دخلت جماعة الإخوان فى معركة عنيفة مع الداعية السعودى ربيع بن هادى المدخلى أحد رموز التيار السلفى بسبب هجومه على سيد قطب أحد مفكرى الجماعة المتهمين بالتنظير لفكر التكفير، بالإضافة إلى دعوته للسلفيين فى ليبيا إلى مقاومة الإخوان وقتالهم ومنعهم من التمكن من مدينة بنغازى فى إطار المعارك الدائرة الآن بين الجيش الليبى والمليشيات التابعة لعدد من الفصائل الإسلامية للسيطرة على المدينة.
ووفقا لرسالة ربيع المدخلى التى بثها عبر شبكة الإنترنت فإنه قال: "إلى السلفيين فى ليبيا النصرة لدين الله تعالى وحمايته من الإخوان وغيرهم؛ فالإخوان أخطر الفِرق على الإسلام منذ قامت دعوة الإخوان، وهم من أكذب الفرق بعد الروافض؛ عندهم وحدة أديان، ووحدة الوجود، وعندهم علمانية".
وأضاف:" وقد قامت لهم دولٌ فى عدد من البلدان، فلم يطبقوا الشريعة الإسلامية لا فى العقيدة ولا فى الحاكمية التى يدندنون حولها منذ نشأت دعوتهم ويكفرون الحكام الذين لا يُحَكِّمُونَها".
وتابع: "وإذا هجم الإخوان على بنغازى، وقد هدد المسمَّى بالصادق الغريانى الإخوانى المعتز بسيد قطب والموجه للشباب إلى قراءة كتبه المليئة بالضلالات الكبرى، ومنها: طعنه فى رسول الله وكليمه موسى عليه السلام وفى بعض الصحابة الكرام، والقول بوحدة الوجود، وتعطيل الصفات، هذا الغريانى يهدد بنغازى بالحرب، وهو لا يحاربها إلا من أجل محاربة السلفيين، فعلى السلفيين أن يلتفوا لصدِّ عدوان الإخوان المفلسين، ولا يُمكِّنوا الإخوان من بنغازى".
فى السياق ذاته بث التنظيم الدولى للإخوان رسالة مطولة لإبراهيم منير، نائب المرشد العام للجماعة والأمين العام للتنظيم الدولى، دافع فيها عن سيد قطب ردا على ربيع المدخلى، وأشار فى رسالته إلى أنه قرأ بعض الأخبار منسوبة إلى الشيخ ربيع المدخلى جاء فيها أنه يحث إخوانه على القتال تحت راية رجل القذافى السابق اللواء خليفة حفتر والمدعوم حاليا عربيا وأمريكيا –بحسب كلام منير- وأضاف: "كانت المفاجأة فيها إصراره على تناول تراث سيد قطب بأسلوب الطعن المرسل بلا أدلة ولا براهين".
وأرفق أمين التنظيم الدولى فى رده رسالة كتبها بكر أبو زيد عضو هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية للدفاع عن سيد قطب أثناء تقييمه لكتاب "أضواء إسلامية على عقيدة سيد قطب وفكره "الذى كان قد كتبه المدخلى نفسه قبل أعوام وتضمن هجوما عنيفا على قطب.
وتجدر الإشارة إلى أن الشيخ ربيع المدخلى هو مؤسس التيار السلفى المدخلى فى العالم الإسلامى، الذى ينسب إلى اسمه ويتبنى فكر هذا التيار رفض الخروج على الحاكم وعدم إبداء النصيحة له فى العلن ويعتبر أغلب الفرق السياسية ذات المرجعية الإسلامية من الخوارج.