غرامة 20 ألف جنيه لاتهامه بحيازة سلاح آلى.
الأمر نفسه بالنسبة للمستشار ناجى شحاتة صاحب الحكم فى القضية المعروفة بغرفة عمليات رابعة، والذى أصدر فيها الإعدام شنقا لـ14 متهمًا من بينهم محمد بديع مرشد جماعة الإخوان المسلمين، وصلاح سلطان، ونجل حسن مالك، وأيضا الحكم الذى أصدره "شحاتة"، بمعاقبة 183 متهما بالإعدام شنقا (بينهم هاربون)، وذلك فى القضية المعروفة إعلاميًا بـ"اقتحام قسم كرداسة"، بالإضافة إلى أحكام بالإعدام والمؤبد على 14 متهمًا فى قضية أحداث مسجد الاستقامة، على رأسهم محمد بديع مرشد الجماعة الإرهابية.
كما أصدر أحكامًا بالسجن المشدد تراوحت بين 7 و10 سنوات، على 20 متهمًا من جنسيات مختلفة، متهمين بالانضمام لجماعة «الإخوان»، وإمدادها بمعونات مادية ومعنوية، وبث أخبار كاذبة، وذلك فى قضية «خلية الماريوت، وأيضا حكمًا بإعدام 12 متهما شنقًا فى قضية ثأر بأوسيم، وذلك بعد إدانتهم بالقتل عمدًا مع سبق الإصرار والترصد، وشروعهم فى قتل اثنين آخرين.
لماذا حاولت الجماعة اغتيال وزير الداخلية محمد إبراهيم؟
لم تكن مفاجأة أيضا أن يأتى اسم وزير الداخلية السابق اللواء محمد إبراهيم ضمن قائمة اغتيالات التى رصدتها عناصر جماعة الإخوان المسلمين ضد شخصيات سياسية وإعلامية ودبلوماسية مصرية منذ 30 يونيو، خاصة وأن إبراهيم تعرض لمحاولة اغتيال فاشلة أثناء خدمته وقت تحركه من منزله بشارع مصطفى النحاس إلى مقر عمله بالوزارة.
وشهد وزير الداخلية محمد إبراهيم مشاركة أفراد الشرطة فى عملية فض اعتصام أنصار الرئيس المعزول محمد مرسى من أعضاء جماعة الإخوان المسلمين والمعروف باعتصام رابعة العدوية، كما شارك أيضا فى فض اعتصام ميدان النهضة بمحافظة الجيزة، فضلا عن مشاركة أفراد الشرطة فى مواجهة تظاهرات ومسيرات الإخوان التى اندلعت بعد فض الاعتصامين، ونفس الامر فى مواجهة التظاهرات التى حدثت فى الجامعات المختلفة.
لماذا فكر الإخوان فى اغتيال المستشار هشام بركات؟
إحالة المتهمين فى قضية فض رابعة، ثم قرار الإحالة فى القضية المعروفة بخلية الظواهرى، ثم قرار إحالة المتهم عادل حبارة، ثم إحالة 200 عضو من تنظيم جماعة أنصار بيت المقدس إلى الجنايات، قرارات كفيلة بالإجابة على سؤال "لماذا تم اغتيال المستشار هشام بركات النائب العام الراحل الذى تم اغتياله؟"، فبحسب أحد المصادر القضائية "دفع بركات حياته ثمنا لمواجهة الإرهاب".
كما أصدر النائب العام الراحل قرارا بحظر النشر فى العديد من القضايا، أهمها قضية التخابر المتهم فيها محمد مرسى وآخرين من قيادات وأعضاء جماعة الإخوان وقضية مقتل اللواء نبيل فراج مساعد مدير أمن الجيزه أثناء اقتحام قرية كرداسة وقضية اغتيال المقدم محمد مبروك الضابط بقطاع الأمن الوطنى وقضية أحداث كنيسة الوراق.
- تأجيل محاكمة محمد بديع و682 آخرين بقضية أحداث العدوة لجلسة 11 أغسطس
- حبس 2 من عناصر الاخوان بسوهاج لانضمامهما الى جماعة ارهابية
- تجديد حبس 15 من الإخوان فى سوهاج لاتهامهم بالانضمام لجماعة إرهابية
- بالفيديو والصور.. قاضى "أحداث العدوة" يرفض إيداع أصغر متهم فى القضية بالقفص