صدمة يعيشها العالم الوقت الحالى، وفى أوروبا بالأخص، جراء الهجوم المباغت الذى وقع فى مدينة نيس الفرنسية، وأسفر عن سقوط 84 قتيلا، و18 جريحا فى حالة خطرة، بعد دهس شاحنة كبيرة جمعا من الناس كانوا محتشدين بمناسبة العيد الوطنى.
وفى خطاب عبر التليفزيون من قصر الإليزيه، اعتبر الرئيس الفرنسى فرانسوا هولاند، الحادث عملا إرهابيا، واعتبر أن فرنسا كلها تقع تحت "تهديد الإرهاب"، ورد بأنه سيعزز تدخل بلاده فى العراق وسوريا، فضلا عن تمديد حالة الطوارئ واستدعاء قوات الاحتياط.
حادث الاعتداء فى نيس لن يمر مرور الكرام، وسيخلف آثارا سلبية على المهاجرين فى أنحاء أوروبا، الذين جاءوا من بلدان الشرق الأوسط وشمال إفريقيا عبر البحر المتوسط، وربما يشجع جماعات قومية متطرفة واليمين المتطرف على استهداف المسلمين.
كما يسهم الحادث فى تعرض المسلمون بأوروبا لموجات من الإسلاموفوبيا من الجماعات المتشددة واليمينية والمتدينة فى القارة العجوز، وسط توقعات بأن يعاد ترتيبات استقبال اللاجئين الذين سينظر إليهم بعين الارتياب داخل القارة العجوز، فضلا عن استمرار العداء المتزايد للمسلمين على أوروبا والدول الغربية.
ويتسبب الحادث الإرهابى، فى رفع أسهم دونالد ترامب فى الانتخابات الرئاسية الأمريكية، الذى يستغل حالة التوجس فى المجتمع الأمريكى جراء تلك العمليات الإرهابية.. فلم يترك المرشح الرئاسى الجمهورى، الفرصة بعد ساعات قليلة من الحادث، وقال ترامب لشبكة فوكس نيوز، أنه مستعد لشن "حرب شاملة" فور توليه الرئاسة فى مواجهة ما قال إنها حرب من "الإسلام المتشدد" ضد أمريكا ودول الغرب، ما يشكل تهديدا ضد المسلمين الذين ربما يواجهون مزيدا من العزل.
ووفقا لصحيفة "لو باريزيان" الفرنسية، طغتت بصمات "داعش" على الهجوم، فرغم عدم تبنى أى جهة حتى الآن هجوم نيس، إلا أن أصابع الاتهام تشير إلى التنظيم الإرهابى، الذى سبق وأن نفذ هجمات باريس الأخيرة التى أسفرت عن 130 قتيلا ومئات الجرحى.
وعثرت السلطات الفرنسية أوراق إثبات شخصية للمهاجم تفيد أنه فرنسى من أصل تونسى ومن سكان نيس، وعمره 31 عاما، كما أن الشاحنة التى استخدمت فى عملية الدهس كان بها أسلحة وقنابل، وأن السائق أشهر سلاحا وفتح النار على شرطيين.